كتب/ محمد مامون ليله
انطلقت اليوم دورة تجديد الخطاب الديني التي تنظمها وزارة الأوقاف، بمسجد النور بالعباسية، وشارك في فاعلياتها نحو مائتي إمام وخطيب ومفتيش وباحث إفتاء، وستستمر ثلاثة أيام، وستتناول موضوعات: واقع تطبيق الشريعة الإسلامية، ودور الإعلام في تجديد الخطاب الديني، وعلاقة الإعلام بالمناخ العام والأمن القومي، ودور اللغة العربية في تكوين شخصية الإمام والتيارات الفكرية المعاصرة.وتهدف هذه الدورة -كما يقولون- إلى الارتقاء بالمستوى العلمي للأئمة، مع حصول الناجحين منهم خلالها على درجة زمالة الأوقاف المصرية التي ترشحه للإيفاد للخارج.
قلت: وهذه الفكرة رائعة جدًّا نشكر معالي وزير الأوقاف عليها، ولي عليها عدة ملاحظات:
1- على أي أساس تم اختيار هذا العدد الكبير من الحضور؟ وهل كان انتقاء أم على أساس معلوم من المسابقات مثلا، خاصة انه سيحصل على زمالة الأوقاف، وغيرها من الميزات؟ وهل ستخرج نتائجها وتوزع على كل الأئمة الباقيين، وستعمل الوزارة في مشروع جمعي بها؛ للارتقاء بغيرهم من الأئمة بنتائج هذه الدورة أو بغيرها من الدورات التي ستخصص للباقيين؟
2- على أي معيار تم انتقاء هذه الموضوعات، والتي أرى أنه لا أهمية لها بالنسبة للإمام والخطيب إلا موضوع تطبيق الشريعة الإسلامية، أما موضوعات الإعلام فهذه لا تحتاج إلى دورة متخصصة إلا لمن سيظهر في الإعلام من الأئمة، أو يكون الحديث عنها في لقاءات عادية بين المفتشين أو وكلاء المديريات مع الأئمة، او في لقاءات وزير الأوقاف التي يجريها في المحافظات.
3- لو كانت الموضوعات مثلا: عن فكر التطرف والغلو وكيف نتعامل معه في محيط بيئتنا ومساجدنا، أو سماحة الإسلام وكيفية نشرها، أو دورات مخصصة في الفقه والتفسير والحديث لرفع الكفاءة العلمية لكان أولى من هذه الموضوعات العامة الثقافية، مع تاكيدي على أن موضوع تطبيق الشريعة الذي ألقاه سماحة المفتي في غاية الأهمية والخطورة.
4- أقترح أن تنزل الوزارة على مواقعها بعض الموضوعات التي ترفع من كفاءة الأئمة فكريا وثقافيا، وتنزلها كفيديوهات وملخصات أيضا، ولا يلزم إذا أردنا ان نناقش معهم موضوعا في كل مرة أن نعقد لهم دورات، فيكثر عددها ويزداد.. ومن هنا نوصل الهدف بأقل التكاليف ولأكثر عدد من الأئمة وغيرهم.
5- أقترح على وزارة الأوقاف عقد معسكرات تدريبية وترفيهية للأئمة في كل محافظة، يتناولون فيها هذه الموضوعات التي تمس المجتمع، وتجهيز كل منهم بعدد لا بأس به من الكتب والمعلومات.