تنتظرجموع المعلمين من نقابتها الكثير والكثير باعتبارها خط الدفاع الأول عن حقوق المعلمين ومنبرلاصواتهم ومطالبهم ، لهذا تعقد جموع المعلمين آمالا عريضة على رجال نقابتهم بعدما تعددت مطالبهم وسط حالة صمت أو تسويف متعمد أو غير متعمد
لهذا كان لابد من هذا اللقاء مع واحد من رجال نقابة المعلمين سجل عبر سنوات طويلة بجرأته وتصميمه على المطالبة بحقوق المعلمين وبخاصة فى الجيزة صفحات ناصعة البياض فى ذاكرة النقابة والمعلمين
لقاؤنا مع أ – سعيد اسماعيل نقيب معلمى وسط الجيزة وأمين صندوق نادى المعلمين بالجيزة
* ما الذى جعلك تخوض هذا المعترك الصعب عبر رحلة طويلة من العمل بنقابة المعلمين ؟
” خلق الله الانسان وجعل له بصر وبصيره وبهما يختار هدفه وطريقه فى الحياة وعن نفسى وجدت فى رسالة العلم وخدمة المعلمين هدفا وغاية لى حيث أننى آمنت أنهما ركيزة بناء الوطن ودورهما لا يقل أهمية عن دور المقاتلين فى المعركة لكل هذا اخترت طريق العمل النقابى “
* ” مرصد المعلمين ” ما الداعى لتبنى النقابة لهذا المقترح وما الذى يرجى للمعلمين من وراءه ؟
” إيمانا من النقابة بضورة توثيق الأحداث حت لا تطويها ذاكرة النسيان ولانها تأريخ لحقبة تاريخية من تاريخ المعلمين ومصر كانت فكرة المرصد ليكون بوابة توثيق وحفظ وتأريخ لمراحل مرت وتمر بها النقابة كذلك لتكون بوابة معرفة صادقة تقدم المعلمة الصحيحة للمعلمين دونما زيف او تجميل “
* هل كان لزاما أن يكون اول عمل للمرصد هو فيلم وثائقى عن فترة استيلاء الجماعة المحظورة على النقابة ؟
” الاختبار الأول لمرصد المعلمين على قدر كبير من الأهمية ، لكننى كنت أرى أنه من الأفضل أن تكون المادة الوثائقية الأولى هى تأريخ وتوثيق لدور قيادات النقابة من خلال رحلة كفاح السادة الأفاضل النقباء وما قدموا لرسالتهم التى حملوها حتى تكون مبعثا لايجاد القدوة والمثل فى وجدان المعلمين حديثى العهد بعملهم “
* الآن ليكن الحديث حول بعض من القضايا المهمة والملحة /
بداية – ثبات الاساسى على 2014 هل هو اجحاف بحق المعلم وما موقف النقابة من تصحيح الوضع ؟
” نحن ندرك جيدا أن هذا الأمر لايخص طائفة المعلمين وحدهم وان ظروف الوطن فى هذه المرحلة تحتاج لمزيد من إنكار الذات لكننا وأكثر من مرة تقدمنا للوزارة بمقترحات ومشروعات من شانها زيادة رواتبهم دونما تكليف ميزانية الدولة لكن – ومع شديد الآسف – يبدوأن الوزارة تعمل من خلال برج عاجى اختارت أن تعيش فيه منعزلة عن نقابة المعلمين وعن المعلمين
وأنا هنا أكررها – على الوزارة ان تدرك جيدا أهمية دور النقابة ورجالها وقدرتهم على تحمل مسئولية المعلمين لأنها بيت المعلمين فدورها مكمل لدور الوزارة وليست خصما لها طلما أن الوزارة تسير فى طريق مصلحة المعلمين والحفاظ على هيبتهم ومكانتهم الاجتماعية “
* مشكلة العجز الشديد والصارخ فى هيئات التدريس والاجراءات التى اتخذتها الوزارة من الاعلان عن مسابقة للتعاقد ثم القرار بقبول العمل التطوعى للخرجين حمله المؤهلات العليا التربوية ؟
“هنا نقطة الفصل أقول وبكل الصدق والصراحة :
