بقلم الباحثة / ميادة عبدالعال
لماذا خلق الله لساناً واحدأ واذنين؟؟ لاشك أن الجواب سهل فحاجتنا للأذنين ضعف حاجيتنا للسان والانصات أفضل الطرق لإقناع الآخرين ,لحظات الصمت هي الفارق بين البكاء والابتسامة . لأن الحقيقة أصبحت كالخرافة. لا نستطيع الانعتاق منها.
أصمت. لأن الصمت لغة تحوي كل اللغات. تواصل يعبر الآفاق ويتجاوزالمسافات. يخترق حواجز الجفاء، والفراق، والبعد. فأهذي كما تشاء، وأغضب، وأشتاق، وعاتب، وأبكي وابتسم كما تشاء، وإنما بين جدران الصمت ,أصمت. لأن الحدث مأساة. انهارت له قوى الكلمات.
وكلما أغرت نفسها بالنهوض من جديد خذلتها الأقدام. فسقطت تتمتم. إنها مأساة لا يستطيع اللسان أن يغير من الواقع . لن تسعفك الكلمات لتعبر بما فى خاطرك فليس هناك ما هو بديل الصمت . أصمت. لأن في العروق أسى. وفي الحنايا لوعة. هي أثقل من أن تحملها ظهور الكلمات. أصمت. لأن الصمت احتجاج على ظلم ليس بالإمكان رده. أصمت. لأنك خُذلِت ! واجتثت زهور تفتحت بالأحلام. قتلت باقدامك زهرة بريئه توحد ربك ، وحطمت أمام عينك كؤوس ملأتها بالأمنيات. وأطفئت قناديل الأمل. وظهر شعاع اليأس. أصمت. لأن الكلمات سجينة زنزانة الجدوى. فمن العبث أن تصرخ في أذن أصمّ. أو تستنطق شفاه أبكم. أصمت. لأن هناك من يجيد قراءة صفحات الصمت. ويسمع همس السكوت. أصمت. لأن الآخر يرفض الإنصات. ويخشى أن تؤلمه وقع الكلمات. فيهرب من طنين العتاب. ولسعات اللوم. ولكن آن له أن يهرب من سوط الضمير
عندما يعجز اللسان عن الحديث وتعجز الجوارح عن التعبير يبقى الصمت هو المعبر الوحيد عن ما يألم ,الصمت هو العلم الأصعب من علم الكلام، يصعب أحياناً تفسيره وهو أفضل جواب لبعض الأسئلة، وقيل قديماً أن الصمت إجابة رائعة لا يتقنها الآخرين.