بقلم هشام صلاح
فكرت أن أبدأ برسالتى إلى زوجة وما كانت تلك البداية إلا اعتراف منا بقدرها ومنزلتها ومعها كل امرأة ، فنحن نقر جميعنا معشر الرجال بأن المرأة ” ملاك أمرالرجال ” وأساس وجوده وسعادته
ولكن ومن منطلق نفى الاتهام بالتعصب للرجال آثرت أن تكون رسالتى أولا إلى الزوج
يجب أن نعترف بداية أننا نعيش هذه الأيام فى زمن ” حائر بائركسد فيه الزواج ورق فيه الدين وسقط فيه الحياء وانتشر اللهو وكثرت فيه فنون الإغواء
لذا كان لزاما على كلا الزوجين أن يعيا قيمة حياتهما معا وأن هذه الحياة فى ظروفنا المعيشية الحالية كسفينة تبحر فى خضم أمواج عاتية تتقاذفها هنا هناك فما النجاة وكيف لها أن تنجو لتبحر بسلام لكل ما سبق من استفهامات سيكون حديثى لربان ” قائد ” تلك السفينة خاصة
أيها الأخ الزوج ، نستقى ونأخذ قدوتنا الحسنة ؟ وأى قدوة أعظم وأكرم من رسولنا الحبيب الذى قال الله تعالى فى حقه :
“لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً}(الأحزاب:21”
– فكيف كان رسولنا مع زوجاته ؟
* كان صلى الله عليه وسلم مع زوجاته حنوناً ودوداً، رقيق الطبع حسن العشرة، دائم البشر، يحنو عليهن ويداعبهن، ويتلطف بهن ويصبر عليهن فكان يُكرم ولا يهين، ولا يعنِّف ويَجْرَح، ويعينهن على أعبائهن، وقد سئلت السيدة عائشة رضي الله عنها
-ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت:
(كان في مهنة أهله، فإذا حضرتِ الصلاة قام إلى الصلاة) رواه البخاري، وهو القائل صلى الله عليه وسلم ) ( خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي )رواه الترمذي
قد يقول قائل : هذا لأنه رسول الله ! ؟
والجواب : ما دام رسول الله إلينا – أليس من الأولى السيرعلى نهجه واتباع سيرته ؟
ولنجعل لحديثنا قدرا من المصداقية – أليس من الحق الاعتراف بــ ( كبر بعض الآزواج ) أو
” الظن أن اللين مع المرأة يقلل من شأنه ” لنلقى الضوء على بعض قبس النبى فى تعامله مع زوجاته
* فهو صلى الله عليه وسلم يعلمنا ـ وهو نبي الله ـ أنه لا يُنْقِص من قدره أن يتواضع لزوجته ويعينها، ويدخل عليها السرور ويسعدها
– بعضنا ومع شديد الآسف يأنف وتتغير معاملته لزوجته فى ظروف معينة تمر بها المرأة حسب طبيعتها الأنثوية – وهنا لنر ماذا كان يفعل حبيبنا صلى الله عليه وسلم
ـ عن عائشة رضي الله عنها قالت: كنتُ أتعرَّقُ العظم (آخذ اللحم من العرق بأسناني) وأنا حائض فأعطيه النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم فيضع فمَه في الموضع الذي فيه وضعتُه، وأشرَب الشَّرابَ فأُناولُه فيضع فمَه في الموضع الذي كنتُ أشرب منه)
* أما عزيزى الزوج عن اللين والرحمة بالزوجة وعدم القسوة معها فلنسمع ما
روته لنا السيدة عائشة طرفاً من أخلاق رسول الله فتقول:
” ما ضرب رسول الله شيئاً قط بيده ولا امرأة ولا خادماً إلا أن يجاهد في سبيل الله..”
وأعلم أخى الزوج أنه ليس عيبا ولا ضعفا أو انتقاصا من قدرك أن تعلن لها حبك فقد قول صلى الله عليه وسلم عن خديجة — “أنى رزقت حُبها “. رواه مسلم
ولنعترف ” أنه لا يمكن ان يكون الرجل إلا وجواره امراة -فهو يولد وإلى جواره أم وينشأ وجواره أخت وتمر السنون لتوجد الزوجة وتستمر رحلة الحياة به وإلى جانبه قلب يخفق حبا وعطفا عليه فى أخريات حياته مع الابنه ” فلا تستقيم حياة الرجل إلا والمرأة ملاك أمره وسر سعادته
وللحديث تكملة فى رسالتى الثانية للزوج