بقلم العالم الموسوعي العالمي د محمد حسن كامل رئيس اتحاد الكتاب والمثقفين العرب
الأصدقاء الأعزاء , الزوار الكرام , والمتابعين لكل ما يخطه قلمي , جمهوري العريق
أهدي إليكم تلك الحلقات التي تسلط الضوء على الوهج الفكري الإنساني , وتناقش المسار الحضاري البشري الحالي , بورصة الفكر بين الصعود والهبوط , ووضع تلك الدراسات تحت مجهر الفحص والبحث .
(( بورتريه )) شخصية من دم ولحم , ربما تكون شخصية معاصرة منكم , وربما تكون شخصية راحلة عنكم , من الممكن أن تكون جمعية أو هيئة أو مؤسسة خيرية .
كل حلقة تتجه البوصلة نحو شخص ما .
اليوم توقفت بوصلة (( بورتريه )) على صاحبة المعجزات
هي في حد نفسها معجزة بكل المعايير والمقاييس
صاحبة القلم الماسي الذي يخط يراعاً وإبداعاً
أمريكية الجنسية
وُلِدت في مدينة توسكومبيا في 27 يونيو 1880
وتوفيت في 1 يونيو 1968
بالأمس فقط (( 27 يونيو 2017 )) إحتفلتُ بعيد ميلادها 137
تذكرتها فقررت أن أقيم لها حفلاً بعد أن تجاهلتها المحافل الدولية في غبار الأحداث .
اسمحوا لي أن نشارك (( هيلين كلير )) في عيد ميلادها .
تقول الموسوعات العلمية عنها مايلي :
(( أديبة ومحاضرة وناشطة أمريكية، وقد عانت هيلين كيلر من المرض فى سن اثنى عشر شهراً وافترض أطباء الأطفال بأنها مصابة بحمى القرموزية والتى تصنف بمرض إلتهاب الرأس مما أدى إلى فقدانها السمع والبصر تماماً. وفى تلك السنوات بدأت كيلر حياتها العلمية مع الأطفال المشابهين لحالتها . وعندما بلغت سن السابعة قرر والديها إيجاد معلم خاص لها . لذلك أرسل مدير مدرسة بيركنزا للمتفوقين الشابة المتخصصة
(( ساليفان )). حيث استطاعت ساليفان على الاقتراب من الفتاة والذى كان له دور كبير فى مجال التعليم الخاص .
بعد أن انهت كيلر التعليم الثانوى التحقت كيلر بكلية رادكليف حيث حصلت على شهادة الليسانس . وقد عاشت كيلر بعد ذلك مع معلمتها ساليفان بشكل دائم حتى وفاتها .
وفى خلال سنوات التعليم إنضمت كيلر إلى مدعمى الاشتراكية وفى عام 1905 إنضمت كيلر إلى الحزب الاشتراكى . وقد أصبحت كيلر بعد ذلك ناشطة بارزة وامرأة خيرية .حيث كانت مدعومة من قبل التعليم والتنشئة الاجتماعية للأشخاص من ذوى الإعاقة وكانت شخصية بارزة ونشطة فى الاتحاد الأمريكى للحريات المدنية . وفى عام 1934 مُنحت كيلر جائزة (( ليندون دجونسون )) وهو وسام الرئاسة للحرية .
ومنذ عام 1980 حيث يحتفل منذ ذلك العام بعيد ميلاد هيلين كيلر بمرسوم صدر من جيمس كارتر حينها . بالإضافة إلى ذلك فقد أصبحت كيلر فتاة ذو ثقافة شعبية حيث كانت شعبيتها من خلال مسرحيتها ” صانع المعجزات ” . ))
وُلِدت هيلين طفلة طبيعية بدون أي مشاكل أو إعاقة صحية .
عندما بلغت العام والنصف أصابها مرض خطير تم تصنيفه بأنه “التهاب بالرأس” . وكان حديث الأطباء حول ذلك المرض انهم يعتقدون انه فى واقع الأمر كانت الحمى القرمزية والحصبة الألمانية أو التهاب السحايا . وقد صرح وقتها طبيب الأطفال أن حياة الطفلة فى خطر ولكن المفاجأة كانت انها تعافت من المرض ولكن سعادة الأباء لم تستمر كثيراً حيث بعد أن تعافت هيلين من المرض فقدت حاسة السمع والبصر
وعلى الرغم من فقدان هيلين للسمع والبصر ولكن طفولتها كانت تحمل طابع البهجة وكانت الفتاة على علاقة وطيدة مع نظائرها من فاقدى السمع والبصر .
عندما كانت هيلين فى سن السادسة من عمرها، سمع والدها عن طبيب العيون البارزبالتيمور و الذى شارك فى العديد من أمراض العيون المعقدة ومع ذلك فقد ذهب كلير إلى بالتيمور. ولكن الطبيب يبدو عاجزاً عن علاج الفتاة . ولكنه نصح العائلة بأن يذهبوا إلى الطبيب الكسندر غراهام وفى المقابل دعت مديرة مدرسة المكفوفين عائلة هيلين بأن هناك معلمة تدعى سليفان وبالفعل فى شهر مارس عام 1886 جاءت استجابة ناجحة من هيلين مع المعلمة الجديدة سليفان. لذلك سليفان بعد الاستجابة الناجحة التى أجرتها مع هيلين وصلت إلى محل أقامة هيلين لتبدأ عملها معها بشكل دائم عام 1887
استمر عمل المعلمة سليفان مع هيلين لمدة 49 عام . وقد مارست سليفان دراسة التاريخ واللغات الأجنبية وخاصة العلوم . وفى شهر مايو عام 1888 قامت بعمل زيارة لمدرسة بيركنز للمكفوفين حيث التقت كلير لأول مرة مع نظائرها المكفوفين .
في عام 1900 فازت هيلين بحق الإلتحاق في مؤسسات التعليم العالي .
قبيل إنهاء دراستها الجامعية أصدرت أول كتاب لها (( قصة حياتي ))
انهت هيلين دراستها الجامعية عام 1904
وكانت أول شخص من المكفوفين الصم الذين حصلوا على شهادة الليسانس .
من مؤلفاتها :
نشرت هيلن كيلر ثمانية عشر كتاباً، ومن أشهر مؤلفاتها: العالم الذي أعيش فيه، أغنية الجدار الحجري، الخروج من الظلام، الحب والسلام، وهيلن كيلر في اسكتلندا. وترجمت كتبها إلى خمسين لغة. ألفت هيلين كتاب “أضواء في ظلامي” وكتاب “قصة حياتي” في 23 فصلا و132 صفحة في 1902، وكانت وفاتها عام 1968م عن ثمانية وثمانين عاماً .
من أقوالها المأثورة :
(( عندما يُغلق باب السعادة، يُفتح آخر، ولكن في كثير من الأحيان ننظر طويلا إلى الأبواب المغلقة بحيث لا نرى الأبواب التي فُتحت لنا” ))
ومما قالته أيضا :
(( الحياة اما مغامرة جريئة و اما لا شيء))
يلتقي عميد الأدب العربي دكتور طه حسين مع هيلين كلير , من حيث حقبة الميلاد , لقد وُلِد عميد الأدب العربي في 15 نوفمبر 1889 وتوفي في 28 أكتوبر 1973 , ولكنه جانبه الحظ بانه كان يسمع ويتكلم .
تشترك الخطوط العامة للأديبة هيلين كيلر والدكتور طه حسين في الدعوة لقيم الحب والجمال والحرية والدعوة للعلم والفكر .
وإلى لقاء مع البورتريه القادم