بقلم لزهر دخان
قام وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس بإجراء إتصال هاتفي مع نظيره القطري خالد العطية .حسبما أكدته وكالة روترز للأنباء في هذا الثلاثاء 06يونيو /جزيران 2017م .ثاني يوم في عمر القطيعة القطرية العربية الخليجية . ولم تأتي الأنباء بأي تفاصيل عن ما دارت حوله مكالمة الدفاعين الهاتفية .
ولآن الأزمة كبيرة وعالمية أكثر من ما هي عربية وفقط. وإسلامية أكثر من ما هي خليج وسقط . كانت هناك الأنباء عن التحركات الأمريكية لصد الهجوم والدفاع عن قطر . وإلى جانب هذا الدفاع الأمريكي تواجد الدفاع الأردوغاني. الذي نستطيع تسميته دفاع تركي ما دام أردوغان يقود تركيا. وفي بداية حملة أردوغان ضد العرب من أعداء قطر .قال أنه يرى أنها حملة غير صائبة وليس من الحكمة حصار قطر إقتصادياً ودبلوماسياً . وأكد أنه سيواصل قيادة تركيا بقبول الصداقة والشراكة القطرية.
ومن مكانه كزعيم لحزب العدالة والتنمية .وأمام أنصاره من أعضاء وقادة وجمهور الحزب الحاكم في سوريا. قال أردوغان اليوم( لا نعتقد أن العقوبات ضد قطر صائبة، وهذا الوضع لن يعود بالنفع إلى أحد، لا سيما في هذه الفترة التي نحتاج خلالها بصورة خاصة إلى التضامن والتعاون )وهكذا أصبحنا نفهم أن أردوغان الذي لم يتسامح مع تركي واحد أرهبه منذ 15 يوليو 2016م يرغب في إلتماس العذر والعفو لتميم بن حمد. الذي أرعب كل مصر والخليج وشق الصف والصرامة في ليبيا . وجعل ترامب نفسه يقول أن عقاب تميم طريقة للوصول إلى معاقل الإرهابين . وخطة ناجحة في سبيل القضاء عليهم . وثمرة زيارته على السعودية … إلخ .
وراح أردوغان ينادي بحنكة عدالة وتنمية ينوي إنماء كل الخليج بدم قطر البارد فقال (إننا نرحب بما تبديه قطر من دم بارد، وسوف نواصل تطوير العلاقات معها )
ووعد أردوغان قطر بأنه سيكون بجانبها وسيجر العالم من حولها إلى الحوار .حتى تحل مشكلتها وترى الخليج من الخليج بدل أن تبحث عنه من بكين أو موسكو أو البانتغون في ظل تمرد البيت الأبيض عنها .
ومن صحافة قطر حول رأي أردوغان وتصرفاته .نقلت صحيفة الشرق القطرية على مسؤليتها ما أكدته على أساس أنه إتصال هاتفي بين تميم وأردوغان .كان فيه بينهما حوار شراكة بعد الأزمة التي فرقت بين العرب وقطر .
أما الرئاسة التركية فقد أكدت أن أردوغان لم يسكت وتحدث هاتفياً في هذا الصدد مع كل من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.
وفي جهة الأزمة الأخرى يوجد المواطن القطري .الذي أمهلته السلطات في كل من البحرين والسعودية والإمارات أربعة عشرة يوماً كي يغادر البلاد . وهذا المواطن القطري هو المقيم والزائر إلى هذه الدول الخليجية الثلاثة .وقد قالت بلاده عن هذه الإجراءات ( هذه الإجراءات غير مبررة وتقوم على مزاعم وادعاءات لا أساس لها من الصحة )
أما في جانب الأزمة القطري الأخر. فقد كان المُعاقب الأخر فوق أرض العرب .هو مسؤول قطري كبير بدرجة سفير .هو سيف بن مقدم البوعينين سفير قطر في القاهرة. التي رفضت فتح قاعة كبير الزوار أمامه كي يستخدمها لمغادرة البلاد غداً الأربعاء .
وكانت سفارة قطر في القاهرة قد قامت اليوم الثلاثاء بتقديم طلب مغادرة إلى المراسم المصرية. التابعة لوزارة الخارجية المصرية. التي رفضت الطلب ومنعت السفير من المغادرة على متن رحلة تابعة لمراسم الكويت. كما كان يفعل في الأزمات . وهو الأن مثطر للمغادرة بالروتين العادي المستخدم في مطار القاهرة. أو ينبغي عليه دفع رسوم إضافية للمغادرة حسب خطط تذاكر الدرجة الممتازة .
