كتب / مصطفى السبع
جملة يعلمها الكثير وهى نوع آخر من انواع الفساد ولكن هذا النوع وبائي ووراثى ورثه الاجيال وأصيب منه وكبر وترعرع حتى أصبح كشرب الماء للأغلبية اصبح العالم اجمع يبحث عن الطريق السهل للوصول الى مصلحته الشخصية مهما كانت اضرار هذه الجملة (شخلل علشان تخلص) يقصد بها الرشوة نعم هى كذلك فأصبحت وباء بداخلنا ليس لها علاج
أثرت على حياتنا بشكل كبيرا جدا تسللت بداخلنا وكأنها تسير بنا كمجرى الدم فى العروق .وبالرغم من انها وسيلة سعادة لنا الا انها نقمة وصدمة وكارثة لنا من الناحية الأخرى .
الكل يعلم انها حراما شرعيا بل ومتاكد من ذلك ولكن السطور القادمة ستبين لنا ماهى نتيجة الرشاوى وماذا أدت من احداث لنا.
فى المصالح العامه الحكومية :
عندما تذهب لاى مصلحة حكومية لانهاء اى اجراءات تخصك وقبل خروجك من بيتك ينشغل بالك بالموظف الذى سوف تقابله لعمل الاجراءات الخاصة بك بل يصل بك الامر فى التفكير والبحث عن اى مدخل تدخل من خلاله لهذا الموظف حتى يقابلك مقابلة جيدة ويساعدك فى انهاء كافة الاجراءات بدون تعب او وقت طويل فأول شيئ تقوم بالتفكير فيه هو كيف تقدم له رشوة مناسبة حتى ينفذ ما تطلبه منه وبالفعل يصل لغرضه وينهى الاجراءات الخاصة به بدون اى معوقات
وفى الجانب الاخر نجد انسان فقيرا لا يستطيع توفير اى رشوة للموظف حتى يحصل على انهاء اجراءته فتجد التعقيد فى الامور بل يأخذ وقتا طويلا جدا وفى النهاية ممكن بسبب طول المدة يتوفى الرجل قبل الحصول على طلبه.
المصالح الحكومية بها الكثير من هذه النوعية لدرجة اننا نتوقع فى الفترة القادمة انه سوف يقومون بعمل لافتات على مكاتبهم مكتوب عليها (شخلل علشان تخلص) ومن هنا ترى النتيجة السلبية التى تحدث بسبب الرشاوى فمن الممكن ان تكون هذه الاجراءات التى تمت عن طريق الرشاوى غير قانونية وتعدى على أموال الدولة ونفاجئ فى النهاية ان المصالح الحكومية من الممكن ان تكون وسيلة لبيع اراضى الدولة للقادرين على دفع الرشاوى فتنهار الدولة وتحدث الازمة…
فى التعليم:
ظهرت فى الفترة الاخيرة تجارة اسمها تجارة التعليم واللى معاه فلوس بيتعلم وبيحصل على اعلى الشهادات مهما كان مستواه التعليمى سواء ان كان جيد او تحت الصفر المهم فى الاخر المصلحة التى تدخل فى انياب المؤسسة التعليمية ايا كانت مدارس او جامعات .
