بقلم المفكر الموسوعي العالمي سفير دكتور محمد حسن كامل رئيس اتحاد الكتاب والمثقفين العرب
من هنا المكان
توقفت عقارب الساعة
وتجمد الزمان
وكانت تلك الصورة
من أمام خزانة التاريخ العالمي
من أمام متحف اللوفر في باريس
ومن أمام هذا الهرم الزجاجي
وقفت كما ترون
عبقرية المكان
رائحة التاريخ
كنوز الماضي
عراقة شعوب العالم
كان اللقاء مع النفس
أردت أن أدخل التاريخ من بوابة الفكر والثقافة والإبداع
من بوابة النور في عاصمة النور
ولكن كيف ؟
وهنا كانت الفكرة العبقرية
فكرة غير مألوفة
تستمد خيوطها وألوانها وكلماتها وألحانها من منصة اليونسكو
حينما تم تكريمي في تلك المنصة العريقة سفيراً للسلام العالمي من قِبل فيدرالية السلام العالمي بالامم المتحدة .
قاعة الاحتفالات الكبرى مزدحمة بالضيوف من العالم أجمع
شئ جميل أن يشاركك العالم فرحتك دون أن يعرفك , مشاركة الرمز الإنساني لا أكثر .
هنا تذكرت مشهد من جامعة الدول العربية بين الحوار والشجار .
وما أكثر الحوار والشجار بين الأخوة العرب .
قلت على منصة اليونسكو كلمتي المشهورة :
(( ماتفسده السياسة تصلحه الفنون والثقافة ))
ومن ثم قفزت في ذهني تلك الفكرة العبقرية
في هذا المكان منذ ثمانية أمام الهرم الزجاجي بمتحف اللوفر كان ميلاد فكرة إنشاء اتحاد الكتاب والمثقفين العرب وحمل مشعل التنوير من هذا المكان للعام أجمع .
بدأت فكرة بناء الاتحاد بفكرة فردية أردت من خلالها أن أجمع الوطن العربي على غرار جامعة الدول العربية , إذا كانت جامعة الدول العربية لها نشاط سياسي , يكون لاتحاد الكتاب والمثقفين العرب نشاط ثقافي هذا النشاط يدعو لإعادة بناء الشخصية العربية بين الأصالة والحداثة , الحوار بين الحضارات , التقارب بين الشعوب عبر الرياضة والفنون , الإهتمام بجسر الترجمة من لغات العالم إلى العربية ومن العربية إلى لغات العالم , إنشاء مدرسة العصف الذهني لتجديد التفكير , مدرسة البحث عن السؤال العبقري تطرحه إفرازات التكنولوجيا الحديثة .
حوار الحضارات وإصلاح الخطاب الديني والدعوة إلى ثقافة التسامح والسلام .
إثراء ثقافة التلقيح الثقافي بين الحضارات واللغات والعادات والتقاليد وأليات الفكر .
وتدور رحى الأيام ونضع لبنات الاساس مع أصحاب الفضل ليصبح الاتحاد منارة للفكر وللثقافة والإبداع يستقطب القاصي والداني .
لقد وضعت لبنات أساس اتحاد الكتاب والمثقفين العرب في هذا المكان وحملت مشعل التنوير أجوب به البلاد بين العباد .
وتدور رحى الايام ويقف في نفس المكان الرئيس الفرنسي المنتخب (( ماكرون )) ليعلن فوزه وبدء الإحتفال بإنتصاره وأيضاً عودة مشعل التنوير وإستكمال رحلة التنوير نحو العالم .
لقد سبقت ماكرون لهذا المكان منذ ثمانية أعوام وبدأت رحلة التنوير بإنشاء اتحاد الكتاب والمثقفين العرب …..لم أجد تفسيراً منطقياً يجمع بين فكري وفكر ماكرون إلا عبقرية المكان أو ربما التخاطب عن بعد ….ولِمَ لا ….؟
نعم عبقرية المكان جعلتني أنطلق بمشعل التنوير وبناء اتحاد الكتاب والمثقفين العرب , وأيضاً عبقرية المكان جعلت الرئيس الفرنسي ماكرون يتخذ نفس المكان للاحتفال بفوزه
ويبقى السر في عبقرية المكان كما قال جمال حمدان .
محمد حسن كامل