بقلم:جمال القرشاوى
البحث عن الذات والنبش في صفحات التاريخ والحضارة شيء مبدع وجميل ويبحر بالإنسان عبر دهاليز ساطعة ومضيئة بحروف من ذهب ،وتشعر بالتميز الثقافي والحضاري والأدبي دون كل الحضارات لان النوبة ساحرة شامخة عظيمة بكل معاني المفردات وتبحث عن عمالقة الملوك الذين كتبوا أسم النوبة في عنان السماء وتركوا لنا تاريخ حافل حتي قيام الساعة
يقول المؤرخ الإغريقي تيودور الصقلي ( إن النوبيين هم أول السلالات البشرية على الأرض ) وأن غالبية العادات والتقاليد المصرية القديمة تعتبر من مخلفات هؤلاء النوبيين وكما يقول أركل ( إن الإغريق كانوا يسمون تقاليد المصريين عاداتهم تدل على أن أجدادهم قدموا من بلاد النوبة من بونت أو بلاد الآلهة ) وقد استطاع النوبيين التحكم في مصر فترة من فترات ضعفها ، وأن أول من سيطر على مصر العليا هو حر الذى قدم من النوبة بحجة قمع اضطرابات داخلية في طيبة ومن أهم ملوك ( كوش النوبيين الذين حكموا مصر طهراقة ) الذى توج في طيبة ملكاً على مصر وكوش عام 689 ق.م ، وأن الفراعنة ليسوا إلا سلالة تلك الجماعات النوبية والكوشية المهاجرة إلى الشمال (انظر كتاب ليزلي جرينز السد العالي فوق النوبة ) ترجمة حسين الحوت الدار القومية بالقاهرة ذكر أن بلاد النوبة في الآثار المصرية يرجع تاريخه إلى أيام الأسرة الرابعة فقد جاء فيها (آن سنفرو أحد ملوك الأسرة غزا النوبة وعاد منها بسبعة آلاف أسير ومئتي ألف رأس من الماشية وأنه استخدم الأسرى في تعدين النحاس في سيناء ، وقد اتخذ النوبيين اللغة الهيروغليفية لغة رسمية يكتبون بها ويسجلون الأحداث وبجانب هذه اللغة كانت لهم لغتهم الخاصة التي يستعملونها في أحاديثهم العادية
الطقوس
جمال الطقوس النوبية يتميز بالخصوصية والانفراد عن بقية الأمم التي تعيش حولنا لكونها تحمل طباع خاصة وفريدة واحيانا تكون مجال الحيرة والغوص نحو منحدر وثني متوارث جيل وراء أجيال ومع ذلك الاعتقاد يسير جنباً مع الحياة النوبية إلي الأن ويمكن أن نتعمق نحو فلسفة الطقوس من جوانب أخري كما يفسرها بعض الناس من خلال مفهوم أن الطقوس
تخضع إلى جملة من الشعائر والمراسم المقعّدة تترجمها رموز الجماعة القولية منها والحركية، وتتحقق من خلالها غايات التواصل وتشبع حاجات رمزية أساسية وترتبط بالسلوك الطقسي جملة من الخاصيات تميّزه عن باقي الممارسات الجماعية، أهمّها انتظامه وفق تراتيب وضوابط لا يتّم التبادل الرمزي إلا بها وإلا فقد التواصل مضمونه الرمزي ويجري كل طقس وفق سيناريوهات درامية متكررة تختلف باختلاف وضعيات التفاعل، و الأنظمة الثقافية وما تولّده الممارسة الطقسية من معنى تتمه مميزات (شكلية) تساهم بدورها في تأييد الفعالية الرمزية للطقس وتعززها فالطقس يجرَي دوما ضمن إطار زماني محدد أو على الأقل يحيل إليه (حيث ترتبط ممارسة الطقوس بمناسبات محددة مثل بدايات المواسم ونهايتها أو بالأعياد الدينية أو بأحداث تحوّلية مثل الانتقال من وضع اجتماعي (العزوبة) إلى وضع آخر(الزواج) أو من مرحلة عمرية إلى أخرى (الطفولة إلى الشباب) وجميع هذه المحطّات الزمنية تتصاحب في عرف الجماعة المحلية بإدراك خاص للزمن وبالتحول النوعي الواقع في مراحل العمر وفي حياة الجماعة مما يستوجب الإتيان بضروب من الممارسات الرمزية المنظمة تسمي طقوساً .
