حطموا جدار الكراهية :
بقلم / مجدي بكر أبو عيطا:
لقد عبرت الإنسانية قرونا من الصراع وصناعة الكراهية دفع الإنسان فها ثمنا باهظا ما بين الحروب القاتلة والفتاكة رغم وضاعة الأسلحة وبساطتها ولعل تلك الحروب سجلتها صفحات التاريخ لتكشف عن مدى صراع الإنسان ووحشيته مع بنى البشر من نفس جنسه علاوة على صراع الطبيعةوالبيئة مع الإنسان
وكذلك ضمت صفحات التاريخ حروبا نبيلة من أجل القيم والحق والحفاظ على الأرض والعرض والذات والوجود كما ضمت تلك الصفحات الخالدة أياد السلام البيضاء التى تنشر الخير فى كل البقاع أما أولئك الذين ينسون طبيعة وجودهم ويرغبون فى ذاتهم دون غيرهم ومن يفضلون احتكار الحياة لأنفسهم وهما وظنا منهم فى أنهم بذلك يخلدون ولكنهم ينسون أن ذلك الصراع لن يخدم البشرية سواء على مستوى الفرد او المجموع البشري
فإن الذين يصنعون جدارا من الكراهية عليهم أن يراجعوا أنفسهم أو يقرأوا كتب التاريخ ليتعلموا من دروس الماضى وليتعلموا ما اخفق فيه الانسان فى الماضى لما جهل حقيقته
وأن الله خلق الخلق للتعارف والتقارب والائتلاف ويصدق ذلك قوله تعالى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن اكرمكم عند الله أتقاكم والتقوى منها خشية الله واتقائه فى خلقه والتراحم بين الناس ونشر كل دواعى المحبة والخلق الكريم اما أولئك الذين يتربصون بالناس سواء ويقفون كاللصوص أو قطاع الطرق ليقترفوا عيوب الناس أو ينشروا معايبهم أو يشيعوا فى الأرض فسادا أو ينشروا ذعرا وخوفا سينقضي بهم العمر ولكنهم سيجنون شره المستطير ولن يخلد ذكراهم حتى عند ذويهم ولكن ما الذي جعل الشرير قمة فى شره إلا أب أو أو معلم غفل عن تقديم الفضيلة وإعلاء قيم المحبة والخير بل ربما تراخت المؤسسات المختصة عن تعميق تلك القيم والآداب لدى الأفراد والتابعين والستهدفين لديها حتى نستطيع أن ننتج منتجا غاية فى جودة ونصنع جيل قادر على أن يواصل الطريق ويكمله بنجاح ويحفظ كل المورثات الثقافية النبيلة والخلقية العظيمة والتربوية السليمة
فهيا جميعا نحطم جدار الكراهية ولانسمع للآذاننا أن تلتقط منذ نعومة الأظافر تلك الكراهية التى تنمو وتصير وحشا قاتلا يحطم كل معانى الانسانية الراقيةنعم يجب أن نحرص جيدا على بناء جدار الحب والاحترام والخلق النبيل
إن حقنا فى الوجود يستدعى منا جميعا أن نزرع بذور الخير ونجتث من فوق الأرض كل أشواك الشجر وجدر الكراهية لنجعل الأمل يعم الوجود ويبعث فى النفوس طمأنينية ولانسمح بتنامى قوى الشر بل نتواصل ونتراحم ونتحابب ونتقارب ليحيا لانسان سالما آمنا