زمااان كان التعليم الحكومى هو الوحيد وهو الحقيقى كان تعليما بدون مقابل وتخرج اجيال كثيرة لها تاريخ شرفت وطنها بالداخل والخارج اما الان فأين التعليم ومن هم اصحاب الشهادات العليا المميزة انهم اولاد الزوات الذين يحصلون على اعلى الشهادات بمقابل مادى كبير يقومون بدفعه للمؤسسة التعليمية التى يدرسون فيها الى ان يتخرجوا دون خبرة فى العلم وإلمام بالثقافة العلمية التى تفيدهم فى الحياة وتساعدهم على الابتكارات والوصول الى أعلى درجة نجاح فى العمل ولكن من أين يأتى هذا النجاح وقد حصلوا على الدرجات بدون علم وحصلوا عليها بمقابل مادى كبيرة الا وهو الرشوة ثم نجدهم يعملون فى مؤسسات كبيرة وايضا بسبب الرشوة يأخذون اماكن حساسة فى تلك هذه المؤسسات ولكن بسبب عدم الخبرة والوعى والفهم وعدم التفوق فى التعليم تنهار هذه المؤسسات وتظهر عواقب الرشاوى التى دفعت
للحصول على أعلى الشهادت والوظائف الكبرى فكانت النتيجة الانهيار .وشعار التعليم اصبح ايضا (شخلل علشان تخلص)
المستشفيات والعلاج:
هذه المرحلة خطيرة جدا فبعدما كنا زمان نرى ملائكة الرحمة فالان الوضع قد تغير كثيرا فتجد فى نفس المستشفى قسما مميزا والاخر عاديا فالمميز له كل الاهتمام والعادى ليس له اهتماما اطلاقا ومن هنا لابد ان تشخلل علشان تخلص لازم تدفع علشان تدخل القسم الممتاز علشان تعرف تتعالج كويس فكم عدد الذين يتميزون بالعلاج وكم عدد الذين يتم اهمالهم بسبب عدم القدرة على دفع الرشوة.
فيزداد عدد المرضى بسبب عدم الاهتمام بهم الامر الذى يوصل بهم الى انتشار العدوى وتظهر الكارثة لان العدوى سوف تنتشر بين الناس جميعا والسبب هو عدم الاهتمام بعلاج المرضى بسبب عدم الحصول منهم على رشاوى .وبالفعل سيتم رفع جملة (شخلل علشان تخلص)
العمل:
وهنا الموقف صعب وخطير أيضا فبسبب الرشاوى والمحسوبيات ترى الامور تزداد تعقيدا وفشلا من الممكن ان تؤدى الى إنهيار مؤسسة بالكامل فإننا نعلم جيدا ان هناك اشخاصا كثيرون يستغلون مناصبهم فى العمل ويفرضون سيطرتهم للحصول على اى مصالح شخصية من طرف من يعملون تحت قيادتهم حتى يتميزوا عن الآخريين فى المعاملة والأمور الأخرى ويا ويل من يخالفهم ويرفض ان ينصاع لأوامرهم وتنفيذ رغباتهم حتى انفضح أمرهم امام الجميع واشتهروا بكلمتهم المعتادة (شخلل علشان تخلص) فتصاب المؤسسات بوباء يهددها الى الانهيار ثم يعود ذلك على انهيار الوطن ….
أمور كثيرة تتعلق بحياتنا ولها علاقة وطيدة بهذا الفعل المحرم شرعا بل أصبح كما قلت مسبقا بانه يسير كمجرى الدم فى عروقنا والسبب هى البذرة التى زرعت وترعرعت وكبرت بداخلنا منذ الصغر…
أعزائي: الحياة أبسط مما تكون فلا داعى ان نعمل اعمالا تغضب الله ولا داعى ان نعمل اعمالا تؤثر بالسلبية علينا وعلى الآخرين ولا داعى ان نعمل اعملا تؤثر على مؤسسات الدولة
فمحاربة الفساد ستظل قائمة حتى إنتهاء الحياة طالما سيظل ضعفاء النفس والضمير متواجدون فهم الشعلة المحرقة التى تحرق نفسها وتحرق من حولها فهل نستطيع ان نكون مستعدين لخوض هذه المعركة حتى يستفيق الضمير وان نتخلص ونطهر بأيدينا هذا التلوث الخطير.والقضاء على الرشاوى من الناحيتين الراشى والمرتشى حتى يذهبوا الى الجحيم ونطهر أنفسنا من الاعمال التى تغضب الله سبحانه وتعالى ونعبر بوطننا الى بر الأمان لنصبح شعبا ووطنا يحتزى به امام العالم أجمع.