بقلم : مصطفى الكومى
بحلول شهر رمضان الكريم تعم الفرحة والبهجة فى كل مكان و تنتشرفى كل شوارع مصر موائد الرحمن عند المغرب قبل الاذان .
فهل سألت نفسك يوماً ، ما هذه الظاهرة الطيبة ؟
ومن هو أول من سنها ؟
تعال معنا من خلال هذا المقال نعرف سويًا متى أنشئت هذه الموائد ؟ و من هو أول من سنها واقامها بشوارع القاهرة ؟
كان أحمد بن طولون مؤسس الدولة الطولونية كريماً سخياً ، يعطف على الفقراء والمساكين ، ويقدم لهم الطعام والشراب على مدار العام ، خاصة في شهر الصيام ..
وابتداء من عام 880 كان يأمر بإقامة موائد الإفطار للصائمين في رمضان , ويقدم فيها أشهى الأطعمة وظل 3 سنوات بعد توليه الحكم يقيم وليمة كبرى للأمراء والوجهاء وكبار المسئولين في أول شهر رمضان ..
وفي السنة الرابعة دعا جميع الأعيان والتجار والأثرياء إلى وليمة فاخرة تضم أشهى الطعام والشراب فلما فرغوا منها خطب فيهم وقال : “جمعتكم لأعلمكم طريق البر بالناس وأخبرهم بأنه يعلم جيداً أنهم ليسوا في حاجة إلأى هذا الطعام والشراب” .
وأضاف : “ ولكن آمركم من الآن أن تفتحوا بيوتكم ، وتمدوا موائدكم للسائل والمحروم ، ومن لاينفذ هذا الأمر يتعرض لأشد العقاب ” .
وأمر ابن طولون بأن يعلق هذا القرار في كل مكان ، وانتشرت من هذا الوقت موائد الرحمن ، واكمتد بها الزمان حتى الآن .
كان الأثرياء في عصر أحمد بن طولون يرسلون خدمهم إلى الطرق والشوارع والأسواق للبحث عن الصائمين و إحضارهم لتناول طعام الإفطار ، والطريف أنهم كانوا في بعض الأحيان يأتون بهم بالقوة لتناول الطعام إرضاء لسادتهم .
رأى أحمد بن طولون العمال المشاركين في بناء مسجده يعملون حتى الغروب فسأل مساعديه : متى يتمكن هؤلاء من إحضار الطعام لأبنائهم ؟ وأمر بصرفهم ساعة العصر ، وأصبح هذا الأمر تقليداً في شهر رمضان , وورث ابنه خمارويه الأمر عن أبيه , فقد كان يقيم موائد الرحمن للإفطار والسحور في الأماكن العامة وكانت هذه الوليمة بداية فكرة موائد الرحمن .. ومنذ ذلك العصر إلى عصرنا هذا تقام موائد الرحمن .