كتبت منال عابد
توقف الزمن المغربي حول كثير من العناوين
التي قاربت عملية تأرخة للفن المغربي بعامة والتشكيلي بخاصة ضمن سياق بحثي اريد منه فهم التاريخ الاجتماعي للمغاربة.
يمكن فهم جملة من المقدمات النظرية التي حاولت التفكير في بناء الأصول المفاهيمية انطلاقا من مناهج بحثية غربية في إبراز المعالم والظواهر والآثار التي تندرج في عمليات التركيب داخل تلك المناهج والتي بإمكانها المساعدة على إضاءة بعض الشروط التي يشتغل عليها العقل الفني المغربي.
الشروط الموضوعية بالمغرب الفني هي وليدة تاريخ يكاد يجسد نمطين من العلاقات الثقافية والاجتماعية على فرضية ان الحواضر المغربية ظلت منذ الامد هي المجال الذي يعرف نوعا من الانصهار الثقافي مع الآخر في تنشيط سلوكياتهم الاجتماعية الثقافية وخصوصا بالمدن الكبرى التي وجدت بها حرف مختلفة مارسها المغاربة والأجانب والتي عمقت زوايا فنية في القصبات كما في القصور التي ظلت مخزنية بطقوسها المرجعية.
هي البوادي المغربية ظلت شفوية التعبير في طقوسها الفنية ولم تكن مواطنا للفنون الرمزية اللامادية وهذا ما ظل يعبر عنه في الأسواق الشعبية والتجمعات اللفضية.
بالمدن وجدت بها الصناعات الخزفية التي كانت الممول الوحيد للمطبخ المغربي وللاثات التجملية والزخرفة للبيوت وهذا ما كان يفترض نوعا من الابداع الفني عليها حتى تتحول إلى شكل مغاير للأدوات البسيطة.
فالمخيال الشعبي هو شفوي الصورة أكثر من التعبير الرمزي في مجمل ثقافتنا وهويتنا الإبداعية لذا ظل الفنان المغربي ضعيف الحضور في إبراز نوعا من الابتكار في الصورة التشكيلية لحدود الاصطدام بالغرب الفني الفكري الثقافي الاستعماري.