بقلم : ياسر عامر
yasser.amer.98892@facebook.com face bookk:
بلغني ايها الملك الغير سعيد.. ذو الذهن الشارد والعقل الغير رشيد… أن علي بابا صحي من نومه وهو غضبان،ونظر في المرأة ورأي بعينيه حمران، واخرج لسانه فوجد به زرقان، والتهب حلقه لأنه نائما عريان يشبه طرازان، فنفث انفاسه ساخنة كأن صدره قطار خربان، فهو في الصباح موظف غلبان، وفي المساء حمالا يحمل حقائب المسافرين رغم انه رجل كبير وتعبان.
فقد وصل به غلاء الاسعار الي حد الغليان، فبات صيفا يشتكي من الحر وهو طهقان، وشتاءا يشتكي من البرد وهو زهقان.
وزوجته مرجانه عاملة بسيطه غلبانه وصحتها يا عيني من زمان تعبانه، هدومها مقطعه وشكلها جربانه.
وولده الكبير نبهان طالب خايب وكمان كسلان، لا بيذاكر كالانسان، ولا بيشتعل لتخفيف حمل الزمان.
وبنته الصغيرة حبهان ليست جميلة يتقرب منها الشبان، وليست زكيه يمكن ان يقع في غرامها العرسان.
في مدارس حكومة ويا لها من نومه، لا تدريس ولا تفحيص فالفصل عبارة عن كومة، والمدرسين يا ولداه كان عندهم كوما، يلهثون وراء الدروس بعد الدراسه بكام يومه.
وشغل على بابا هذا الصباح، خبر في جريدة كل صباح ان حملات تموينيه تمر على المطعمجيه والكبابجيه، فتقفل محلاتهم لبيعهم لحوم حميريه، وقد اعتاد على بابا على اكلها بجانبها الملوخيه او حتى يا دوب شوية رز بالتقليه، او من على اسياخ الكبابجيه في حالة عزمت مراته امها بدريه، فالسعر حنين عل جيب على بابا وطعمها جميل وطريه، ورغم معرفته بانها لحوم حميريه الا ان زوجته وعياله من تعودهم عليها اصبحوا يتصفون بصفات حموريه فهم طائعون صابرون حاملون الهموم على ظهورهم من اثر الجينات الحموريه، واحيانا ينهقون ويحرنون كالحمير، ولا يشتكون من تعب بالمعدة ولا حتى صغير، ولا تحتاج الي اموال كثير، ترتفع اسعار الخضار وهي ثابته في اسعارها كثبوت السنام عند البعير، فلو قفلت تلك الدكاكين وعربات لحوم الحمير فمن اين له بغذاء زوجته وحماته واولاده فهم ياكلون منها الكثير؟
حتى حماره الذي يعمل به كحمالا للبضائع في اوقات كثير، اتفق مع جزار على انه عندما يكون مسنا ولا يستطيع العمل الكبير، فسبيعه له ليسد به حاجة جعانين وهم كثير، واتصل بصاحبه سعيد ابو حصير وهو يعمل موظفا في ادارة التموين وصحة الشعب ومحاربة دبح الحمير، فبشره بشارة فرح لها فرح كبير، ان اهداف الحملة هي ضبط الاسعار الخاصة بلحوم الحمير، ومحاربة جشع التجار وخصوصا صلاحيات اللحوم فلا يصح ان يمر عليها شهور فيكون امر خطير، ولا بد لهم ايضا ان يخفوا رؤوس تلك الحمير، حتى يحافظوا على شعور الجمهور الكبير.
اطمأن على بابا واتسعت عيناه كاذن الفيل، ثم اخذ ينادي واصدر صوتا كالنفير، طالبا من بهانه ان تذهب لعمل الفطير، ولبس مداسه وجلبابه واسرع كأن هناك امر ليس بيسير، فقد فكر في دعوة رؤسائه للعشاء بالكفته والفطير، فقد لمح جاره يعد وليمه كبيرة من لحم الحمير فذهب له مسرعا لينال نصيبه قبل ان يعلم اهل حارته ويصطفوا صفوفا وطوابير.
وعندذلك ادرك شهريار الصباح بعد ان امتلئت بطنه بكباب وتفاح فامتنعت شهرذاد عن الكلام الغير مباح وارتفع صوت الموبايل يصيح كوكو كووووووووووووووووووووو.