” فوضى التكريمات “
بين الاستحقاق وتحقيق المنفعة
بقلم هشام صلاح
ابتلى مجتمعنا ومؤسساتنا بداء الإفراط الشديد فى التكريمات حد الفوضى ، والغريب أن تشمل التكريمات كل من هب ودب بلا حيثيات مقنعة أوشروط منظمة لترشيح المكرمين فضلا عن عدم وجود لجنان تحكيمية محايدة
الغريب أن ” فوضى التكريمات شملت جميع المؤسسات والأوساط ولعل أعظمها بلاءا الوسط الفنى والإعلامى حيث نجد المهرجانات والفاعليات تقوم بتكريم البعض بغير سند من أعمال بارزة أو تاريخ فنى مشرف لا لشىء سوى تحقيق نسب حضور عالية بغرض خدمة الرعاة وجذب أموالهم
ولقد أعجبنى رأى الفنان الكبير محمد صبحى والذى علقعن هذه الفوضى قائلا :
“انا لااقبل التكريم مهما عظم حتى تقدم الجهة التى تكرمنى حيثيات تكريمى وإذا صدقتها أقبل التكريم على رأسى ، كثيرا من التكريمات الحاصلة حاليا تلاقى التليفونات دائرة على الفنانين أنت مكرم عشان زيادة الحضور من أجل الرعاة وهذا التكريم اسميه طريقة لاخذ السلطانية ونمشى ولذلك تكريم الجمهور هو الأصدق فى رأيى “
هكذا نظرة الفنان المصرى المحترم والذى أقل ما يوصف به أنه ” يحترم فنه وجمهوره ” ولا يبحث عن شهرة زائفة أو مجد مصطنع
وما أصاب الوسط الفنى تعانى منه مؤسساتنا التعليمية حيث نجد التكريمات تنهال بسبب وبغير سبب على البعض وهى غالبا خاضعة لأهواء البعض ومن قبيل تلاقى المصالح احيانا أما ما يحزن الإنسان ان نرى على الجانب الآخر شخصيات لها وزنها وقدرها واعمالها الجليلة الرائدة لكنهم فى طى النسيان أو إن شئت قلت التجاهل والإهمال وهذا بيت الداء
فتكريم ممن لايستحق وتجاهل من يستحق هو عين البلاء وشر الداء الذى أصاب مؤسساتنا ولهذا لزاما على القائمين وقف تلك الفوضى المفرطة من سيل التكريمات لكل من هب ودب وليكن التكريم وفق معايير محددة ولجان محايدة وليست كغثاء السيل ، حفظ الله وطننا وهدى القائمين إلى ما فيه الخير والرشاد
” فوضى التكريمات “
بين الاستحقاق وتحقيق المنفعة