بقلم / هشام صلاح
————–
الصداقة من أجمل وأروع العلاقات البشرية إذا ما سمت وعلت عن المطامع البشرية والمنافع الخاصة من أجل هذا لنبحث عن وصفه ناحجة لاختيار الصديق
ولنا فى كتاب الله خيرشاهد فلقد حذر المولى من صاحب السوء الذى يجلب الشقاء فى الدنيا والاخرة على صاحبه يقول تعالى فى وصف حاله من ركن لصحبة الضلال :
(يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولاً(
فيكون عاقبة سوء اختيار الصديق الندم يوم لا ينفع الندم
لهذا نبه رسولنا وشدد على حسن اختيار الصاحب حيث قال :
” ”المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل”.
فالإنسان يتأثر – بوعي أو بغير وعي – بمخالطة رفيقه وصديقه، ولذلك ينبغى له أن يُحْسن النظر فيمن يختاره للصداقة والخُلة، فالمراد بالنظر هنا التدقيق فى إختيار الأصدقاء والرفقاء والجلساء؛ لأن الإنسان يُوزن بميزان مَن يُخالطه
ولهذا نجد الإمام ابن القيم يحصر أنواع الأصدقاء فقال::
“الأصدقاء ثلاثة، الأول: كالغذاء لا بد منه، والثاني: كالدواء يحتاج إليه وقت دون وقت، والثالث: كالداء لا يُحتاج إليه قط”، فالأول هو الجليس الصالح، والثالث هو الجليس السوء، والثاني هو الجليس الذي به بعض صفات السوء ولكن يُرتجى منه الخير.
لكننا فى هذا الزمان الذى تكالب فيه أكثرنا على مكاسب الدنيا نجد السواد الاعظم يجرى وراء صحبه من يظن أنهم يحققون له النفع و الفائدة والمصلحة فإذا ما انقضت تركهم وبحث عن غيرهم
فمثله كمثل الذباب لا يفرق بين الجيد والردىء والنظيف الطاهر والقذر النجس ،
إن أى صحبة بنيت على تحقيق المصالح فهى زائلة لا محالة لكن الصحبة التى يوثر فيها الصاحب صاحبه على نفسه ويتمنى له ما يتمناه لنفسه تلك هى التى وصف الرسول أصحابها بأنهم من السبعة الذين يظلهم الله فى ظله يوم لا ظل إلا ظله يتضح ذلك فى قوله ( ورجلان تحابا فى الله اجتمعا عليه وتفرقا عليبه )
فهما من تحققت فيهم مقوله ( إنى أحبك فى الله )
فاللهم اجعلنا ممن يحبون ويتحابون فى الله ممن يحسنون إلى أصحابهم ويأخذون بأيدى بعضهم لما فيه خيرهم وخير وطنهم وأمتهم