كتبت ناريمان حسن
الحمد لله الذي وهبني العقل لكي أفكر به، ووهبني لسان لكي أعبر عما يدور في عقلي في هذا الموضوع الشيق الذي تمنيت كثيرًا أن أتحدث به، فإن أرض مصر تضم الكثير من الأديان والتي تعيش معًا في كل ترابط وفي مودة وود، مهما أدعى المدعون، ومهما أنكر ذلك الشامتون والحاقدون، ومهما حاول الإرهاب التفريق بين المسلمين والمسحيين الذين يعيشون في كل تسامح ومودة على ارض واحدة، أرض تجمعهم على الفرح والحزن، أرض تجمعهم على ضحكة واحدة وعلى دمعة واحدة، يعيشون معًا في تسامح ومودة، ويتقاسمون كل شيء حتى أنهم يتقاسمون الفرح ويتقاسمون الحزن، يقفون معًا ضد أي عدوا يحاول أن يعتدي على أوطانهم، يدافعون عنها معًا ويفدوها بأرواحهم، ويعيش المسلمون والمسيحيون في ترابط وفي سلام وطني، وفي محبة ووئام، وذلك منذ أن دخل الإسلام مصر تحت شعار “الدين لله والوطن للجميع” وتحت هذا الشعار ترابط المسلمون والمسيحيون وسالت دمائهم دفاعًا عن هذا الوطن، وقفوا معًا في كل شيء، وفي كل لحظات الفرح والحزن، ولقد أوصى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بأقباط مصر خيرًا، وذلك لأن لهم ذمة، وهذا أكبر دليل على أن دين الإسلام هو دين تسامح ومودة، وليس دين عنف وقتل وتفجير كما يدعي الآخرين، بل إن دين الإسلام يأمرنا بالتسامح والترابط، ويأمرنا بعد الاعتداء على أهل الذمة، ولقد ناسب الرسول صلى الله عليه وسلم أهل مصر في المنيا، وذلك بزواجه من السيدة ماريه القبطية.
ولقد عاش المسلمون والمسيحيين شمالًا وجنوبًا حيث يعملون يدًا واحدة، ويتبادلون الزيارات، وكفاحهم على طول التاريخ مشهود له بالتضحية من أجل القيم العليا، حيث أنهم كانوا يقفون معًا في كل الثورات، ويثورون ضد أي نظام ظالم، ويعرضون كل أفكارهم ومطالبهم التي يرغبون بها، وهذا الاتحاد كان قوة كبيرة، قوة تجعلهم يحصلون على كل ما يرغبون به، وذلك مثل الذي حدث في ثورة 1919 التي كان يزعمها (سعد زغلول) وكان معهم في هذه الثورة الكثير من الأقباط، ولقد نفي سعد زغلول خارج البلاد، ونفى معه بعضٌ من الأقباط أيضًا، والحروب المتواصلة ضد الصهاينة التي كانت للدفاع على الوطن عندما كانوا يرغبون في الاستيلاء على سينا، وعندما كانوا يذكرون أن سينا لهم، وحاربوا في عام 48، وأيضًا في عام 56، وفي عام 67، وفي عام 1973 لقد مات بها الكثير من المسلمين والأقباط دفاعًا على أرض الوطن، وفي الفصل الواحد في المدرسة وفي الجامعة يدرس معًا المسلمون والمسيحيون، وأيضًا في كل الوظائف تجد مسلمين ومسيحيين يعملون معًا، والصحفيين أيضًا منهم المسلم والمسيحي يعيشون معًا بكل ترابط ووحدة ومودة ويعيش الجميع في حب ومودة، ويندمجون مع بعضهم البعض وكأنهم نسيج واحد، تربط بينهم الوحدة الوطنية، حيث أن المسيحيون يقيمون موائد الرحمان للمسلمين في رمضان، ويفطرون معهم أيضًا.
والذي قد حدث في سوهاج ما هو إلا سحابة سوداء قد خيمت علينا، والتي قام المضللون الذي يبتغون من هذا التخلص من الوحدة الوطنية والقضاء عليها، بعمل مثل هذه الجريمة، ولكن عيون رجال الأمن دائمًا يقظى لترعى هذه الأمة، ولقد عرف المصرين السيدة مريم بكلمة واحدة وهي: «ستنا مريم الطاهرة البتول» والسيدة مريم لم تجد مكان تأتمن به من غدر اليهود سوى أرض مصر وبالتحديد في منطقة المطرية، وما زال يزرع المسلمون والمسيحيون زهرة التسامح في مصر ويشرب ويرتوي منها كلٌ من المسلمين والمسيحيين، وقد قال رسولنا الكريم: «إذا فتح الله عليكم مصرفا استوصوا بأهلها خيرا فان لي فيهم نسبا وصهرا وإنهم في رباط إلى يوم القيامة» وبعد هذا التاريخ العريق من الترابط والمودة بين المسلمين والمسيحيين، يرغب بعض الحاقدين التوقيع والتفكيك بينهم، ونشر الفتنة وتقسيم، وزرع الحقد والكره في قلوبهم، من المستحيل أن يحدث هذا الأمر، ومن المستحيل أن نعطي لأحدً فرصة لكي يوقع بمصر بلد الترابط والتسامح، البلد التي أوصى بأهلا رسول الله صلوات الله وسلامه عليه، وفي ختام هذا أرجوا من الله أن يحفظ أرض مصر ويحفظ شعبها الكريم، ويرعاها من الفتنة، ومن حقد الحاقدين، ومن مكر الماكرين، ويحفظها من كل الأعداء والكارهين