ابراهيم الحوتي
بنغازي ليبيا
تحدث تقرير أعده موقع إذاعة صوت أميركا «فويس أوف أميركا» عن انقسام بين وزراء الحكومة الإيطالية بسبب الجهود البحرية الجديدة
التي قررتها روما، والتي وصفها التقرير بـ«الخطرة»، لوقف تدفق المهاجرين من سواحل ليبيا الشمالية.
ويعارض بعض الوزراء فكرة إعادة المهاجرين وطالبي اللجوء، ومعظمهم من دول الصحراء الأفريقية إلى ليبيا مرة أخرى، ويعارضون أيضًا التعاون والتنسيق مع قوات خفر السواحل الليبي، لأن
«بعض منتسبي تلك القوات متورط مع شبكات تهريب المهاجرين»، وفق ما أورد التقرير أمس السبت.
ولفت تقرير «فويس أوف أميركا» إلى أن المهمة البحرية الإيطالية لا تواجه معارضة داخل روما وحدها، بل أيضًا داخل ليبيا، مشيرًا إلى تصريحات قائد الجيش الليبي
المشير خليفة حفتر «حذر فيها بالتصدي لأي سفينة بحرية إيطالية تقترب من مياه ليبيا الإقليمية دون تصريح».
وتواجه الخطط الإيطالية أيضًا انتقادات بسبب أوضاع المهاجرين داخل ليبيا، والانتهاكات التي يتعرضون لها في مراكز الاحتجاز من تعذيب واستغلال وقتل في بعض الأحيان تحت سمع حكومة الوفاق التي لا تستطيع تقديم أي مساعدات لهذه الجرائم ومنع الحلول المقدمة من مجلس النواب
ووافق البرلمان الإيطالي، الأسبوع الماضي، على إرسال بعثة بحرية محدودة إلى ليبيا لمساعدة قوات خفر السواحل في إدارة وتنظيم تدفقات المهاجرين ووقف شبكات التهريب، وتتضمن المهمة البحرية نشر سفينتين بحريتين في المياه الليبية الإقليمية.
إعادة المهاجرين إلى «الجحيم»
وأبدى نائب وزير الخارجية ماريو جيرو معارضته الشديدة للمهمة البحرية، وقال إن «إعادة المهاجرين مرة أخرى إلى ليبيا يعني إعادتهم إلى الجحيم».
وتابع أن «المهاجرين ينتهي بهم الحال في مراكز الاحتجاز تحت سيطرة مجموعات مسلحة، يستغلونهم لتحقيق أرباح. فإعادة المهاجرين إلى ليبيا لن تزيل الأزمة الإنسانية».
ودافع جيرو أيضًا عن عمل منظمات الإغاثة الإنسانية، والتي سبق وأن واجهت اتهامات بالتعاون مع شبكات التهريب في ليبيا، وتوفير
«خدمة تاكسي» مجانية للمهاجرين.
وترى منظمات الإغاثة الدولية أنها «تقوم بعمل من المفترض أن تضطلع به الحكومات الأوروبية، وهو إنقاذ المهاجرين من الغرق في البحر المتوسط». ومنظمات الإغاثة هي المسؤولة عن إنقاذ 40 % من المهاجرين في البحر المتوسط.
وقال رئيس منظمة «أطباء بلا حدود» توماسو فابري: «حكومات الدول هي المسؤولة عن إجراء عمليات البحث والإنقاذ في البحار، وهو ما لا يحدث، لهذا فإن أنشطتنا ببساطة تسد الفراغ التي تركته أوروبا».
وأبدت غالبية منظمات الإغاثة معارضتها على مسودة القواعد السلوكية التي وضعتها حكومة روما، ولم توقع سوى ثلاث منظمات من أصل ثمانية تعمل في جنوب البحر المتوسط.
«مستقبل غير واضح المعالم»
وأشار تقرير آخر أعدته شبكة «فوكس نيوز» الأميركية إلى عدة معوقات تقف أمام نجاح الجهود الإيطالية الأخيرة، وأهمها «أن الوضع في ليبيا مازال هشًا للغاية، ولهذا فإن مستقبل الخطط الإيطالية غير واضح المعالم بل وخطير».
وأوضحت «فوكس نيوز» أن «ليبيا تضم حكومتين متنافستين، إحداهما لا تريد سفنًا إيطالية في مياه ليبيا الإقليمية. وحذر خليفة حفتر من دخول أي سفينة إيطالية مياه ليبيا».
ونقل التقرير تصريحات الناطق باسم مجلس النواب عبدالله بلحيق قال فيها إن «مجلس النواب يحذر ضد محاولة الحكومة الإيطالية لتصدير أزمة الهجرة غير الشرعية من أراضيها إلى داخل ليبيا بإعادة عشرات الآلاف من المهاجرين».
ووصل قرابة 95 ألف مهاجر إلى إيطاليا قادمين من ليبيا منذ بداية العام الجاري، وغرق نحو ألفين آخرين. لكن بيانات حديثة نشرتها وزارة الداخلية الإيطالية أوضحت تراجعًا ملحوظًا في أعداد المهاجرين العابرين للبحر المتوسط خلال شهر يوليو الماضي مقارنة بشهري يونيو ومايو.
وخلال الأربع سنوات الماضية، وصل 600 ألف مهاجر إلى جنوب إيطاليا، وهو ما سبب ضغطًا كبيرًا على نظام الطوارئ بروما، وأوصله إلى «نقطة الانهيار» وسبب توترًا سياسيًا كبيرًا بين الأحزاب.