كتب د.حاتم نظمى
كما تعودنا من سنوات طويلة نجد كل اربع سنوات انشغال كبير من المواطنين العرب وعامة الناس فضلا عن المحللين والمفكرين والكتاب السياسين بانتخابات الرئاسة الامريكية.ونبدأ فى البحث والنقاش الحاد والخلافات ايهما افضل ..هل الافضل لنا كعرب ان يكون الرئيس الامريكى الجديد ينتمى للحزب الديمقراطى ام ان ينتمى للحزب الجمهورى؟
وقبل الاجابة على هذا السؤال اود القول ان المواطنين العرب بصفة عامة والمواطن المصرى بصفة خاصة اصابه السأم من تكرار تلك الدراما المملة المعروفة نهايتها والممجوجة كل 4 سنوات وإن تغير ابطال العمل الدرامى وشخوصه دون ان يتغير سطر واحد فانا لم اجد فرقا يلاحظ بين ريجان وكارتر او بين هيلارى كلينتون ودونالد ترامب.فالجمهوريون والديمقراطيون كلاهما وجهان لعملة واحدة.
ولن انسى عندما دخل باراك اوباما البيت الابيض وهلل العرب والمسلمون بانه ذو اصول عربية اسلامية واستقبلته مصر بجامعة القاهرة وكان احتفالا كبيرا ولم ينفذ شىء من كلامه او وعوده الانتخابية.ومن المعروف ان تلك البلاد المتقدمة بها سياسات وبرامج ثابتة وليست مرتبطة باشخاص.فامريكا واسرائيل والاحزاب الكبرى بها لها سياسات ثابتة ينفذها الاشخاص بدقة ولا تحكم تلك البلاد بالهوى او الرؤى الشخصية.ولا ننسى ايضا ان هناك لوبى صهيونى كبير ومؤثر بشدة على الراى العام والناخب الامريكى لانهم يملكون وسائل الاعلام ويتحكمون بالاقتصاد ولا يستطيع اى شخص ان يصل للبيت الابيض دون دعم ومساندة اللوبى الصهيونى.اما العرب والمسلمين فحدث ولا حرج انه لاتاثير يذكر لهم.ولذلك من الطبيعى ان الرئيس الامريكى ينشد ود وتحقيق مطالب وحماية هذا اللوبى الصهيونى.وفى المناظرة التى تمت بين هيلارى كلينتون ودونالد ترامب نجد انه لم يتم ذكر القضية الفلسطينية ابداا وذلك دليل على قوة اللوبى الصهيونى كما ذكرت والضعف العربى.
واذا كان ترامب يرشح نفسه كعدو صريح وكاره للعرب والمسلمين فان البعض ينسى ان هيلاى كلينتون ليست اقل عداء وكراهية من ترامب ولكنها فقط تتجمل ظاهريا ودليلى على صحة كلامى ماورد بمذكراتها المنشورة من فترة والتى قالت فيها انها ايدت نشر الفوضى فى العالم العربى وقالت انها ترى فى ثورات الربيع العربى كما تسميها مثالا ناجحا لنظرية القوة الذكية وانه على العالم كله ان يدرك ان امريكا ساعدت وساندت هذه الثورات واسهمت فيها عبر توظيف الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعى وكشفت عن اجتماعات عقدها المسئولون الامريكيون مع مسئولين عن تويتر وفيس بوك وسكايب وقد شمل البرنامج 18 بلد لتطوير وسائل الاتصال الحديثة التى ستضمن نجاح استراتيجية القوة الذكية لتلبية اهداف الاستراتيجية الامريكية.
وبرأى الخاص انه لافرق يذكر بين دونالد ترامب وعنفه الظاهر وبين هيلارى كلينتون وسياستها الناعمة واذا نظرنا الى المشهد العربى بعد 5 سنوات من الربيع المزعوم نجد اننا لم نر للربيع اثرا وانما وجدنا خرابا وفوضى وعنف ودمار وموت.
وفى النهاية اود القول انه لايوجد رئيس امريكى يهتم بالشان العربى ولايوجد مواطن امريكى يهتم ايضا بنا وانما لابد ان يكون لنا نحن العرب تاثير ودخول فى لعبة الانتخابات عن طريق رجال الاعمال والاقتصاد والبورصات والاستثمار فى امريكا وايضا السفارات العربية والقنصليات بامريكا ومقابلة مرشحى الرئاسة وعقد صفقات معهم على تاييدهم فى مقابل دعم المصالح العربية كلها ودعم القضايا العربية بالمجتمع الدولى والمنظمات الدولية وتحقيق التوازن بين اسرائيل والعرب فى موازين القوة.