شارعنا حزين
كحلت دموعه عتبة بيتنا القديم
أرهقه الأطفال بكسر الوقت على جنبيه
والصغيرات يخبئن
اشواقهن المرتعشة في وجعه المستور
كانت امي تميط الضجيج عن نتوءاته
وتربت على ظهر الشوق المجروح
يهدأ
تأخذه لظل شجرتنا العتيقة
كلما عاقبته شمس الظهيرة
وتسقيه في القيلولة … الونس
فيغسل بعرقه أقدام البيوت
شارعنا الطيب كتمر النخيل
يدخر لأمي
نسمات الليل الطرية حين تمر
وهي تصنع له وسادة من غيمات الصيف
وتطفئ آخر النجمات ليستريح
وحين يصحو مبكرا
يرص لها العصافير على نافذتها
ويضحك
حين ترميها بكفها القمحي
يا أمي
ماذا أقول حين يسألني
عن نافذتك المغلقة
لمَ لا تفتح
عن جوع العصافير لقمح كفك
عن الصباح الذي ينتظر دعواتك
ليتنفس
أو عن الحزن القابع
في ثقل خطواتي
على جسده المرهق