من هنا نقف بين أعتاب الطقوس ونطرح رؤية خاصة وفريدة في بلاد النوبة التي تبرز لنا مظاهر الطقوس عبر محطة الختان ( الطهارة )
الختان
جاءت كلمة الختان من كلمة ( كتي بالآرامية ) لغة سيدنا ابراهيم عليه السلام ومعناها الحرفي الجلد أو الغلاف أو الغلفة وأضيفت اللاحقة أن التي تستخدم في اللهجات السامية لإعطاء المصدر فصارت كتان وقلبت الكاف خا فصارت ختان.
وأول من اختتن هو سيدنا أبراهيم عليه السلام ثم صارت ضرورة لكل من يريد أن يدخل في ملة ابراهيم وعلينا ان نلاحظ أن هذه العادة لم تكن ضرورة عند المسيحيين ولكنها عادت للظهور مرة أخرى مع الدين الإسلامي وبقيت عادة عند اليهود الساميين والمسلمين فقط.
أما قصة ختان النساء فلم تكن معروفة بصورة واسعة عند اهل العالم القديم ويقال ان السيدة سارة زوجة ابراهيم عليه السلام غضبت على السيدة هاجر واقسمت أن تقطع جزءاً من جسمها ولكن سيدنا ابراهيم هدأ من غضبها واقترح عليها أن تبر بقسمها بأن تجري لها عملية الطهارة وأن تثقب اذنيها ففعلت .
ولابد أن سيدنا ابراهيم عليه السلام قد لاحظ مثل هذه العملية تجرى عند المصريين لأننا نلاحظ استمرارها عند الملل الأخرى واقتصرت هذه العادة على بعض المصريين وبعض قبائل السودان العريقة أما القبائل العربية التي هاجرت للسودان في اوقات لاحقة فلا توجد عندها هذه العادة.
وكان النوبيين قديما يقومون بإجراء الختان في الفترة ما بين 40 أربعين يوما
وحتى سن العاشرة ولكن كانوا يفضلون الفترة ما بين الثالثة والخامسة ويطلق علي الصبي الذي يحتفي به ( العريس الصغير ) تشبيه للرجل يوم زواجه ويعد له احتفال خاص وخصوصاً لو كان الطفل الأول لدي الأسرة وكان يطلق عليه باللغة النوبية ( أركني كنة ) التي تعني الفرح الصغير وكان من أهم مظاهر الاحتفال لدي النوبيين .
الختان في النوبة كان يتسم بتكاليف عالية ومرتفعة ويحتاج إلى وقت أطول في التنظيم والإعداد وبحثل المرتبة الثانية في الطقوس النوبية بعد الزواج وكانت أهم الترتيبات توقير الماشية التي تنحر في هذه المناسبة، وعندما يتفق أقارب الطفل يقوم أحد الأشخاص بإعلان موعد الختان رسميا، ويتجول في القرية والقرى المجاورة معلناً يوم الختان وتفاصيل الاحتفال وتتجمع النساء في اليوم التالي في منزل الطفل للمشاركة في إعداد الملابس والطعام للضيوف كالشعرية وخبز الذرة والبلح والابريق وتستغرق الاستعدادات خمسة عشر أو عشرين يوما ويتم الاستعداد لعملية الختان ويحضر جميع أهل القرية والقري من الضيوف في أزهى ملابسهم من كل مكان، بالقوارب أو بالدواب أو مشياً على الأقدام وكان يطلق على أول أيام حفل الختان اسم (باسم) حيث تبدء الموسيقى والرقص ظهر هذا اليوم لتستمر قرابة أربعة أيام بلا توقف ثم تنحر الأسرة بقرة وتقيم وليمة للضيوف في المساء وكان الطفل المحتفل به يتبوأ موقع الشرف مرتديا ملابس جديدة تزينها حبات السبحة وعملات ذهبية أو فضية .
