بقلم / الباحثة ميادة عبدالعال
مناخ المساواة والتكافؤ لا يشجع الإبداع والرغبة في التنمية المتواصلة. ومن المعروف أن الأفراد المبدعين يميلون إلى الرحيل عن المجتمعات التي تفرض عليهم ضغوطاً قوية تمنعهم من الاختلاف عن الآخرين.
إن الافتقار إلى المساواة ليس متوافقاً مع الحرية فحسب، بل إنه يأتي في كثير من الأحوال كنتيجة للحريه وانبعاث للامل… عـندما تشرق, تبـعثت أشـعتهـا الذهبية لتـنيـر العالم بـنورها لتـحـمـل لنـا مـع أشـعـتهـا يـوما جـديد ينـبــض فـيه القـلب من جـديــد ، ومـادامــت دقـاته مـتنـاسقة متــتـابــعـة تـحت جـناح نـاعم أبيـض رقـيق ، فـيه عـطر و لـمسة عـربية أصـيـلة ،خـالية من شوائب الغرب بـين يـدي إدارة قـد سـهرت الليـالي و الأيـام لتـلبي كـل الطـلبات لتـشـبع كـل الرغبـات ،قـاطعة عـلى نفـسها وعدا بل الحرية والنماء والارتقاء بوطن كم عانى من الازمات.
مـادامت شـمس الغـد سـتشـرق ، فسـتحـمل لـنا مـعهـا جـديدا سـيزيد مـن حبـنـا واعتـزازنـا لوطن و يجـعل مـنه فخراً.
في طريق أوحد ،مـضت سـفيـنة الوطن نحو الامل أبحـرت ، فـداع صيتـها ورِفعـت أعـلامهـا فصارت أسـطورة امل لـكن الدهـر قـد حـاول التـأثـير فـيهـا رغـم ذلك سـلمت لتشـع بـنورهـا ، فأنـارتـنا بـه وزادت نوراً و أنواراً لتصـبح وميضـا.
فبدأ الومـيض يشـع و يـبرز فـفـاق إشعاعه مـا تقـدر العـين على رؤيـته فـحوله مـن سـهر الليـالي إلى سـراب أنـيق !
إنهـا الخـطوة الاولى لأمـل الشـعوب, فعلى الرغم من أن المجتمع الحر يعترف بحدود للتفاوت بين الناس، إلا أنه يقبل وجود ذلك التفاوت لأنه يزود العديد من الناس بالأمل من خلال تبيان ما يستطيع الفرد أن يحققه من إنجاز من خلال القدرات والحظ – أو ربما حتى بالحظ فقط. إن التفاوت يضفي على المجتمعات الألوان والتنوع؛ وهو الذي يميز الدول الحية التي تتسم بالمرونة والإبداع.
وعلى هذا فإن التفاوت ليس سيئاً في حد ذاته، حتى ولو كان من الضروري أن نعمل على تقييد حدوده المتطرفة باسم المواطنة, بطبيعة الحال لا يجوز لنا أن نقبل الاستبعاد الاجتماعي أو استغلال الثروات الشخصية بهدف اكتساب السلطة. ولكن إذا ما كنا نريد الحرية، فلابد وأن ننظر إلى التفاوت الاجتماعي والاقتصادي باعتباره ثمناً مشروعاً وضرورياً يتعين علينا أن نتحمله ولنتمسك بالأمل