متابعة علاء ثابت
لويس التاسع لم يدفع نصف فدية إطلاق سراحه من دار ابن لقمان حتى الأن ….!!
400 الف دينار فدية لإطلاق سراح لويس التاسع من دار ابن لقمان لم يدفع نصفها الباقي حتى الأن .
الحياة أوراق ومعاهدات
الميلاد ورقة والوفاة ورقة , وصك الحرية ورقة , وفك الأسر ورقة .
الحياة وثائق
تأتي للحياة بورقة , وتذهب من الحياة بورقة .
لم تحصل فرنسا على ورقة صك الحرية لفك أسر ملكها لويس التاسع من دار ابن لقمان بالمنصورة عام 1250 ميلادية أثر حملته على مصر والتي إنهزم فيها شر هزيمة , وتم حبسه في دار القاضي (( ابن لقمان )) , بموقف يعكس عراقة وقوة وعظمة القضاء المصري .
مازال مبلغ 200 ألف دينار ديناً معلقاً على فرنسا .
على فرنسا أن تدفع نصف الفدية لإطلاق سراح ملكها لويس التاسع بعد أسره وحبسه في دار ابن لقمان بالمنصورة ومقدارها 200 ألف دينار مقابل ما أحدثه من أضرار في مصر وتحصل على وثيقة عتقه من الأسر بتوقيع القاضي ابن لقمان .
هيا نداعب صفحات التاريخ لنرى عين الحدث .
في يوم من أيام خريف أكتوبر 2012
دُعيت للمشاركة في إحتفال مهرجان علشانك يامصر في مدينة المنصورة
ونظراً لتواجدي خارج البلاد سجلت كلمة مصورة أفتتح بها المهرجان وتذاع عبر الأثير مباشرة من باريس .
تضمنت الكلمة عراقة المنصورة بتاريخها ولاسيما إنتصار شعب المنصورة على الحملات الصليبية وأسر لويس التاسع ملك فرنسا في دار القاضي إبن لقمان التي تحولت إلى متحف إفتتحه الرئيس الراحل / جمال عبد الناصر سنة 1960.
فضلا عن الميراث الحضاري والفكري الذي ساهمت به المنصورة من جيل الرواد والعمالقة مثل أم كلثوم , أحمد لطفي السيد , أنيس منصور , الشيخ جاد الحق , الشيخ النقشبندي , الشيخ الشعراوي والقائمة تطول …..!!
أبحرت سفن الحملة الصليبية على مصر الموافق في 25 أغسطس 1248م، أبحر لويس من مرفأ إيجو-مورت وتبعته سفن أخرى من نفس المرفأ ومن مرسيليا. كان الأسطول الصليبي ضخماُ ويتكون من نحو 1800 سفينة محملة بنحو 80 ألف مقاتل بعتادهم وسلاحهم وخيولهم. كان يصحب لويس زوجته “مرجريت دو بروفنس” وأخويه “شارل دي أنجو” و”روبرت دي أرتوا”, كما تبعته سفينة على متنها فرقة إنجليزية يقودها “وليم أوف سليزبوري” و” فير روزاموند” وكانت هناك فرقة اسكتلندية مات قائدها “باتريك أوف دونبار” أثناء سفره إلى مرسيليا.
توقف الحملة الصليبية في قبرص أدى إلى تسرب أنبائها إلى مصر قبل وصول سفنها إلى المياه المصرية. ويُقال أن فريدرك الثاني، الذي كان في صراع مع بابا الكاثوليك، بعث إلى السلطان أيوب يخبره بإبحار لويس التاسع لغزو مصر، مما منح السلطان أيوب فرصة للاستعداد وإقامة التحصينات.
في مايو عام 1249 ركب لويس سفينته الملكية ” لو مونتجوي” وأمر باروناته باتباعه بسفنهم إلى مصر فأبحرت السفن من ميناء ليماسول القبرصي. أثناء التوجه إلى مصر وقعت عاصفة بحرية قوية تسببت رياحها في جنوح نحو 700 سفينة من سفن الحملة إلى عكا وسواحل الشام. كان ضمن المقاتلين على متن السفن الجانحة نحو 2100 من فرسان لويس التاسع الذين كان مجموعهم نحو 2800 فارس، فتوقف لويس لوقت قصير في جزيرة المورة اليونانية حيث انضم إليه “هيو دو بورجوندي” الذي كان ينتظر هناك، ثم أبحر جنوباً صوب مصر.
