امرأةٌ وذاكرةْ _ بقلم / وليد.ع.العايش
وإني أُحِبُّكِ أكثرَ
منْ حبي لنفسي
وأُحِبُّ الحياةَ كأنتِ
كحُبِّ سهرتي المُتنكرةْ
ورُبّما كأوراقيَ المُبعثرةْ
في سماءٍ عنيدةْ …
وأعلمُ بأنَّ مَنْ
لم يُجرِبَ حُبّ أنثى
لا حياةَ لهُ
أو لعلّهُ لا يُشبهُ
إلاّ خيوط الفجر
وبعض صهيلِ الثرثرةْ …
وإنّي لأرجوَ
أنْ أُحِبّكِ أكثرَ
من دمي
وألهو معكِ كما
لهوتُ مع دُميةٍ
كانت هديةُ أمّي
أذكرُ بأنّها كانتْ
دُميّةً حسناءَ مُعطّرةْ …
كَحُبِّ غُصنٍ ولِدَ لتوِّهْ
منْ رَحمِ جذعٍ
كادَ أنْ يستسْلِمَ للفناءْ
فهو لم تعدْ تُعجِبْهُ
شفاههُ اللا مُتحضرةْ …
وإنّي أريدُ أنْ أكتُبَ
عنكِ ، وعني , ولكِ …
رسائلي القصيرةَ , والطويلةْ
وأسافرُ عبرَ زوارقي
إلى مقهاكِ الذي
مازالَ قائماً بحجارهِ
المُتصحرةْ …
أخبريني كيفَ ذهبتِ إليهِ
كيفَ لثمتْ
شفتاكِ … شفتيهِ
كيفَ كانَ العناقْ …
ألمْ تتذكري حينذاكْ
وجعَ نزْف الفراقْ
سوفَ أُدوّنُ
على آخرِ ورقةْ
من أوراقِ قلبيَ الخريفيّ
بأنّكِ أُنثى
لا تشبهُ باقي النساءْ
سأكتبُ أنّكِ
أنثى عجفاءَ , مُتحجّرةْ …
وإنّي أُحِبُّكِ
وأرجو أنْ
لا أكون قسوتُ
ففي حُبّكِ
ولعٌ
ونهمٌ
ومطرُ
يخترقُ أسوارَ الحُنجرةْ
وسأكتبُ أيضاً
بأنَّ مَنْ لمْ يُجرِبَ
غدرَ النساءِ
فليَزُرْ منْ وقتهِ
ضفافْ أُمِّنَا المِقْبَرةْ …
_________
٢٦/٦/٢٠١٩