هما يمامتان أكرمنى الله بمولدهما فكانتا عوض عن شريكة العمر التى فارقتنا بجسدها ومازالت روحها الجميلة هائمة من حولنا ،
مرعام ونصف على رحيلها فنذرت نفسى وسعادتى من أجلهما وسعيت سعيا حثيثا أن أكون لهما عوضا عن بعض حنان أمهما غير عابىء بسعادتى فى مقابل سعادتهما بل غير مكترث بحياتى إلا أن أكون لهما الحياة
وها أنا اليوم أزف إحدى اليمامتين إلى عشها السعيد ففى يوم عرسها تملكتنى الدهشة حيث توارت ملامح ابنتى لتحل مكانها ملامح وقسمات وجه أمها فأصبحت حاضرة ماثلة فيها وكأنى بها لم تكتف بالحضور بل تجسدت صورتها وتمثل جمالها فى ابنتى فرأيت فيها صورة أمها وقد عادت للحياة فأيقنت أن إرادة الله إن شاءت لأحدنا أن يفارق أحبته لم يحرمه من أن تطوف روحه بهم تشعر بهم وتفررح لفرحهم
لقد رأيتنى يوم عرسها وقد نازعنى شعوران شعور الفرحة لفرحها ممزوج بشعور الحزن لأنها ستفارق عشها الذى تربت ونشأت فيه إلى عش جديد لكننى طاردت أنانيتى بأن تظل معى بعد أن آثرت سعادتها التى لمحتها مرتسمه بعينيها ولم يخفف من مشاعرى المتناقضة تجاه يوم عرسها إلا أن الله قد جعل لى يمامة أخرى هى أختها وتوأمها القلبى والوجدانى ، حيث صارت لى الآن كرافدين أجد في أحدهما صورة كل جميل من ذكريات الماضى وفى الآخر حنان دفاق يفيض به قلبها
بوركت لى اليمامتان اللتان طبعت فيهما مصر من جمالها الآخاذ وأفرغت فيهما من سحرها مايعجز القلم ويجمد البيان عن وصفه أو التعبير عنه