لازال أثر رحلة ملتقى السرد العربى يعمل فى نفسى عمل الفجر فى ظلمة الليل وروعة الظل فى لفحة الشمس المحرقة فتطيب النفس وتنشط الجوارح ،
كانت إرادة الله قد شاءت ثم ترتيب الجلوس أن تكون جلستى بجوار أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة إنه اللواء محمد عبد القادر واحد من قادة سلاح المدفعية وشارك فى عدد من الجولات والملاحم المصرية ضد الكيان الإسرائيلى فور معرفتى به حدثتنى نفسى بأنها إحدى الفرصة الذهبية لإجراء حوار سريع حول هذه الذكرى الغالية على نفس كل مصرى وبخاصة حينما يكون طرف الحديث بطلا من أبطالها
** بداية سيادة اللواء /
– فى عبارة مختصرة ما الذى تمثلة معركة السادس من أكتوبر ؟
* الحديث عن حرب أكتوبر طويل عميق مؤثر ويصعب اختزالها فى عبارة واحدة لكن إن أردنا ذلك نستطيق القول : ” هى استعادة شرف وطن ومجد أمة “
– سيادة اللواء/ ما الذى مثلته صيحة الأبطال أثناء العبور ” الله أكبر ” ؟
* هى لحظة إيمانية نبعت وانبثقت من داخل كل قلب ونفس من أبطال العبور هى لحظة إيمان مشوبة بحب وطن وعزيمة أبطال صدرت بصورة تلقائية دونما توجيه أو تعليمات ، إنها نبضة الحق فى صدور أبطال مصر دقت بكل قوة لتصم آذان العدو وترجف قلبه وتزعزع ثباته المزعزم
هى عقيدة إيمان من جنود مؤمنين بالله وعدالة حربهم
– لواء محمد / ما ملامح الفرق بين أداء الجيش المصرى خلال حربى 67 و73 ؟
* فى حرب 67 كانت أفرع وأسلحة الجيش كل منها يعمل على حدى ولم يكن هناك تنسيق يذكر بينها وكانت أهداف الجيش متعددة وليس بينها قاسم مشترك
أما عن حرب أكثوبر 73 فقد كانت عملا مشتركا ونموذج فريد لقيادة واعية وتصميم جنود وتآلف وتوافق وإن شئت قلت تناغم بين كل أسلحة القوات المسلحة المختلفة وفروعها بدأ من التخطيط ثم الاعداد فالجاهزية
فالعسكرية الحديثة لها مبدأمعروف ألا وهو ضرورة دمج الأسلحة المشتركة الحديثة والتنسيق الكامل فيما بينها فحرب أكتوبر كانت ملحمة رائعة فى التاريخ العسكرى لتكاتف الأسلحة الشتركة لذات لست ممن ينسبون نصر أكتوبر لسلاح بعينه أو لأفراد بذاتهم فهى عمل جماعى متعاون ومتكاتف بين أفراد القوات المسلحة
– اللواء محمد / ترى هل تغيرت عقيدة الجيش فى الحاضر عما كانت عليه فى الماضى القريب ؟
* لعل واحدة من أهم سمات وصفات الجيش المصرى ثبات عقيدته ، فالعقيدة المصرية ثابتة لاتتغيير ولا تتبدل بتغير الجنود أو القادة لأنها عقيدة غرستها مقومات وخصائص شعب آمن بأرضه ووطنه عقيدة تشكلت عبر قرون طوال نبتت بأرض وادى النيل العظيم وحافظت عليه أجيال بعد أجيال
– كيف نعمل على بقاء واستمرارروح أكتوبر فى نفوس الأجيال الجديد ؟
* هذا سؤال يحتاج إلى وقت ومساحة رحبة للحديث لكن باختصار هناك أدوار متعددة للمؤسسات التعليمية والدينية والإعلامية لنشر الوعى الصحيح والوطنية المخلصة فى نفوس الشباب وهذا ما بدأت فيه بالفعل أجهزة القوات المسلحة ولعل مدارس التأسيس العسكرى إحدى خطوات ذلك وهناك الكثير من الاجراءات والخطوات التى تبنتها القوات المسلحة وتجتهد من أجل إرسائها
ختاما : ستظل حرب أكتوبر نقطة فارقة فى التاريخ المصرى المعاصر ، تلك الملحمة البطولية التى أظهرت بجلاء عظمة الشخصية المصرية ومدى قوة التلاحم والترابط بين أفراد الشعب وأبناء الوطن من رجال القوات المسلحة
بقى أن أتوجه بالشكر العميق لهذا القائد والبطل اللواء محمد عبد القادر القائد العسكرى والأديب والروائى وعضو اتحاد الكتاب الذى كان ملتقى السرد العربى سببا فى مقابلته والانصات لحديثه الفياض واعدا بلقاء أخرمعه