– تعودنا من السيد الوزير اتخاذ قرارات صادمة بل ومتخبطة والشواهد كثيرة بدءا من التخبط فى نظام التقويم بالثانوية العامة – ورقى تابلت – انتهاءا بهذا القرار غير المدروس من الاستعانة بالخرجين التربويين ” تطوعا ” ومن أين يأخذ المتطوع ما يعينه على مواجهة أعباء الحياة أم انه تقنيين لوضع الدروس الخصوصية بطرقة غير مباشرة أم هى خطوة لاستبدال عمل المدارس الحكزمية بالخاصة حيث سيخشى ولى الأمر على أبنائه لذا سيستبدل تعليم الابناء بالمدارس الحكومية بأخرى خاصة
ثم أتساءل ما مصير مسابقة التعاقد 120 الف معلم والذين تكبدوا من الأعباء المالية والنفسية الكثير أليس من الأولى الاعلان عنها بقرار تعيينهم
بنظرة بسيطة لموضع مؤسسات التعليم الآن الوضع أصبح شديد الخطورة المدارس بها عجز صارخ ويكفى أن نعلم أن شريحة كبيرة من المعلمين قد قامت بتسوية معاشها بعد أن عجزوا عن تحمل العمل المكلفين به فوق طاقاتهم فنصاب المعلم من الحصص قد تضاعف دونما اجر رغم ان متوسط أعمارهم فوق الخمسين بل يفارب الستين 0 هناك ناقوس خطر يدق لان مؤسسات النعليم على وشك أن تصبح بلا معلمين
* ما الذى تقترحه النقابة من حلول لمواجهة العجز فى هيئات التدريس ؟
أكرر السيد الوزير لا يطلب المشورة من أهلها وأوكذ أن النقابة لديها من الحلول الكثير الذى نستطيع به مواجهة كل مشاكل التعليم والمعلمين – فالأحق بالفتوى أهلها – لكن ومع الاسف يبدو أن عقيدة الوزيرأن الوزارة والنقابة خصمان وليسا شريكين فى منظومة هدفها الوطن وأبنائه – مرة اخرى هناك مشاريع كثيرة تقدمنا بها ونملكها قدمنها ومازلنا نسعى لتطبيقها لكن السؤال الذى لا يملك سوى القيادات التنفيذية الاجابة عنه – أين انتم منها ؟ “
* لو حاولنا تقييم الاداء المؤسسى على مختلف الأصعدة داخل تعليم الجيزة فماذا تقول عن ذلك باعتبارك معلم ونقابى وقائد ؟
” الجميع يعلم أن رأيى قد يكون أحيانا صادما للبعض لاننى اواجه الواقع بصراحة ومكاشفة دونما مجاملات لأحد وهذه إحدى سمات العمل النقابى الذى الذى آمنت به تقييم الآداء المؤسسى بالجيزة هناك تساؤلات كثيرة حول هذا الآداء ومن بينها – هل أعطينا الاهتمام بالعملية التعليمية الحقيقية نفس القدرمن الاهتمام بما سواها – هل تم تقييم آداء بعض القيادات والتى يعتبر آداءها دون المستوى المطلوب فتم تغييرها – أين الآن ما كان لطلاب الجيزة من تحقيق للمراكز الولى فى الشهادات على مستوى الجمهورية لقد كان معظم اول الشهادات من محافظة الجيزة فأين هذا الآن – المستوى التعليمى للطلاب بالمدارس الان اصبح متواضعا للغاية والطلاب هجروا مدارسهم – أعتقد أن الأوضاع الآن باتت تحتاج لإعادة ترتيب الأوراق والأوضاع “
* هل تتذكر مواقف أو مراحل صعبة مررت بها أو مرت بها النقابة عبر رحلتك ؟
” لمن لا يعرف الحقيقة النقابة برجالها كانت لهم أدوار ومواقف بطولية دفاعا عن حقوق المعلمين ومقدراتهم يجب أن يعلمها شباب المعلمين فتاريخ النقابة حافل بتلك المواقف التاريخية قديما وحديثا وليس أدل على ذلك من أمثلة سأذكرها ” هى غيض من فيض ”
– دور النقابة ورجالها عام 93 فيما يخص مكافأة المعلمين والاصرارعلى الوقوف خلف المطالبة بها حتى الوصول بها لان تصبح الآن 200يوم ونسعى لزيادتها
ولو انتقلنا لادوار الرواد والقيادات نذكر
