بقلم / مصطفى السبع
قصة عاشها عمال داخل إحدى المؤسسات من زمن بعيد بدايتها شقاء وعناء وإساءة ونهايتها كانت سرورا ورد الاعتبار وحفاظا على الكيان.
بدأت القصة عندما عاش العمال داخل المؤسسة يعملون ويبذلون قصارى جهدهم لرفع شأن المؤسسة بل كان لهم دورا كبيرا فى رفع شأن مسؤلين كثيرة حتى وصلوا لأقصى درجات الاعتلاء الوظيفى حتى اصبحوا كوادر اساسية داخل المؤسسة وبعد مرور الوقت القصير بانت نواياهم تجاه العمال وخصوصا القدامه فبدأو يحاربونهم ليس فى العمل أو المال وانما فى التدرج الوظيفى فهم يرمون حولهم شباكهم من ناحية المال حتى لا يستطيعون التفكير فى البحث عن حقوقهم فى التدرج الوظيفى فكل مسؤل وصل لاهدافه حتى حصل على أعلى المناصب بدأوا يحاولون جاهدا بصناعة العقبات امام العاملين حتى لا يصلوا الى ما وصلوا اليه ليظلوا مسيطرين عليهم ولينظروا لهم بنظرات سخرية ولسان حالهم دائما يقول اين انتم ومن انتم الذين تسعون على ان تتساوى رؤسكم بنا.
فتستمر الحرب النفسية من خلالهم فهم يستعملون كل وسائل الاغراءات المالية للعاملين حتى يستسلمون للأمر ويضعفون امام الاموال وينسون حقوقهم الوظيفية التى ترفعهم من مستوى الى مستوى آخر .
وتمر الايام والسنيين حتى فوجأ العاملون بكبر أعمارهم وهم محلك سر بل اصبحوا بدون صفه ولا تميز ولا أى دور قيادى لهم بالمؤسسه وعندما بدأو بالمطالبه انهالت عليهم كل التهم فبعدما كانوا سببا فى انجازات ورفع شأن المؤسسة وكانوا ايضا سببا فى وصول بعض القيادات لما هما عليه الآن بدأو يتهمونهم بنشر البلبله وعدم الاستقرار والفوضى التى تتسبب فى دمار وانهيار المؤسسة واتهموهم أيضا بتحمل المسؤلية نحو فشل بعض القادة فى مسؤلياتهم فانحصر العمال بكل الاتهامات الموجعه التى بدأت تؤثر على نفسيتهم وعلى اعمالهم وعندما اكتشفوا الحقيقة وعلموا بمحاربة المسؤليين نحوهم لعدم ظهورهم الى النور والحصول على حقوقهم فى التدرج الوظيفى بدأو يستعدون ويخططون لإنقاذ مستقبلهم والتصدى لمحاربة المسؤلين لهم .
فكان اول رد فعل لهم هو العمل على الترابط بينهم والتقرب بعضهم لبعض والتماسك على وتيره واحده فى الفكر المتبادل ونشر الحب بينهم حتى قاموا بإنشاء جمعية مترابطة قوية وتم إختيار ممثل لهم لمواجهة المسؤلين والمطالبة بحقوقهم وعندما تم اختيار ممثل لهم بتصويت الجميع وحسب اختيارهم بدأو يجتمعون معه يوميا بعد انتهاء العمل حفاظا على خط سير العمل داخل المؤسسة فكان هدفهم هو المحافظة على نجاح المؤسسة بجانب مطالبهم الشرعية وعند كل اجتماع كانوا يهتمون اولا ببذل اقصى درجة من الجهد فى العمل لنجاح سير العمل بالمؤسسة حتى لايكون تمردهم سببا فى حدوث اى اهدار او خلل داخل المؤسسة وبدأو الحوار مع ممثلهم الذى طالب من رئيس المؤسسة بعمل اجتماع مهم لمناقشة متطلبات العمال وشكواهم من الظلم البين عليهم
