بقلم هشام صلاح
أينما وُجد المصرى وُجدت النكتة والضحك، وكلما زادت معاناته زادت «إفيهاته» وكثرت سخريته منها، وهو ما يُعرف بـ«الكوميديا السوداء»، التى اعتمد عليها فى عصور وأوقات كثيرة للتعبير عن معاناته من جهة، ومن جهة أخرى للسخرية منها وأخذها فى سياق كوميدى مُضحك،
قرأت اليوم عبرإحدى الصفحات هذه النكتة عن يوم قبض الراتب يقول :
” اليوم صوت ماكينة البنك هيكون أجمل من صوت أم كلثوم ”
وبرغم مما اشتملت عليه من اسفاف وتردى للذوق إلى جانب جهل مطبق بوجهى المقارنة فى تشبيهه حيث افتقدت أبسط قواعد التشبيه ومحاسنه
فالبديهى حين نعقد مقارنة تشبيهيه بين طرفى يجب أن تكون هناك علاقة وأن تبتعد عن الغريب أو إظهارسطحية التفكير مع وجود علاقة المشابهه
والسؤال : لم اختيرت كوكب الشرق بالذات وهى تمثل ما تمثله حيث أنها إحدى رموز مصر ونابغة الغناء العربى إلى جانب كونها تراثا وأثرا مصريا وعربيا فنيا خالدا درجة أنه تم تصنيف حنجرتها بأنها من أنذر عشر حناجر على مستوى العالم كله
قد يرد قائل بقوله : أن النكتة أرادت الوصول إلى روعة الصوت وقمة الإعجاب من خلال صوت الماكينة وهى تداعب المرتب الذى ينساب عبر حناياها مع لهفة الظمآن صاحب الراتب للارتواء من صافى أوراقه
أقول : لا نختلف ولكن إقحام رمز الغناء العربى وكوكبه فى المقارنة يعد نوع من الإجحاف وتعدى على مكانة رمز من رموز مصر الخالدة
فلننعم بالراتب كيفما شئنا ولنستمتع بصوت ماكينة الصرف كيفما شئنا ولكن لندع أصحاب الذوق العالى والحس الفنى المرهف يتفردون بالاستمتاع بصوت كوكبنا بنت النيل الفريدة المتفردة أم كلثوم