إعداد/ محمد مأمون ليله
شبهة أمية سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، وشبهة نزول القرآن منجما (مفرقا)(1): أمية النبي -صلى الله عليه وسلم- في حق أمته مكرمة، وشيئا عقليا طبيعيا؛ لأنه أرسل إلى قوم أميين، فلو كان قارئا ووضع كتابا، فلن يجد حوله من يقرأه، فيكون عبثا لا يليق، ويمسي إرساله أميا شيئا طييعيا، وحتى لا يقال تعلمه من الكتب.
وبنفس الرد نقوله في الجواب عن شبهة نزول القرآن منجما، فما فائدة نزوله مرة واحدة على امة أمية؟ بل لن يعطوه حقه وهم يجهلون قراءته، فكانت الحكمة الربانية أن تحثهم الشريعة على التعلم، ثم يكتبون المصحف بعد انتقال سيدنا النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى الرفيق الأعلى، حيث تنقطع للكفار كل شبهة، ويكون العرب قد تعلموا الكتابة إلى حد يسمح لهم بقراءته ومعرفة قدره.
ثم ما الذي يحتاجه القارئ في هذه البيئة الأمية؟ إنه يسير في الطرقات لا يجد كتابة ولا أمرا يحتاجه لها. والقراءة ليست هي الوسيلة الوحيدة لاكتساب العلم، فليس كل العلم ينال بالقراءة، فهناك علم النبوة، وهناك علم القلب الذي يرى الحقائق.
واعلم أن الإسلام هو الذي أدخل الكتابة والقراءة لهم؛ ليرتقي بهم، وكفى بالقرآن كتابا، فمن أخذ بيد العرب إلى التقدم والكتابة هو الإسلام حقيقة، فماذا تنقمون على أمية سيدنا النبي – صلى الله عليه وسلم؟