بقلم: لزهر دخان
أكثر من مئة ألف إندونيسي شاركوا في صلاة تم أدائها بشكل جماعي. وإحتضنها المسجد الكبير بالعاصمة جاكرتا . ولهذه الصلاة سبب سياسي. وهو الدعوة على إنتخاب المترشح المسلم لحكم جاكرتا. بدل منافسه في الإنتخابات حاكم جاكرتا الحالي ذو الديانة المسيحية .
برز هذا الخبر في نشرات أخبار وكالات الأخبار الدولية. التي من أبرزها وكالة “فرانس برس” .التي كتبت تقول (أن هذه الصلاة الجماعية أقيمت في مسجد “استقلال” وفي الهواء الطلق تحت المطر، في اليوم الأخير من الحملة الانتخابية، وقبل الاقتراع المقرر إجراؤه يوم الأربعاء المقبل لانتخاب حاكم جاكرتا، عاصمة جمهورية إندونيسيا، البالغ عدد سكانها 255 مليون نسمة يشكل المسلمون 90 بالمئة منهم.)
باسوكي تجاهاجا بورناما مسيحي يحكم جاكرتا .وقد إنتهت ولايته ويرغب في نيل ولاية أخرى . وإلى جانبه يتنافس مرشحين مسلمين .يرغبان في الإطاحة بي باسوكي بفضل صلاة أداها مئة ألف أندونيسي .
يعرف حاكم جاكرتا الحالي بإسم أهوك .وهو مسيحي منحدر من الأقلية الصينية . ويعتبر الصيني الأندونيسي الأول الذي يتولى زمام الأمور .على رأس هرم السلطة في جاكرتا .وهو منصب محافظ جاكرتا .
“فرانس برس” تمكنت من جمع ونشر بعض الأراء للمصلين .و قال أحد المصلين المدعو محمد رمزي البالغ من العمر 35 عاماً ( “أتيت إلى هنا مدفوعا بإيماني، ولأنني شعرت أيضا أن أهوك قد شتمني عندما شتم ديني”.)
“جبهة المدافعين عن الإسلام” و”منتدى المسلمين” وأحزاب أخرى إنظمت إلى التجمع . وساهمت في إنجاحه متمسكة بشعاراتها السياسية الحزبية ملوحين ( “أفضل أن يكون حاكمي مسلماً” )( “ممنوع إختيار كافر حاكماً(“.
الإنتصار على حاكم جاكرتا المسيحي يعتبر في أيامنا هذه قضية أندونسية .يرجع عهدها إلى شهر أيلول سبتمبر من العام 2016 م . عندما كان المحافظ باسوكي قد أكد أن إستخدام أيات القرآن من أجل تأكيد أن إنتخاب حاكم غير مسلم لحكم المسلمين أمر غير شرعي . هو أمر غير لائق ولا يجوز . وكان يشير إلى أنصار منافسيه ومنافسيه .ومن معهم من علماء أندونسيا. عندما صلوا ضده وفسروا القران ضده وسعوا إلى التقليل من شأنه في سدة حكم جاكرتا .بحجة أنه مسيحي الديانة . ولكن كان هذا غير كافي. لآن الرجل شهدت له جاكرتا بصلابته في مجال القيادة .التي برع فيها ونال شعبية كبيرة سيما في مجال مكافحة الفساد الذي قاد حملة ضده في المدينة ومؤسساتها الرسمية .
وواصل المسلمون إتهامهم للمحافظ. و رفعت ضده قضية جنائية بتهمة “التجديف” في 13 ديسمبر/كانون الأول عام 2016. رغم أنه إستسلم وإعتذر . عندما رأى أن شعبيته تدنت وتأخرت درجاته في إستطلاعات الرأي المحلية. التي أجريت في جاكرتا كإجراء إستباقي للإنتخابات .
ويتميز حاكم جاكرتا الحالي “بونوما ” بكونه نائب محافظ جاكتا الأسبق. ورئيس جمهورية أندونسيا حالياً السيد جوكو ويدودو، الذي حكم جكرتا ونابه بونوما في حكمها في الفترة من 2012 م على 2014 م .
وفي يوم 15 فبراير/شباط عام 2017 م سيتم إجراء إنتخابات يسعى بورناما إلى الفوز فيها ويأتي سعيه هذا بدعم من الرئيس جوكو ويدودو.وحزبه .
كما يعتر الرئيس ويديدو ما زال يريد تقريب نائبه في منصب محافظ جاكرتا. ليصبح نائبه في منصب الرئيس إذا فاز في إنتخابات السنة ما بعد القادمة في موعد الرئاسيات القادمة المقررة في سنة 2019م .