كانت عملية الختان تتم ففي صباح اليوم التالي لاحتفالات الرقص وفى الصباح الباكر يستحم الطفل ويلبس جلابية بيضاء من القماش الخفيف حتى لا يؤثر علي الجرح وتوضع قلادة ذهبية تسمى (بندوكى) أو ( فرج الله ) الخاصة بالأم أو الجدة حول عنقه أو يربط بها مقدمة الرأس ويوضع الحنه في يديه وقدميه وكذلك الكحل على العينين، وبعد وضع الحنه توضع طرحة امرأة على رأس الطفل وكانت هذه الإجراءات الوقائية تتخذ ضد الجن ، وفى تلك الأثناء يقدم الأهالي النقوط (الكريه ) وهي عادة نوبية قديمة تعبر عن المشاركة الجماعية للنوبيين إلى أسرة الطفل ، وكان من النادر تداول النقود في النوبة القديمة ولذا كان النقوط (الكريه ) عبارة عن بلح وأقماع السكر والقمح وينادي أحد الأشخاص ويعلن عن الهدايا التي يقدمها الرجال والنساء للأبوين ثم يتم تدوينها بعناية ,
وبعد ذلك يبدأ حلاق القرية الذي توارث هذه المهنة من أباءه وأجداده ولديه خبرة كافية في الطهارة ويقوم بتلاوة البسملة ثم يقوم ببتر الجزء الخاص بالطهارة وكان يتم وضع بيضتين في إناء صغير وتقربه الام من انف الصبى حتى لا يصاب بالإغماء ثم تضع بعض هذا البيض على الجرح، وفى تلك الأثناء تستمر النساء في الرقص والدق على الدفوف وأصوات الزغاريد تعلو بين الحيت والأخر فرحاً وسعادة ويقدمن التهاني مرددين ( مبروك يا عريس ) ثم تحمل الأم الطفل في صحبة الأهل إلى النهر حيث يغسل الطفل بالماء ويلقى الحلاق الجزء الذي تم قطعه وعملة قديمة في الماء لتهدئة أشباح النيل وبعدها يتجه الأهل والضيوف في موكب إلى أضرحة الشيوخ ويتقدم والد الطفل الموكب حاملا سيفه الطفل مزين راكباً فوق الحمار أو الجمل او الحصان والموكب يسير حتي يصل إلي ضريح الشيخ المعني وقد تكون المسافة في بعض الأحيان تتجاوز 10 كم حتي الوصول للضريح ويكون راعي الضريح الذي يسمي ( النقيب ) في استقبالا الموكب ويقوم بنحر الذبائح مع بعض الرجال سواء كانت من الغنم أو بقرة حسب قدرة والد الصبي المحتفل به ويجلس الجميع للراحة بعد السير لمسافة طويلة ويغنم النقيب راعي الضريح ( بالرقبة والعنق والجلد والأرجل والأمعاء ) هبة له من أهل الصبي وتبدأ مراسم الطهي والتبرك من ولمية الصبي بجوار ضريح الشيخ ويبدأ من جديد الضرب علي الدفوف والغناء ويطوف الوالد مع ابنه حول ضريح الشيخ ( سبعة مرات ) ويدعون من صاحب الضريح المدد والبركة وحفظ الصبي من الأشرار
ثم يستأنف الاحتفالات ففي ظهيرة اليوم التالي حين يستقبل خلالها الصبى
الزوار الذين يقدمون له النقوط ( الكريه ) حيث يجلس الصبي في
الشرفة مرتديا جلابية والحلى الذهبية الخاصة بأقاربه
من النساء كان على الوالد ان يقدم الفشار والبلح للزوار الذين حضروا لتهنئة الصبى ويستمر الغناء عدة أيام متواصلة حتي اليوم الرابع ويكون
على الصبى واهل الصبى مراعاة الاحتياطات والاجراءات الوقائية
خلال فترة الختان ولمدة اربعين يوما بعدها وهى احتياطات تتعلق بالمشاهرة
إذ ان هنالك اعتقاد سائد ان الانسان الذى يمر بفترة حرجة مثل
الميلاد والزواج والختان وكذلك بعض المناسبات من دورة الحياة
يتعرض للخطر والهجوم من الارواح الشريرة لمدة أربعين يوما أو حتى حلول او شهر من الشهور القمرية من بدأ المناسبة لكون الإنسان عرضة
للعين الشريرة والجن ولذا كان يجب وضع التعويذة والأحجبة التي تحمي من المخاطر التي تهدد قدرة الصبي في الإنجاب مستقبلاً .
