نصيحة لكل من يأوى ببيته فتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة..
لا تحرمها حقها في الحياة، فسيحاسبك الله عليها وعلى
حقها إذا سلب منها والسالب كان انت.
فهي فتاة كأي فتاة اخرى تعيش على الفطرة وتحكمها
غريزتها، وهنا نقف، ونسأل “ماذا عن الغريزة؟
او بالأحرى” ماذا نقصد بالغريزة؟..
الغريزة” هي نوع من التفاعل البايولوجي مع الأحداث الزمنية والأحقاب
الاجتماعية، وهذا التفاعل والإنفعال ايضا، يحدثان رغم
عن الكائن الحي. ذلك لأنه ببساطة مفطور على هذه
الغريزة. والإنسان سوا كان من الأسوياء جسدياً او كان
من ذوي الإعاقة الجسدية، قد كفل الله له الحق في
ان يشعر ويتمنى وأن يحب ويرتبط عاطفيا ويفكر في بناء اسرة كما كفل له الحق في السعي إلى الزواج، وما العيب
في ذلك؟ اليس هو او هي بشر مثلك؟.
………
(حالات قابلتني) ! .
……
على المستوى الشخصي تقابلت مع فتيات من ذوي
الإعاقة مثلي والجدير بالذكر أن معظمهن يعيشن بمنطقة
صعيد مصر. وقد اتضح امامي بما لا يدع مجالا للشك
ان ذويهن يرفضون ان يخضن تجربة الزواج سوا من
شخص سوي جسديا او مثلهن يعاني نوع من أنواع
الإعاقة، وبكل تأكيد وأسف المبررات واهية بعض الفتيات
تقتنع بها وتصدقها والبعض الآخر لا يراها سوى مبررات
للسطو والجور على الحق المكفول في الإحياء حياة طبيعية.
واذكر ان احدى هذه الفتيات قالت لي ” ان اخاها لا يريد
لها ان تتزوج او تخوض أي تجربة من أي نوع، والسبب
الذي اثار سخريتي وقتها، انه يخشى عليها مشقات الزواج!
كما لا يريد لها ان تتعذب ويتم طلاقها بعد ما تصبح أما
لتصبح حياتها مأساة إنسانية بمعنى الكلمة! .
ماهذا الهراء؟ انه ليس اكثر من شخص اناني يريدها
تبقى الى جواره لتخدمه، ذلك.بالفعل ما قد اتضح لدى
فيما بعد، اتقوا. الله
كيف نمنع الزواج؟ الزواج الذي شرعه الله من فوق
سبعة سموات؟. ثم هل من أحد يستطيع معرفة
الغيب المستتر؟ كلا البتى.
وهؤلاء بذلك يكونوا قد ضربوا بكل الأيات القرآنية والأحاديث
النبوية التي تحث على الزواج لكل من هو قادر عاطفيا
ونفسيا وعقليا وبدنيا ( رغم الإعاقة) عرض الحائط وبل
يكونوا قد ضربوا بكل ما هو انساني واخلاقي وديني
عرض الحائط، فلقد ورد في الحديث الشريف على
سبيل المثال لا الحصر انه قال صلوات الله عليه وسلامه
” تناكحوا تناسلوا تكثروا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة “
أما عن الصعيد الأخلاقي أخي الكريم، فأنت حين تحرم اختك
من ممارسة حقها الغريزي والفطري في الزواج والحب
الحق الذي كفله الله لها، لا تحافظ على الأخلاق ولا
العرض، ذلك لأن اختك تستطيع إن شاءت أن تفعل الأشياء
من وراء ظهرك.ودون أن تعرف أي شيء مما تفعله
اختك يوميا، لأنك مهما بلغت من ظلم وبغي وبطش فلن تستطيع إخماد
ماقد زرعه الله وأراد وجوده، الغريزة والفطرة الإنسانية
نصيحتي أخي الكريم وشقيق لأختي الكريمة الفاضلة
فكر كيف تدخل الجنة بأختك، فكر فقط كيف تسعدها!
واعلم أنك.مهما حاولت إسعادها وانت تنزع عنها وتحرمها
ممارسة أبسط حقوقها التي كفلها الله لها فلن تكن سعيدة
في كنفك ابدا.
بل تستبغضك وستكون تعيسة كل التعاسة.
انصحك أللا تكن أنانيا، وتفكر فقط في خدمة اختك لك
التي هي نفسها بحاجة إلى من يخدمها وهذا ظلم آخر
لاتحرمها حقها في الحياة وتغلق ابواب الرحمة الإلهية، ولا تقف امام الحق
في الحياة وتصبح كالباب المقفول أمام ذلك الحق في
الحياة، لأن الحق في الحياة مكفول وليس مقفول…
بقلم / محمد العايدى