لم تنشأ إسرائيل من أجل أن تختفي، إسرائيل سوف تبقي وتزدهر، إنها إبنة الأمل وموطن الشجعان، ولا يمكن أن تحطمها شدة أو يشوشها نجاح، إنها تحمل درع الديمقراطية وتتشرف بحمل سيف الحرية. هذه الكلمات قالها جون كينيدي، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية عام “1961: 1963”
لكن يمكن لنا كعرب الإتفاق على بضعة أساسيات مهمة، أن إسرائيل كيان محتل وأنها ليست دولة، وأنها إبنة الحرب وموطن اللا إنسانيين، وأنها لن تبقي وتتمدد بل مصيرها إلى الفناء، كل ذلك مفهوم وتقليدي وتوجهات طبيعية، لكن الكيان المحتل سيصل عمره إلى ثمانين عامًا قريبًا، وإن لم نعرف لماذا بقي هذا العدو هذه الفترة حتى الآن فإن نبوءة كينيدي ستتحقق وستبقي إسرائيل وستزدهر بلا شك ، فما هو السر وراء قوة إسرائيل فى المنطقه حتى باتت هى قبلة حكام العرب لينالوا الرضا والبقاء على العرش ،إضافه إلى تحكمها فى كل خيوط القضايا التى تتعلق بالمنطقه ؟؟ يجيب علينا هذا الحاخام اليهودى فى مؤتمر دينى وكان يرد على بعض أسئله الحاضرين ، وكان من ضمن الأسئله، ما هو السبب وراء علو إسرائيل فى المنطقه وتمدد نفوذها بهذا الشكل فى ظل تواجد عربى كبيير فى المساحة والعدد؟؟ فابتسم الحاخام وقال سأروى لكم قصه تجيب لكم عن السبب الرئيسى لسر قوتنا .
ثم قال ،كان هناك أحد الملوك فى زمن ما، تمرد عليه بعض الأمراء وأرادوا أن يخلعوه من منصبه، فاقترح عليهم الملك وقال لهم سوف نجرى سباق بين الديوك على أن يأتى كل أمير بأقوى ديك فى مزرعته، وصاحب الديك الفائز سوف يحظى صاحبه بالعرش ، وإذا كان ديك الملك هو الفائز يبقى على عرشه، مع تعهد جميع الأمراء ألا ينازعوه الأمر ثانية، فوافق الأمراء
وفي صبيحة اليوم التالي أتى كل أمير بأقوى وأشرس ديك في مزرعته، بينما جاء الملك وهو يحمل ديكا هزيلا منتوف الريش، يكاد يمشي على ساق واحدة، فتعجب الجميع لهذا، ولكن بمجرد أن بدأ السباق، إتضحت حكمة وذكاء الملك، فالديوك القوية تصارعت فيما بينها، بينما لزم ديك الملك الهزيل أحد جانبي حلبة السباق دون ان يُعيره أي ديك قوي إنتباهه، وهكذا بدأ الديك الهزيل في السير ببطء نحو خط نهاية السباق، بينما إستعر الصراع بين الديوك القوية الشرسة حتى النهاية، وبهذا تحقق الفوز لديك الملك الأضعف منهم جميعاً رغم خطواته البطيئة، وحالته التي تدعو إلى الشفقة والرثاء!
فالخطة كما اتضحت معالمها أن نقوم بالقضاء على أنفسنا ذاتياً بغباءنا المعهود دائما، حتى يتم إستنزاف كل القوى العظمى لتبقى إسرائيل قوة وحيدة باقية فى المنطقه وتحقق حلم دولتها من النيل إلى الفرات ، والدول العربيه لا تزال تساعدهم فى تنفيذ هذا المخطط طويل المدى بتناحرهم السياسى وصراعهم الطائفى الذى لا يؤدى إلا لمزيد من الإنقسام والتشذرم، وكل حاكم عربى لا يهمه سوى سلطانه وطالما الصراع بعيد عن قطره المحدود فلا يهمه أى شيئ أخر، ونسي أن حلم اليهود هو إقامة دوله متراميه الأطراف من النيل إلى الفرات، وهذا ما أورده نتنياهو فى كتابه مكان تحت الشمس حيث قال فيه ” إن حدود دولتنا ليست فلسطين فحسب بل تمتد إلى الأردن وبعض الدول العربيه حتى خيبر فى السعوديه ” وحين سئل أحد القاده العسكريين عن حدود دولة إسرائيل فقال ” حدود دولتنا حيث توجد دباباتنا وأقدام جنودنا “
وهذا هو السبب فى عدم وضع دستور لإسرائيل كى لا يفرض عليهم ترسيم حدود كيانهم المحتل ، التى من الصعب رسمها فى ظل هذا الطموح اللامحدود من النفوذ السياسي والجغرافي الذى يريدون الوصول إليه .
المنطقه العربيه على شفا جرف هار وهى فى طريقها إلى الجحيم، إن لم يتم تدارك هذه الخلافات السياسية والبدء فى رسم سياسه جديده قائمه على الإتحاد والقوه تغير من دفه الصراع العربى الإسرائيلي لصالحنا ، وهذا لن يتحقق إلا حين يخرج كل حاكم من دائره نفسه وأطماعه الشخصيه، ويجعل همه هو الحفاظ على وحده الأمه ، ويجب ألا نتغافل عن الإصلاحات الداخليه من خلال تطوير التعليم الذى يزيد من وعى الشعوب لمواجهة أى عدوان خارجى، وخاصه الغزو الفكرى الذى سمم عقول الشباب وفصلهم عن تاريخهم وحضارتهم، وأيضا مكافحة الفساد وتفكيك الأنظمه الديكتاتوريه التى تعمق الفجوة بين طبقات الشعب والنظام الحاكم مما يزيد من القمع والإعتقال الذى يقتل إنتماء الجماهير لأمتهم لشده الظلم الواقع عليهم .
لكن مع كل هذا العلو الإسرائيلي سيأتى يوما وتنتهى إسرائيل ويتبخر هذا المجد الزائف ، فالإسرائيليون يؤمنون بحتمية زوالهم أيضا، فقد إلتقى وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق، موشي ديان، مجموعة من الشباب العربي المسلم، فمد يده ليصافحهم، فأبى أحد الشباب قائلا: “أنتم أعداء أمتنا، تحتلون أرضنا، وتسلبون حريتنا، ولكن يوم الخلاص منكم لا بد آت بإذن الله، فابتسم ديان وقال: “حقا سيأتي يوم نخرج فيه من هذه الأرض، وهذه نبوءة نجد لها في كتبنا أصلا، ولكن متى؟ إذا قام فيكم شعب يعتز بتراثه ويحترم دينه ويقدر قيمته الحضارية، وإذا قام فينا شعب يرفض تراثه ويتنكر لتاريخه، عندها تقوم لكم قائمة، وينتهي حكم إسرائيل”. فمتى يأتى هذا اليوم ؟؟