الولادة والمشاهرة
عند ولادة الأم في النوبة تدور حولها نسيج المشاهرة والخوف من القادم
وتلجأ في البداية ارتداء ملابس بيضاء وتتحلى بالحلى الذهبية وينبغي لها
الاغتسال بماء النهر وتضع الحنة على يديها واقدامها والوجه وتضع الكحل
في العين وذلك لان الارواح تشعر بالراحة عند رؤية ذلك حسب المتعقدات السائدة في ذلك الوقت وتمسك الأم أثناء الولادة فرعين من السعف ( جريد النخل ) ويعلق فوق مكان جلوس الأم مدة أربعين يوماً بعد الولادة كنوع من الضمان وسعادة الأرواح التي تحوم حولها ، وكانت قبل الولادة تشعل إناء به قطن وزيت ويظل مشتعل بجوار رأسها حتي تقوم بالولادة حماية من الأرواح الشريرة وتضع سكين تحت الوسادة أيضا للحماية وتضع في إناء مصنوع من جريد النخل ويسمي بالنوبية ( الكرج ) باذنجان وبلح وقمح
ويكون الكحل وبعض البصل بالقرب من الداية التي تضعها بدورها
في عين المولود لحمايته ايضا من العين والحسد وكذلك بكرة خيط جديدة لربط الحبل السرى الذي يسمي ( الخلاص ) مع ساعات الولادة
ويقوم اقارب الأم بألقاء العصيدة في النيل لحث الارواح لتسهيل عملية الولادة والطلق وتنطلق حنجرة الداية بعبارات والأدعية المعرفة أثناء الولادة وبعد الولادة تقيم بعض الشعائر منها انها تمضغ قطعة من البلح وترمى بها في وجه المولود سبعة مرات لجلب الجمال
هذا ان كان المولود انثى اما لو كان المولود ذكر فانها تلقى بالبلح فى فم المولود لجلب الصوت الرخيم والصحة البدنية واللياقة وغالباً بعد الولادة أو بعدها بثلاثة أيام وبعدها تحمل الداية الحبل السري والحجر الذي تم عليه الولادة والرمال التي امتصت دماء المولود وتتوجه مع النساء صوب النيل
ويسبق الداية طفل صغير يحمل سكين إلي النهر وتلقي الداية كل ما تحملها من بقايا المولود في النيل مع سبعة حبات من البلح وسبعة حبات من الكحل ويذبح جدي أو خروف وليمة أهل أرواح النهر وللنساء والداية ,
تكون فترة بعد الولادة من الأمور الصعبة لدي الأم ويغلغل داخلها خوف من الأرواح الشريرة والمشاهرة وخلافه ويكون فترة الأربعين يوم حد فاصل
في المناسبات والذى يكون فيه الشخص مستهدفا , كذلك المشاهرة التي تمثل خطرا غيبي لحياة الأم والأسرة كلها لذا يتطلب الأمر طقوس معينة
في اليوم الاول والثالث والسابع والخامس عشر والأربعين لان فكرة الخطر الغيبي قائم وموجود في الحياة النوبية والمشاهرة هاجس يقلب موازين الأم من خلال أفكار شريرة وقاسية وعوامل أخرى تتصل بالتلوث والطهارة وهى افكار ناجمة من خشية الارواح الشريرة ففي النيل (دوجريه) والارواح الشريرة في البر وهى(الجن والاشباح) ويكون العامل المسيطر علي هذا الخوف ومن هنا تبدا فكرة فصول الطهارة وأول البلسم الشافي الطهارة بماء النيل
أو نحر الذبائح في الايام الفرد (الاول – الثالث – السابع ) كنوع من
تهدئة الارواح وطردهم وبرغم من وجود تناقض بين العمل والاعتقاد
فمثلاً لا ينبغي لشخص شاهد دما او ذبح حيوان ان يدخل على شخص معرض للمشاهرة وفى نفس الوقت تجبر الأم التي تلد رؤية حيوان مذبوح في اليوم الاول وعمل الزار وهي مجموعة حلقات من النساء يضربن الدفوف في حلقات دائرية الغرض منها طرد الأرواح الشريرة وهي من المحرمات وبدعة لا أساس لها من الصحة كانت سائدة في العصور السابقة وتجد منها الأن ولكن بقلة .
