متابعة / أميرة عبدالغفار
تتابعت ردود الفعل العربية المحذرة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، من مغبة نقل سفارة الولايات المتحدة في تل أبيب إلى القدس، كمقدمة للاعتراف بها عاصمة لإسرائيل، في خطوة تعكس موقفا عربيا موحدا رافضا لهذا “الاعتراف”.
وأخبر الرئيس الأميركي الزعماء الثلاثة الفلسطيني،محمود عباس،والرئيس المصري،عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، عبر اتصالات هاتفية منفصلة،الثلاثاء، عن نيته نقل السفارة إلى القدس، ما دفع الزعماء الثلاثة إلى تحذيره من خطورة هذه الخطوة.
وحذر قبل ذلك، مجلس جامعة الدول العربية في اجتماعه الطارئ، من خطورة هذه الخطوة، معتبرا أن مثل هذا الاعتراف هو “اعتداء صريح على الأمة العربية وحقوق الشعب الفلسطيني”، كما طالب المجلس واشنطن بالالتزام بالقرارات الدولية، ذات الصلة بالقدس.
وأعلن الرئيس الفلسطيني رسميا رفض القرار، وقام بإجراء اتصال بالرئيس الروسي فلاديمير بوتن وبابا الفاتيكان فرانسيس، لمطالبتهما بالتدخل ومنع ترامب من إعلان القدس عاصمة لإسرائيل.
واعتبرت السلطة الفلسطينية الخطوة بـ “العمل المستهجن” الذي يتعارض مع دور واشنطن كوسيط لعملية السلام، ولوحت بأنها ستقطع الاتصالات مع الإدارة الأميركية، في نفذت هذه الخطوة.
من جهتها وصفت المملكة السعودية هذه الخطوة بأن “من شأنها استفزاز مشاعر المسلمين كافة حول العالم”، محذرة من لها تداعيات “بالغة الخطورة” وإضفاء المزيد من التعقيدات على النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
كما شددت دولة الإمارات على “موقفها الثابت من القدس ووقوفها الراسخ والدائم إلى جانب الشعب الفلسطيني لينال حقوقه المشروعة وإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية”.
ووبدوره حذر العاهل الأردني، ترامب خلال المكالمة الهاتفية، من “التداعيات الخطيرة والسلبية للخطوة”، مبينا أن هذه الخطوة تناقض كل القرارات الدولية.
كذلك فإن قبول الولايات المتحدة مطلب إسرائيل اعتبار القدس عاصمتها الموحدة سيكون مخالفا للسياسة الأميركية القائمة منذ عقود، والتي تقوم على أن وضع المدينة تحدده المفاوضات مع الفلسطينيين.
كما يؤكد الفلسطينيون أن القدس عاصمة لدولتهم المستقبلية. ولن يعترف المجتمع الدولي بالسيادة الإسرائيلية على المدينة بالكامل.
وأكد الرئيس المصري، في الاتصال الذي اجراه معه ترامب، على الموقف المصري الثابت بشأن الحفاظ على الوضعية القانونية للقدس في إطار المرجعيات الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة.
وشدد على ضرورة العمل على “عدم تعقيد الوضع بالمنطقة من خلال اتخاذ إجراءات من شأنها تقويض فرص السلام في الشرق الأوسط”.
وبعث العاهل المغربي الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، برسالة إلى الرئيس الأميركي، باسم 57 دولة تشكل اللجنة، ليحذر من خطورة هذه الخطوة التي من شأنها “تأجيج مشاعر الغبن والإحباط التي تغذي التطرف والإرهاب”.
وجاء في الرسالة أن مدينة القدس، وفق القرارات الدولية ذات الصلة، تقع في صلب قضايا الوضع النهائي، وهو ما يقتضي الحفاظ على مركزها القانوني، والإحجام عن كل ما من شأنه المساس بوضعها السياسي القائم.
وتابع العاهل المغربي: “منطقة الشرق الأوسط تعيش على وقع أزمات عميقة وتوترات متواصلة، تقتضي تفادي كل ما من شأنه تأجيج مشاعر الغبن والإحباط التي تغذي التطرف والإرهاب، والمساس بالاستقرار الهش في المنطقة”.
كما أعرب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، عن رفض بلاده قرار ترامب المحتمل نقل السفارة الأميركية في إسرائيل إلى القدس.
كذلك حذر شيخ الأزهر، أحمد الطيب، من “اتجاه بعض الدول إلى نقل سفاراتها إلى القدس”، قائلا: “لو فتح باب نقل السفارات الأجنبية إلى القدس؛ ستفتح أبواب جهنم على الغرب قبل الشرق”.
وأكد الطيب على أن الإقدام على هذه الخطوة سيؤجج مشاعر الغضب لدى جميع المسلمين، ويهدد السلام العالمي، ويعزز التوتر والانقسام والكراهية عبر العالم.