وفي الجانب الأميري للأزمة القطرية العربية ظهر الشيخ تميم أكثر تطرفاً وإعتدالاً في نفس الوقت . وأظهر أنه مع الإمام والمسجد عندما أقام مأدبة إفطار تكريماً للعلماء والقضاة والمشايخ ورجال الدين بمناسبة شهر رمضان المبارك . في مقدمتهم الشيخ يوسف القرضاوي وكانت هذه المأدبة في يوم الإثنين 05يونيو حزيران 2017 م .
الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني الممثل الشخصي للأمير. وحسب وسائل الإعلام القطرية قام بحضور المأدبة التي أُقيمت بقصر “الوجبة” في العاصمة القطرية.وكانت كمرات التلفزيون القطري قد أظهرت لقطات ظهر فيها الشيخ يوسف القرضاوي . كما أن الشيخ تميم أظهر أنه مع القرضاوي وأقبل عليه وقبل جبينه وحرص على إستقباله بنفسه فور وصوله على قصر الوجبة. غير أن هذا قد لا يبدو مسيس أو بسبب الأزمة الحالية .لآن أمير قطر معتاد على إقامة مثل هذه الولائم على شرف المشايخ والأئمة مرة كل عام.
الأزمة في العواصم العربية إستمرت و (في ظل إصرار هذه الدولة على التمادي في السياسات التي تنتهجها ) حسب رأي نواقشط يجب قطع العلاقات معها .
ثم أكدت وكالة الأنباء الموريطانية النبأ الذي صدر في بيان لخارجية البلاد التي قالت
( إن نواكشوط تؤكد في كل المناسبات “التزامها القوي بالدفاع عن المصالح العربية العليا . وتمسكها الثابت بمبدأ إحترام سيادة الدول . وعدم التدخل في شؤونها وسعيها الدؤوب لتوطيد الأمن والإستقرار في وطننا العربي والعالم )
وقالت خارجية موريطانيا أنها قامت بحصار قطر مع أشقائها دول العرب إيماناً ( بضرورة تعزيز التعاون والتضامن بين الأشقاء . والتصدي لكل ما من شأنه تهديد الأمن والإستقرار في وطننا العربي)
وراحت نواقشط تتأسف لما صنعته قطر بالعرب فقالت و ( لكن وللأسف الشديد . دأبت دولة قطر على العمل على تقويض هذه المبادئ التي تأسس عليها العمل العربي المشترك )
ووجدت نواقشط أنه من الضروري أن تقول فقالت (سياسة الدوحة في المنطقة إرتبطت بدعم التنظيمات الإرهابية .وترويج الأفكار المتطرفة . وعملت على نشر الفوضى في العديد من البلدان العربية . مما نتج عنه مآسي إنسانية كبيرة في تلك البلدان وفي أوروبا وعبر العالم )
وظهر في بيان موريتانا حزنها العميق عن ما تم تدميره من أوطان عربية بأيدي قطرية (سياسة قطر أدت إلى تفكيك مؤسسات دول شقيقة وتدمير بناها التحتية .)
إسلك ولد أحمد إزيد بيه هو زوير خارجية موريتانيا وهو من قام بإستقبال عبد الرحمن بن علي ربيعة عجاج الكبيسي . سفير دولة قطر لدى موريتانيا.في يوم الفاتح من يونيو/حزيران 2017م . ومن خطاب موريتانيا وقرارها نستطيع الإستنتاج أن ذاك الموعد كان للعراك .ولكننا لم نسمع عن أنباء المعركة إلا بعد أسبوع. هذا رغم أننا سمعنا آن ذاك أنهما إتفقا على التعاون عن البر والتقوة بالسبل الدبلوماسية العصرية .
هذه السبل التي فقدت منها قطر حالياً تسعة سبل. لآنها خسرت العلاقة الدبلوماسية مع تسعة دول . هي السعودية، والإمارات، والبحرين، ومصر، واليمن، وليبيا، وجزر المالديف، ودولة موريشيوس. وموريتانيا . ثم الأردن الذي أعلن قبل قليل من مساء اليوم الثلاثاء 06حزيران/ يونيو أنه سيخفض حجم التمثيل الدبلوماسي في قطر .