وعندما بدأ الاجتماع وبدأ ممثل العمال بالحديث الا وانهال عليه المسؤلين رافضين كل طلباته فانسحب ممثل العمال من الاجتماع وهو فى حالة سيئة من المعاملة التى وجدها من المسؤلين له فى الاجتماع وذهب وهو حزين جدا واظلمت الدنيا امامه الى ان وصل الى مقر العمال وطالب باجتماع عاجل لهم وطلب منهم سحب الثقه منه لانه غير جدير بهذه الثقه وانه لايستطيع مقاومة هذا الظلم حتى غضب العاملون وطالبوه بالاستمرار وبدأو الحديث معه والاقتراحات فكان من ضمن الاقتراحات الاضراب عن العمل ووقف خط سير العمل بالمؤسسه الا ان ممثل العمال رفض بشدة لأن المسؤلين لهم انياب كبيرة عند حكومتهم والامر ليس سهلا فسوف يتهموننا بوقف سير العمل والاهمال والاهدار فى المال العام ثم فكر ممثل العمال فى خطة مضادة لجبروت المسؤلين
فقام بالاتفاق مع جميع العاملين بأن يأتو الى مقر العمل صباح باكر وقبل وصول المسؤلين حتى يقوموا بالاستلاء على المؤسسة ووضعهم تحت الأمر الواقع فقام بتوزيع البعض على تأمين المؤسسة ومنع دخول اى فرد من المؤسسة مهما كان منصبه والبعض آخر بالداخل يمارس عمله بجهد وتركيز واتقان وعندما جاءوا المسؤلين وجدوا انهم ممنوعين من الدخول بالمؤسسة فقاموا بالاتصال بالجهات السيادية لانقاذ الموقف وعندما جاءت الجهات السيادية حاولو اقتحام المؤسسة لكن قوة وارتباط العاملين منعهم من السيطرة عليهم واقتحام المؤسسة الامر الذى طالبوا فيه المفاوضات مع العاملين وعندما تحدثوا مع ممثل العاملين فقد ذكر له كل ما حدث من المسؤلين معه من قبل وانه لن يوافق على المفاوضات الا بشروط العمال وبدأو يستمعون لشروط العمال وأبدوا موافقتهم على كل طلبات العمال من حقوق شرعية الامر الذى اشادت بهم الجهات السيادية التى قالت فى تقريرها ان العمال يستحقون اكثر من ذلك لحبهم لمؤسساتهم وعملهم فقد مارسوا عملهم بجهد وبضمير حتى تسير المؤسسه بطريقها السليم الناجح وايضا قاموا بعمل ثورة استراتيجية مهذبة تسببت فى احراجنا لدرجة اننا استسلمنا للامر ونفذنا لهم كل طلباتهم ووزعنا حقوقهم الشرعيه على كل فرد حسب نوع الحق الذى امتنع عنه .
فكانت هذه الثورة درسا كبيرا لكل الاجيال وكل الشعوب حتى يعلموا ان الاضراب ووقف عجلت الانتاج ليس فى صالح المتضررين وان الثورة بطريقة علمية مرتبه وبالمناقشات بطريقة مهذبه ومحترمه تسير بك الى بر الامان حتى تحصل على كافة حقوقك الشرعيه ويصل بك الامر الى التفكير والتدبير السليم حتى تسير على قاعدة اساسية فى حياتك وأن التفكير السليم والاسلوب الراقى هما البوابة التى تدخل من خلالها عالم الرقى وعالم النجوم .
كن فنانا وتفنن وأرسم خريطة مستقبلك بعزيمتك وشجاعتك وقوة تحملك واصرارك بالحب والخطه المسالمه.
وإياك ان تتخلى عن مبادئك وعن مؤسستك فإذا كان هناك عناصر فاسدة فاجتهد وابذل قصارى جهدك فى العمل لرفع مؤسستك فنجاحك وتطورك هو السلاح الوحيد الذى تحارب فيه العناصر الفاسدة واعلم ان اضرابك وتهورك ليس فى صالحك ولا صالح المؤسسه انما فى صالح العناصر الفاسدة. ثورة العمال الناجحة المهذبة التى عكست حياة العامل من الاسوأ الى الأفضل.