كان الاعتقاد الدائم او السائد ان الارواح تهدد الخصوبة لذلك كان
يستدعى ان يلقى المشيمة والرمل الملوث بدم الولادة والادوات المستعملة في الولادة والرمي في النيل وما كان القاء العملات والروائح والعصيدة وبعض الهدايا التي ذكرها سابقا في كل المناسبات إلا لتهدئة الأرواح
وجدير بالذكر ان الخوف من الاعمال التي كانت تتعلق بالمشاهرة ليس الخوف من الارواح الشريرة فقط بل كان هناك اسباب اخرى مثل السحر او الاعمال السفلى وتزعم النساء أن الغرض من ألقاء الحبل السري في النيل و بحضور نساء القرية اللاتي يشهدن الحدث يهدف الى منع أي امرأة تعانى من العقم من سرقة الحبل السرى واستعماله في تعويذة تعيد لها الخصوبة وحرمان الأم من قدرة الإنجاب مرة اخري
هناك امور يجب علي المرأة الحامل الانتباه لها وهي مصدر شؤم في الحياة النوبية ويجب علي المرأة الحامل أن تحافظ على نفسها من شر طائر (البوم) الذي يحاول التحليق عمداً فوق رأس المرأة الحامل ليسبب إسقاط الجنين ولتحفظ المرأة نفسها عليها أن تضع معدنا (إبرة أو دبوس) في شعر رأسها ليكون حاجباً بينها وبين هذا الطائر المشئوم ولهذا الحقد الذي يكنه (البوم) نحو المرأة الحامل ويحكى أن البوم كان في الأصل بنتا اسمها (فانة) ولم يتقدم أي شاب ليتزوجها حتى كبرت وفي ذات مرة وهي في حزنها من عدم تقدم الخطاب نحوها وفي الحال انقلبت الى طائر (البوم) الذي نراه اليوم ومنذ ذلك الوقت يكره البوم عنصر الرجال لأنهم لم يتزوجوها ولذلك فإن طائر البوم يسبب إسقاط الجنين من الأرحام حتى لا يرزق أحد بغلام ويعتقد أن هذا الطائر يقوم بإرضاع الطفل إذا كان ولداً في غياب أمه عنه لذا اعتاد الناس على تعليق أوراق العشر في سقف الحجرة وإذا كان المولود بنتاً يوضع ماء في صحن نحاس وبداخله قطعة من حديد أما الصحن الآخر فتحتوي على بصلا ومكحلا به كحل ومراود وبعض من التمر وصرة صغيرة تحتوى على القرض وبعض الحبوب .
عند ظهور علامات الزلال على شكل ورم في أرجل ووجه المرأة يطمئنونها بأنها ستولد ذكر وعندما تتعسر الولادة للأم يطلبون من زوجها الابتعاد من المنزل والجلوس في مكان أخر حتي تتم الولادة لدي الأم ويفضل رضاعة الطفل يوم السبت حتي يكون المولود في كامل الصحة والعافية وعند ظهور الهلال لأول مرة بعد الولادة تخرج المرأة النفساء لمشاهدته وتنثر الماء نحوه مع الدعوات الطيبة ثم تتخطى بخورا يتكون من سبعة رؤوس من الشوك وقليلا من القرض وورق البصل وقليلا من الملح وتتخطى هذا البخور سبعة مرات وهي تحمل المولود وفي حالة عجزها عن ذلك يمكن أن تقوم امرأة بالنيابة عنها ويفضل أن تكون الأخت أو أم المرأة التي وضعت المولود تجنباً للمشاهرة السابقة الذكر
رحال النوبة جمال القرشاوي
بلاد النوبة أوطاني والتاريخ عنواني والحضارة أسمي وميلادي