إحتلال دمياط :
اغتبط الفرنج بالاستيلاء على دمياط بتلك السهولة، لكن لويس فضل التمهل في التقدم نحو الدلتا إلى أن تصل السفن الجانحة في الشام وإلى أن ينتهي موسم فيضان النيل حتى لا يسقط في غلطة الحملة الصليبية الخامسة التي أغرقها فيضان النيل. تحولت دمياط إلى مستعمرة صليبية، وعاصمة لمملكة ما وراء البحار وصار جامعها الكبير كاتدرائية، ونصب أحد القساوسة أسقفاً عليها، وأنشأت الأسواق الأوروبية، وأمسك تجار جنوة وبيزا بزمام التجارة فيها. واستقبل لويس صديقه بالدوين الثاني إمبراطور القسطنطينية، وحضرت زوجته من عكا للإقامة معه، وقد كانت قد توجهت من قبرص إلى عكا عند إبحاره إلى مصر .
معركة المنصورة :
أمسك المماليك بزمام الأمور بقيادة فارس الدين أقطاي، الذي أصبح القائد العام للجيش المصري، وكان هذا أول ظهور للمماليك كقواد عسكريين داخل مصر. تمكن المماليك من تنظيم القوات المنسحبة وإعادة صفوفها، ووافقت شجر الدر -الحاكم الفعلي للبلاد- على خطة بيبرس البندقداري باستدراج القوات الصليبية المهاجمة داخل مدينة المنصورة، فأمر بيبرس بفتح باب من أبواب المنصورة وبتأهب المسلمين من الجنود والعوام داخل المدينة مع الالتزام بالسكون التام. وبلعت القوات الصليبية الطعم، فظن فرسانها أن المدينة قد خوت من الجنود والسكان كما حدث من قبل في دمياط، فاندفعوا إلى داخل المدينة بهدف الوصول إلى قصر السلطان، فخرج عليهم بغتة المماليك البحرية والجمدارية وهم يصيحون كالرعد القاصف وأخذوهم بالسيوف من كل جانب ومعهم العربان والعوام والفلاحين يرمونهم بالرماح والمقاليع والحجارة، وقد وضع العوام على رؤوسهم طاسات نحاس بيض عوضاً عن خوذ الأجناد وسد المسلمون طرق العودة بالخشب والمتاريس فصعب على الصليبيين الفرار، وأدركوا أنهم قد سقطوا في كمين محكم داخل أزقة المدينة الضيقة وأنهم متورطون في معركة حياة أو موت، فألقى بعضهم بأنفسهم في النيل وابتلعتهم المياه.
وتلك مخاطر حرب المدن كما حدث لاحقا ًفي مواجهة حملة فريزر في مدينة رشيد .
هزيمة لويس التاسع :
تحققت نبوءة الصالح أيوب بأن بغي لويس التاسع سيصرعه وإلى البلاء سيقلبه. استناداً إلى المصادر الإسلامية قُتل في حملة لويس التاسع ما بين 10 آلاف و 30 آلف من الجنود الصليبيين.أُسر لويس التاسع في “منية عبد الله”، المعروفة بميت الخولي عبد الله الآن، بعد أن استسلم مع نبلائه للطواشي جمال الدين محسن الصالحي، وأودع مغللاً في بيت القاضي إبراهيم بن لقمان، كاتب الإنشاء، تحت حراسة طواشي يدعى صبيح المعظمي. كما أسر أخواه “شارل دانجو” و”ألفونس دو بويتي” وعدد كبير من أمرائه ونبلائه وقد سجن معظمهم معه في دار ابن لقمان. أما الجنود العاديون الذين أسروا فقد أقيم لهم معتقل خاص خارج المدينة.
الفدية :
سُمح للويس التاسع بمغادرة مصر مقابل تسليم دمياط للمصريين، والتعهد بعدم العودة إلى مصر مرة أخرى، بالإضافة إلى دفعه فدية قدرها 400 ألف دينار تعويضاً عن الأضرار التي ألحقها بمصر. فدفع نصف المبلغ بعد أن جمعته زوجته في دمياط، ووعد بدفع الباقي بعد وصوله إلى عكا، وهو مالم يفعله بعد أن تهرب من الدفع فيما بعد , ومن ثم لم يتمكن لويس التاسع من شراء صك عتقه من الأسر حتى وفاته .
ألم أقل لكم ان الإنسان رزمة أوراق
لم يحظِ لويس التاسع على وثيقة عتقه التي لم تقدر بكنوز الدنيا الأن .
هاهو شعب مصر وعراقة مصر وحضارة مصر وجيش مصر .
مصر هبة النيل , مصر روح الحياة .
محمد حسن كامل