لو القينا نظرة على مايحدث من حولنا فى دول كثيرة كانت فى يوم من الأيام ملء العين والبصر ، لعرفنا ، وتيقنا معنى النعمة التى نعيش فيها ، مهما كان الغلاء ، ومهما كان هناك أى شئ أخر .
والنعمة التى أقصدها هى نعمة غالية ، وباهظة الثمن ، ويعرفها ويعلمها المتيقن ، والمتطلع ، والدارس للحالة السياسية ، والأمنية ، والعسكرية لمايدور حولنا فى تلك البلاد .
تلك النعمة هى نعمة ( الأمن والأمان ) الذى نعيش فيه ، وللآسف الكثير لايفكر فى تلك النعمة ، الكثير لايعى مردودها عليه ، وعلى حياته ، وعلى اسرته وأولاده ، الكثير لايعى معنى الدفء الأمنى الذى يحتويه ويعيشه .
والدفء الأمنى معناه كبير جدا ، ويتمناه بل ويتطلع اليه كثير من الدول المجاورة التى أقصدها ، والتى كانت فى يوم ما كما قلت ملء العين والبصر .
الدفء الأمنى هو أن هناك معارك لجيش يلدك ، وشرطة بلدك ، على حدودك سواء الشرقية ، أو الغربية ، ويتساقط الشهداء يوميا ، بل من الممكن لحظيا ، من جيش بلدك ، وشرطتها ، وأنت بالداخل تنعم بالاستقرار ، والعيش ، وتبنى وتعمر ، وتقيم الكبارى ، والمنشآت ، وتمهد الطرق ، بل تلهو وتلعب ذاك احمر ، وذاك ابيض ، وذاك اصفر ، وهذا هدف صحيح ، وذاك هدف ملغى ، وانت لاتشعر بكل مايدور على حدود بلدك .
انه الأمن الدافئ ياسادة .
هل ننظر الى بلد كان يشار له بكل شئ من رغد للعيش ، وقوة كبيرة كيف كان ، وكيف اصبح ( انه العراق ) ياسادة ، الى أن وصل الحال والوضع الى وصول رئيس امريكا الى قاعدة عسكرية له فى قلب العراق ولم يعلم رئيس العراق ، ولا أى مسؤل عراقى بمجيئه ، أى انتهاك سيادة دولة كانت فى يوم ( دولة )
هل ننظر الى ( سوريا ) والتدخل السوفيتى فيها ، وتدميرها من أجل حماية كرسى لفرد واحد ( مهما كان قدره ) وهو رئيسها ، بل والأكثر من ذلك انتهاك حدودها مع تركيا بالطيران ، والقاذفات التركية والضرب فى العمق السورى بحجج واهيه ، والجيش السورى الذى اصبح حبرا على ورق لايقدر على حماية سماء بلاده ، ولا سيادتها .
هل نظرنا فى دولة اخرى مثل ليبيا أيضا ماذا كانت ؟ وكيف اصبحت ؟
السودان وتقطيع أوصاله ، وضعفه ، والتدخل فى شؤنه ، وتقسيمه .
كل ذلك لماذا ؟ هل سألنا أنفسنا ، وتساءلنا ، أم أن ذلك يمر علينا مرور الكرام ، هل سألنا انفسنا كيف اصبح هؤلاء ؟ ، وكيف اصبحنا نحن ؟ ، مع اننا تعرضنا لما تعرضوا له فى يوم من الأيام ، وكنا على شفا حفرة من الانزلاق الى ماوصلوا اليه .
لكن لولا فضل الله علينا أولا ، ثم تضحيات وصمود رجال اشداء يشار لهم بالبنان من مؤسسات أقسمت بالدفاع عن الأرض ، والعرض من أجل حماية تراب مصر ( الجيش والشرطة ) .
اذا لابد أن نعى ذلك ، ونقدر التضحيات الجسام التى تقدمها المؤسسة العسكرية ( القوات المسلحة ) والمؤسسة المدنية ( شرطة مصر ) من أجل أمننا ، وحماية أرضنا وعرضنا .
فلولا الأمن ، ماكان أى شئ ، لاحياة ، ولا هدوء ، ولا عمل ، ولا أى شئ ، وهكذا قال رب العزة فى كتابه على لسان ابو الأنبياء ( ابراهيم ) فى دعائه حيث قال ( رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق اهله من الثمرات )
فالأمن قبل الرزق ، ولولا الأمن ماكانت الحياة .
فتحية لأمن مصر فى عيدهم ، وتحية للقوات المسلحة المصرية الوطنية ، وتحية لزعيم مصر الذى وضع روحه على كفه من اجل الدفاع عن أرض مصر ، ومازال
شكرا لرجال امن مصر ( جيش وشرطة ) ، وكل عام وشرطة مصر فى تقدم