علاج المرض النفسي بالاوكسيتوسين
كتب. .صفاء صلاح الدين
يقول دكتور احمد عبدالوهاب الوكيل دكتوراة فى علم النفس ، ان الأوكسيتوسين الاسم العلمى لهرمون الحب والذى أطلق عليه العديد من الأسماء الأخرى مؤخرا مثل: هرمون العناق، وهرمون النعيم منذ بدأ الباحثون للكشف عن آثاره على السلوك، بما في ذلك دوره في الحب، بالإضافة إلى الوظائف البيولوجية في الإنجاب لدى الأناث، والأوكسيتوسين يتم تصنيعه في الدماغ، في منطقة ما تحت المهاد، ويتم نقلها وافرازة بواسطة الغدة النخامية، والتي تقع في قاعدة الدماغ.
ويبين ان الدراسات ااثبتت ان هذا الهرمون مرتبط بالسلوكيات العاطفية والمعرفية والاجتماعية ،و ان الأوكسيتوسين قد جذب الانتباه الشديد بعد اكتشاف ان له مجموعة مذهلة من الوظائف السلوكية المتصلة بالاسترخاء والثقة فى الشريك الاخر، والاستقرار النفسي، والميل الى التواصل والاتصال بالشخص الاخر، والرعاية الأمومية والعدوان، والترابط بين الزوجين والسلوك الجنسي بينهما ومع ذلك، فإن كيمياء الحب لا تعتمد عليه وحده، ولكن هو واحد فقط من عناصر هامه من نظام كيميائي عصبي معقد يسمح للجسم على التكيف مع الأوضاع بالغة الحميمية خاصة مع المواقف الرومانسية العميقة. لكن هذا الهرمون الذي يسمح لنا أن نحب قد يشجعنا أيضا على الكذب. وكان هذا في دراسة 2014 وجدت ان المشاركين الذيت تعرضوا الى الأوكسيتوسين هم أكثر عرضة للكذب لمصلحة المجموعة .
ويضيف ان الأوكسيتوسين يهديء ويحسن الحالة المزاجية، فهو يخفض ضغط الدم ويصد هرمونات التوتر والضغط ويساعد على تخفيف الالتهابات وينشط وظائف التمثيل الغذائي مثل الهضم والنمو، وهو موجود عند الرجال والنساء وينشط أثناء التفاعلات الإجتماعية، ويجلب مشاعر مختلفة كالاسترخاء وتفضيل الآخرين والإيثار والحب. ويساعد الأوكسيتوسين على تفاعل الأم وترابطها مع طفلها. وترتفع معدلاته كلما زاد التفاعل بينهما ويزيد تأثيره.
كما يشير انه يمكن استخدام هرمون الأوكسيتوسين فى علاج اضطرابات الشهية، كفقدان الشهية العصبي ،و إن حقنة من الهرمون ساهمت كثيراً في خفض المخاوف المتعلقة بالوزن والشكل ومن استخدموه شعروا بتحسن ملموس عند تناول جرعات من هرمون أوكسيتوسين ، و أن بخاخ الأوكسيتوسين الأنفي يفيد كمسكن قوي لآلام الصداع النصفي.
ويتابع الأوكسيتوسين هو الاستخدام المحتمل في تعزيز الرفاهية الشخصية والفردية، ويمكن الحصول على مزيد من التطبيقات في الاضطرابات العصبية والنفسية، وخاصة تلك التي تتميز بالخوف المستمر، والسلوك المتكرر كما فى الوسواس القهري، وانخفاض الثقة وتجنب التفاعلات الاجتماعية كما فى مرض الرهاب الاجتماعي.
ويوضح دكتور الطب ان الاوكسيتوسين ينشط مناطق دماغية في الأطفال الذين يعانون من التوحد ، و اجريت دراسة بحثية تضم 17 طفلا يعانون من اضطرابات طيف التوحد، الذي نشر في ديسمبر كانون الاول عام 2013، استخدمت أسلوب التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) لمعرفة الفروق التي أنشأها الأوكسيتوسين في الدماغ علي ردود الافعال الاجتماعية وغير الاجتماعية وتبين ان زيادة هذا الهرمون تؤدي الى تحسن واضح.