إعداد د/ محمد مأمون ليله،
هذه الفكرة التي اقترحتها وزارة الأوقاف؛ لاختيار مائة وخمسين إماما فكرة طيبة جدا، وتدل على رغبة في الإصلاح والتطوير، ولكن شانها وعابها -فيما فهمت- أنها تشترط حصول المتقدم على دورات الأئمة المتميزين، والتي تتطلب أن يكون المتقدم على الدرجة المالية الثانية على الأقل، وأن يكون ممن أمضى مدة خدمة فعلية لا تقل عن ستة أعوام، وأن لا يكون قد ارتكب أي مخالفة لتعليمات الوزارة ، وتم مجازاته عليها بأي نوع من أنواع الجزاء منذ 1/1/ 2016م حتى تاريخه.
وهذا الكلام وإن كانت له وجهة، غير أنه يقضي على فرص المساواة بين الأئمة،
ويحرم النابغ والمتفوق صغير السن من الالتحاق بها، وقد يكون له قبول وعلم وحسن سمت وبيان مما لا يجاريه فيه من هو أكبر منه.
والعلم قد يرزقه الصغير…. في سنه ويحرم الكبير
فما ذنب من على الدرجة الثالثة؟
فضلا عن أن هذا الكلام معناه أن الأئمة المجددين هؤلاء سيكون أغلبهم من أعمار الثلاثين فما فوق، والإعلام يتطلب أن يكون الذي يظهر فيه شابا تجري دماء الشباب في عروقه، حتى يجتمع الشباب عليه؛ لقرب عمره من عمرهم.
ثم اشتراط أن لا يرتكب ما يخالف تعليمات الوزارة هكذا على العموم أمر صعب، وما ذنب الإمام الذي تقصّده مفتشه، أو مدير مديريته، أو ارتكب مخالفات بسيطة تحدث من غالب الأئمة ، ولا ترقى إلى مستوى ما يدل على الإهمال، وانعدام الضمير؟
ثم ما هي ضوابط اختيار المديريات والقطاع الديني لبعض الأئمة؟
وأهم من ذلك كله أن تكون البرامج التي ستُدرس برامج فاعلة؛ ولهذا لا بد من عرضها على الشعب؛ ليقول المتخصصون قولتهم فيها، ويساهمون معكم بالنصيحة والإصلاح، والبناء والتشييد، فعلمٌ كعلم الحديث مثلا هل يمكن لي أن أطلع على برنامج التطوير فيه وهو من مرتكزات الخطبة الأساسية؟
وإذا كنتم ترغبون أن يكون هؤلاء الأئمة ممن يسمح لهم بالظهور الإعلامى وتنصيبهم بالمساجد الكبرى، وأن يكونوا قيادات، فلابد من إعلان هذه المناهج قبل تطبيقها، والمساواة بين الأئمة في التقدم إليها، كأن تكون مسابقة كبيرة تتاح لكل من أراد الاشتراك فيها، ويتم الاختبار على معايير وضوابط حاسمة من العلم وحسن السمت والتاريخ المنير، ثم يدخل المتفوق منها إلى البرنامج مباشرة، ومن هنا يكون المجتمع قد ساهم معكم في اختيار من سيوجهه، ويبني معكم بفكره ويده، ولن يكون عند الأئمة ضغائن في صدورهم، وسيعرفون قدر قياداتهم المستقبلية، وهذه نصيحتي لكم ورأيي أقدمه لكم بكل حب وأدب!