قال : مازلتِ بين الضلوع تسكنين، لا يخلو الفؤاد من هواكِ ،ثم نظر مترددا ، في قربه وسيره نحوها ..
عيناه تتسأل في خوف ، وتنتظر الجواب..!!
قالت : نعم ، مكانك خاليا، وفراغه اشعر معه بدفئك ، ارى فيه جمال ضحكتك ، و اراه اجمل من وجوه كل الحاضرين ، لكني مازلت متعلقة بقميص الوهم ، وسراب الطريق ..
مازال بداخلي حسرة سنين، كسرة لم تجبر وجرح يزيد في النزيف ، مازال بيديي شوق السلام ، وبأنفي رائحة عطرك وعيوني مازالت تبحث عنك حين الرحيل ..
مازال بالقلب عشقا لا ولن ينتهي حتى فراق الروح عن هذا الجسد الهزيل..
قال : لمن اشكو حيرة الصمت والروح؟وكيف الحياة دون حياة؟!
قالت : إنها كانت دائما موجودة حتى سكتت النبضات ، لم تشعر بدفء مكانه حينها ، فتألمت اكثر لفقدانها احتوائه ..
لذلك الموت كان للجسد فقط أما الروح كانت تحيا مع الخيال او الأحلام ، واستطاعت ان تخرجها من الظلام ..
فالموت يجعلنا نحيا إذا كان وجودنا حقيقي وليس جسد يمشي بين الناس ولا يدرك معنى الاحتواء ، لا يدرك معنى أن تكون داخل انسان آخر ، معنى أن تعطيه ما يريد حين يريد ويحتاج دون كلام ..
فإن كانت البدايات جميلة ، والنهايات مؤلمة ، لا تدعنا ننتهي ، ولا تجعل شهد البدايات يسرقنا ، أجعل كل لحظات لقائنا بداية ، نكررها ونعيدها ، مرات ومرات، بل مرارا ، فلا نقترب فتحرقنا شهقات الأنفاس ، ولا نبتعد اكثر فيقتلنا الإشتياق، لا نتعمق فنذوب من الألم ، ولا نستسهل المعاني فتفضحنا سوء الأقدار، دعنا لا نمل تكرار البدايات وننسى شيء اسمه النهايات..