كتب: أحمد الشويمي
أمس وفي ليلة كروية رائعة بات حلم بعيد منذ ست وعشرون عاماً قريبا الآنً من الوقوع على أرض الواقع ، جعل أعين الشعب المصري لا تعرف طعم للنوم في هذه الليلة.
بعد أن كانت طريقة لعب دول شمال أفريقيا لا تعجب المصريين ودائماً ما كانت تُبِعد منتخبهم عن الوصول لكأس العالم خاصةً منتخب “تونس” الذي أبعد الفراعنة ثلاث مرات 1974 و 1978 و 1998 ، لكن الغريب أن هذه الطريقة أصبحت الآن هي الطريقة الأساسية التي يظهر عليها المنتخب المصري وتقربه من الوصول إلى مونديال روسيا 2018 حتى أنه لعب الشوط الثاني بدون مهاجم صريح بعد خروج باسم مرسي ونزول رمضان صبحي للسيطرة أكثر على وسط الملعب وبالفعل نجح في ذلك.
وقد ظهر المنتخب المصري بالأمس بأداء سئ للغاية ، فقد ظل محكوماً عليه بالتواجد في منتصف ملعبه وعلى حدود منطقة ال18 واللعب على الهجمة المرتدة بإستغلال سرعات كلاً من محمد صلاح ومحمود تريزيجيه التي نجحت بالفعل في خطف هدفين الأول من ركلة جزاء في الدقيقة 42 والثاني من هجمة جميلة مُرِرت بشكل رائع بين أقدام كلاً من صلاح ورمضان وعبدالله السعيد الذي لم ينتظر طويلاً ليسكنها في شباك منتخب “غانا” وكأنها رصاصة الرحمة التي أنهت على الأسد ورحمته من مرارة العذاب.
بدأت المباراة في أول خمس دقائق بشكل في غاية الروعة للفراعنة كادت أن تُسفر عن هدف أول لمحمد صلاح من صناعة عبدالله السعيد ولكن أنقذها حارس المرمى الغاني ، وكأن هذه الدقائق بمثابة الحجر الذي أُلقى على أسد نائم ليوقظه ، ويتحول الأمر من بعدها بالشكل العكسي إذ بدأت الكرات تتوالى على دفاعات المنتخب المصري وبدأ القلق يظهر شيئاً فشيئاً على الجماهير المتواجدة بالملعب ، ولكن هيهات هيهات فهناك أسدان جائران في الدفاع المصري تحت إسم أحمد حجازي وعلي جبر ، إلى أن جاءت الدقيقة الثانية والأربعين من عمر المباراة لتعلن عن موقف “تريزيجيه” من هذه الهجمات إذ قام بالمرور من الجهة اليسرى من مدافعين اثنين ويتقدم بالحظ قبل الكرة إلى منطقة ال18 قام على إثرها المدافع الغاني بعرقلته ليُعلن حكم اللقاء عن ركلة الجزاء التي حولت قلق الجماهير إلى فرحةِ ما بعدها فرحة وكعادته محمد صلاح يسعد 90 مليون مصري بأولى أهداف اللقاء.
الشوط الثاني وكأنه نسخة من الشوط الأول إذ بدأت الفراعنة بالضغط على الدفاعات الغانية ليعود نجوم غانا بقيادة “أنديرا أيو” ، خاصةً في الدقية 53 التي كادت أن تذهب معها قلوب المصريين من عرضية رائعة ظهر لها المهاجم الغاني بدون أي رقابة من اللاعب محمد عبدالشافعي ولكنها خرجت إلى ركلة مرمى للمنتخب المصري ، ومع هجمة مرتدة من الفراعنة في الدقية 85 أنتهت بهدف ثانِ بأقدام عبدالله السعيد أشتعل معها صيحات الجماهير التي زادت أكثر مع إعلان صافرة النهاية.
لكن هل تترك غانا الفراعنة في أمم أفريقيا 2017 ؟
أم ستظل هذه الهزيمة عالقةً في وجدانهم كثأر يُحتم عليهم أن يأخذوا به خاصةً بعد أن أبعدتهم هذه المباراة عن الصعود بشكل واضح وتصدر المنتخب المصري للمجموعة بست نقاط وبفارق نقطتين عن أقرب منافسيها “أوغندا”.
وقد صرح “كوبر” بعد اللقاء أن الأداء كان حقاً سئ لكن الأهم هو الثلاث نقاط .
أما عن المدرب الصهيوني “جرنت” فهو الآن في انتظار إما قرار تجديد الثقة خاصةً وأمم أفريقيا باتت على الأبواب ولا يوجد وقت للإستعانة بمدير فني آخر يحتاج إلى وقت لفهم الفريق ، أو قرار الإقالة خاصةً وأنه بعد أن امتنع عن حضور قرعة أمم إفريقيا دون علم إتحاد الكرة الغاني.
وتركت هذه المباراة أو بمعنى أدق هذا الأداء والفكر للمنتخب المصري بقيادة مديره الفني “هيكتر كوبر” تساؤلات عدة لم تظهرها نتيجة اللقاء ، فهل حقاً بهذا المستوى نستطيع أن نضع حلم الوصول إلى المونديال على أرض الواقع ؟ وهل حقاً هذه الطريقة هي الأمثل للوصول لكأس العالم ؟ والأهم هل يستمر هذا المستوى على الثبات خاصةً مع عدم وجود قائد فعلي في الملعب ؟.
هذا ما ستكشف عنه اللقاءات الأربعة القادمة خاصةً مباراتي أوغندا في شهري أغسطس وسبتمبر القادمين.