– دوررائد المعلمين وزعيمهم الآستاذ الجليل ” مصطفى كمال حلمى ” حينما تصدى لوزير التعليم فى وقته عندما أهان المعلمين بعد وصفه لهم ” بالاباطرة فى المدارس وأصحاب الوكار ” فكان رد نقيب المعلمين التاريخى على الوزير
” عندما تتكلم عمن علمك تكلم بأدب ”
– دور نقيب المعلمين ” كمال سليمان ” حينما رفض الاملاءات ومحاولة قوة كبرى بالدولة الاستيلاء على ارض المعلمين بالجزيرة وتعويضهم بقطعة أرض بأكتوبر تلك الملكية التى منحها لهم زعيم الأمة والعروبة جمال عبد الناصر تقديرا منه للمعلمين فكان دور النقيب ورجال النقابة فى الحفاظ على مقدراتهم
– دور نقيب معلمى مصر ورئيس اتحاد المعلمين العرب ” الاستاذ خلف الزناتى ” ورجال النقابة المخلصين فى مواجهة الجماعة الأرهابية وإعادة النقابة إلى معلميها بعد أن سلبتها وسخرت مواردها وطاقاتها تلك الجماعة لدعم الإرهاب والارهابين حتى وصل الأمر لجعل مقرالنقابة العامة مستودعا لتخزين الاسلحة التى ستستخدم ضد الجيش والشرطة والشعب على السواء “المواقف كثيرة والشواهد عظيمة
كذلك نذكر لنقيبنا الحالى الاستاذ خلف ثقة المعلمين فى جميع الأقطار العربية فى مصر والمعلميها ومن هذا المنطلق تم اختيارالاستاذ خلف – نقيب معلمى مصر- رئيسا لاتحاد المعلمين العرب للمرة الثانية على التوالى وبالاجماع “
* هل ترضى كنقيب للمعلمين عن سبل ووسائل اختيار القيادات داخل المؤسسات التعليمية بالجيزة ؟
” اختيار القيادات فى الجيزة هى الطامة الكبرى فلا قانون يطبق عند الاختيارات ولا معايير صحيحة تنفذ ومثال ذلك التنسيق فهو بعيد كل البعد عن عمله الحقيقى فهو لايهتم سواء بالتسلسل أو التدرج الوطيفى والترشيحات والاختيارات باتت موضع تساؤلات كثيرة – فاستطيع ان اذكر بالاسماء بعض من تم اختيارهم وهم دون المستوى او أنهم قفزوا على مناصبهم من خلال وسائل وتداخلات عدة
* ما الذى تقترحه فى سبيل النهوض بمؤسسات التعليم بالجيزة ، وهل من اخبار سارة نحملها للمعلمين ؟
– أن نحسن اختيار القيادات الحقيقية لتصير الأمور للافضل ،
” ولنتعظ من شواهد التاريخ فنظام اختيار القيادات بنظام ” الوالى ” لا يصلح
– طبيق الثواب والعقاب على القيادات قبل المؤسسات وعلى المديرين قبل المعلمين دونما وساطات أومحاباة
– وضح أهداف ورؤى يشترك في صياغتها والاشراف عليها أصحاب الخبرات والكفاءات وألا تكون القرارات عشوائية حسب الأهواء
– الاهتمام بمشاكل المدارس والمديرين ومعاناتهم وعدم وجود موارد حقيقية لتفعيل دور المدرسة الحقيقى ،
– كذلك حقوق المعلمين وما لهم من مستحقات مالية ومتأخرات فليس من المعقول أن المعلم لم يصرف مستحقاته حتى وقتنا الحاضرعن العام الماضى
– نظام الامتحانات والتقييم ضرورة مراجعة الاسس التى يسيروفق احكامها
فى نهاية الحوار لا يسعنا إلا أن نتوجه بالتحية والتقدير للنقابى والمعلم القائد أ – سعيد اسماعيل على تخصيص هذا الوقت واتاحة تلك الفرصة من الشفافية والمكاشفة لتوضيح رؤى كثيرة لجمهور المعلمين ليس لمعلمى الجيزة وحدهم إنما لكل المعلمين — فصراحته كانت منطلقا للحكم على واحد من رجال نقابة المعلمين الذين يقدرون وبصدق حجم رسالتهم والأمانة التى حملوها