كتبت / حنان عبد البديع
الآن والماء بين ايدينا فى كل مكان متاح لك فى البيوت، والشوارع، والحدائق، فى كل مكان فى مصر مياه نقيه فى صنبور احواضك كمتعه محروم منها الكثير من دول
الجوار ماء النيل فعلا هبه الله لمصر .المطر نعمه ويصبح نقمه
كثره الامطار وهى ايضا هبه من الله : يجب على الانسان الحفاظ عليها ولكن ؟ عدم ألاهتمام تكون كثره الامطار نقمه ؟ نعم نقمه ! من المسئول عن تدمير السدود وإتلاف آلاف الأفدنة الزراعة، وتدمير مئات البيوت السكنية .وهذا نتيجة السيول الغزيرة التي تشهدها المحافظات.
ومع هذا تكون السيول ليس عليها سلطان غير خالقها
لم تكن تلك هي المرة الأول التي تضرب فيها سيول عنيفة محافظات مصر، بل شهدت البلاد عددًا من السيول الأعنف والأشهر على مدار العقود الماضية.
هنا سؤال ؟ من السبب فى اهدار مياه الامطار ؟ من المسئول عن قتل المصريين واغراقهم بمياه السيول ؟ من المسئول ؟ أين نحن من عمر ؟
دائما التاريخ يعود لنا بعده اوجهه، فى عهد عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) وقعت بالمدينة وما حولها من القرى مجاعة شديدة، وكان ذلك في 18هـ بعد عودة الناس من الحج، فحبس المطر من السماء وأجدبت الأرض، وهلكت الماشية، واستمرت هذه المجاعة تسعة أشهر، حتى صارت الأرض سوداء فشبهت بالرماد ،واسموه عام “الرماده “”كانت الرمادة جوعاً شديداً أصاب الناس بالمدينة وما حولها، حتى هزلت الوحوش نفسها ، هنا يظهر دور امير المؤمنين عمر فى المجاعه من شده حبس الامطار فى السماء ، وحكم عمرعلى بطنه فحرمها من الطعام الذي لا يجده الناس، وكان العامه يسمعون قرقر بطن عمر وكان يأكل الزيت عام الرمادة، وقد حرم عليه السمن، فنقر بطنه بأصبعه. وقال: تقرقر تقرقرك إنه ليس لك عندنا غيره حتى يحيا الناس” عجبت لك ياعمر وانت تملك بيت المال ؟!!وعمل عمر رضي الله عنه على جلب الطعام من الأرياف لأهل البوادي،عام الرمادة: “وكانت سنة شديدة … اجتهد عمر فيها بإمداد الأعراب بالإبل والقمح والزيت من الأرياف كلّها، حتى بلحت الأرياف كلّها مما جهدها ذلك،لجأ الناس إلى أمير المؤمنين فانفق فيهم من حواصل بيت المال مما فيه من الأطعمة والأموال حتى أنفذه.
ألزم عمر نفسه أن لا يأكل سمنا ولا سمينا حتى يكشف ما بالناس، فكان في زمن الخصب يبث له الخبز باللبن والسمن ثم كان عام الرمادة يبث له بالزيت والخل، وكان يستمرئ الزيت ولايشبع مع ذلك فاسود لون عمر وتغير جسمه حتى كاد يخشى عليه من الضعف.
كذلك أكثر عمر بن الخطاب من التضرع والابتهال: كل هذا من اجل حبس المطر فى السماء
أصاب الناس من الجهد والمشقة في هذا العام، وأنهم أكلوا الجرابيع والجرذان من الجوع، وأن الموت انتشر فيهم
فإن انقطع عنها المطر أصبحت الحياة فيها منعدمة لعدم وجود الماء الذي هو عصب الحياة للإنسان والحيوان والنبات، حيث لا توجد أنهار ولا مصادر أخرى للمياه فتجف الأرض ويموت الزرع وتهلك الماشية فيضطر الإنسان لأكل ما يحيا به. في عام الرماده والجوع والفقر يحاصر المسلمين فكتب أمير المؤمنين “عمر ابن الخطاب “إلى “عمرو ابن العاص “في مصر ” وا غوثاه ..واغوثاه .. واغوثاه ” فقال عمرو بن العاص والله لأرسلن له قافله من الأرزاق أولها في المدينة واخرها عندي في (“مصر”) ومن هنا نتذكر أن فضل مصر على العالم كله حتى فى عهود الخلافه فأرسل إليه عمرو بن العاص من (مصر ) بألف بعير تحمل الدقيق، وبعث في البحر بعشرين سفينة تحمل الدهن، وبعث إليه بخمسةِ آلاف كِساء، وأرسل إلى سعد بن أبي وقاص فأرسل له بثلاثةِ آلاف بعير تحمل الدقيق، وبعث إليه بثلاثةِ ألاف عباءة، وأرسل إلى والي الشام فبعث إليه بألفي بعير تحمل الزاد، ومن دعاء عمر : يقول: اللهم لا تجعل هلاك أمة محمد على يدي”يدعو الله ويستغيث به ويستسقيه حتى استجاب الله دعاءه، وكان عمر رضي الله عنه وكان ينادي في الناس: “أيها الناس استغفروا ربكم ثم توبوا إليه وسلوه من فضله، واستسقوا سقيا رحمة”.
خرج عمر يستسقي بالناس، فما زاد على الاستغفار حتى رجع، فقالوا: يا أمير المؤمنين، ما نراك استسقيت! فقال: لقد طلبت المطر بمحاديج السماء التي يُستنزل بها المطر؛ ثم قرأ: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا} [نوح:9 – 10]، ثم قرأ: {وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ} [هود: 3]. لقد أحسّ عمر رضي الله عنه بمعاناة الناس، حتى قال أسلم رضي الله عنه: “كنا نقول لو لم يرفع الله المَحْل عام الرمادةِ، لظننا أن عمر يموت همًّا لأمر المسلمين”… هذا هو عمر ياساده عمر كاد يموت من اجل السقيا للمسلمين ، والان اعتراف أن ما يحدث لنا من سيول وامطار شديده هو عقاب ونقمه وليست نعمه ، نقمه ل اهدار المياه الطاهر نقمه من مسئول جاهل ، “اللهم إنا نستغفرك ونستسقيك”اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ، اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك و لا يرحمنا