تلك الأية الكريمة تناقش
موضوع الطاقة التي تتعارض مع طاقة الإنسان في التحمل لمصاعب الحياة، من كبد الصراعات، وكبد البحث عن الحقائق الوجودية والتي يأت في مقدمتها ( حقيقة الانسان نفسه)!
والتوهم بالنجاح في الوصول إليها ووضوحها أمامه، مما أدى بفعل الصدام بصراعات واضطرابات الحياة التي حكم عليه أن
يعيشها ويواجها رغما عنه، أدى ذلك إلى شعور مؤلم بالضعف
والوهن لمن كان يظن في نفسه القوة والجبروت! .
ذلك الشعور المتضارب بين المتاح والمرغوب جعل الانسان
يتخبط في حياته ( كالذي يتخبطه الشيطان من المس) .
الروح حمل لطاقة قد تفوق طاقة الانسان نفسه!
……….
الروح كما سبق أن وضحنا، طاقة حرارية تتحرك بسرعة
( الفكر) ، تدب في البدن الطيني فينتج عن ذلك حركة.
والحركة تعنى السلوك لتصبح بعد ذلك ( نفس) .
وتتميز هذه الطاقة، بالطلاقة والحرية الأبدية بعكس مايتصف البدن الطيني المقيد المتهالك بفعل الزمن.
فقد أراد الله سبحانه وتعالى أن تتقيد الروح بالإلتباس بالبدن
وأن يتشرف البدن بالإلبتاس بالروح.
على الرغم من أن هذا له خاصية وأن ذاك له خاصية أخرى
( ربنا ولا تحملنا مالا طاقة لنا به)
ومن وجهة نظري أرى أن أول هذه الأحمال التي يدعو
الانسان ربه أللا يحمله إياها هي روحه التي تقوى عليه
بخاصيتها المطلقة! .
والملاحظ هنا أن الأية الكريمة وردت في صيغة ( دعاء) لله
كما وردت في صيغة الجمع. لأن الأحمال التي لا طاقة
لنا بها هي أحمال يعانيها الجميع والجميع يعنى
( إنسان) .
ومن هنا تتأكد الحقيقة الأزلية، أن مشكلة الإنسان مع نفسه
هي ( نفسه)! .
وفي نظري سوف الانسان قويا، حين يدرك أنه ضعيف.
وسوف يصبح ذو معرفة حين يعرف انه لم يعرف شيئا
على الاطلاق، سيصبح الإنسان عادلا حين يدرك أنه
( ظالم لنفسه) .
بدلا من أن يبدل في كل لحظة الحقائق ويحرف المبادئ
النبيلة، ظنا منه أنه بذلك سيحصل على متع زائفة
وهو في واقع الأمر يسعى بالتحريف والكذب من أجل
أللا شئ.
على الجميع والجميع إنسان وأولهم أنا، الإكثار من الدعاء
لله ( ربنا ولا تحملنا مالا طاقة لنا به)
والله مجيب الدعاء.