بقلم \ حربى العامرى
للوطن مكانه عزيزة فى قلب كل المنتميين اليه وهذه المكانه هى بمثابة الحنين والشوق الذى يشعربه أبناء الوطن وخاصة المغتربين منهم وهو يجرى فى عروقهم مجرى الدم وهى حالة تعبرعن اهله وتماسكهم وتوادهم وتراحمهم فيما بينهم وعشقهم له ولترابه وهوائه ونيله والتى تفوق كل شعوب الدونيا وهذا واقع …
وحب الوطن ليس شعار يرفع وفقط ولكنه جزء من الدين فلقد اوحى الله تعالى لنا ذلك فى كل الكتب السماوية وأنه أمانه وأن من يموت دفاعا عنه فهو فى منزلة الشهيد وهى منزلة عالية فهومع الانبياء والصدقين فى الجنه باذن الله.
وهناك طرق كثيرة وميادن واسعه لخدمة هذا الوطن والحفاظ عليه فى المكانة التى تليق به وبأهله وتاريخه العريق..فهناك الجنود الذين يسهرون على حمايته ويموتون دفاعا عنه .وهناك العامل والصانع الذى يضحى بسنوات عمرة كفاحا من اجل رفعته وعلو شانه. وهناك الفلاح الذى يروى الارض بحبات عرق جبينة لكى تخضر وتزدهر وتثمر أرضه ويزيد خيره. وهناك الطبيب والقائد والقاضى وهناك الكثير من أصحاب الحرف والمهن والوظائف الذين يضحوا بكل نفيس وغالى من اجل أوطانهم.
ولكن يبقى عنصر مهم فى هذا الوطن يترتب عليه صلاح كل ما ذكر سابقا والذى لايقل اهمية فى دوره عن أدوار هذه الفئات السابقة بل يتفوق عليها لانه هوأساس وعنصر فعال فقيام كل هذه الفئات بدورها بشكل كامل وصحيح…
وهو المعلم وعلمه ودوره التعليمى صاحب المهنه المقدسة والتى ذكرها الله تعالى فى القرأن ورفع شأنها وشأن من يؤديها فقال وهو أصدق القائلين (انما يخشى الله من عباده العلماء) و (وقل رب زدنى علما) و(قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لايعلمون)و(يرفع الله الذين امنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) صدق الله العظيم
وفى الاحاديث النبوية المشرفه يقول الرسول الكريم صل الله عليه وسلم(ان العلماء هم ورثة الانبياء)و(وفضل العالم على العابد كفضلى على أدناكم) و(فى موطن اخر قال الرسول الكريم وهو يسأل اصحابه هل تدرون ما ذهاب العلم؟ قال هو ذهاب العلماء من الارض) وهذا التكريم من الله ورسولة للمعلم والعلماء للدور الكبير الذى يمكن ان يقوم به فى اصلاح شأن الامه بأسرها.
فللمعلم مكانه وفضل عظيم فى المجتمع وفى الامه بأسرها فهو الذى يربى الاجيال وينشئ التنشئه السليمة ويعلمهم القرأه والكتابة وهى مفتاح الابحار فى العلم ويزرع فيهم القيم الايجابية وحب الوطن والحفاظ على ترابة والدفاع عنه ضد كل معتدى.
وفى المقابل فان الاهتمام بالمعلم يحتم علينا ان يكون هناك اهتمام متوازى بالعلم من حيث انواعه واشكاله وسبل تحصيله والارتقاء به وعمل الدراسات والابحاث لتطويره واعلاء شأنه وقيمته فى المجتمع وتقديم كافة اشكال الدعم للعلم والمعلم والطالب معا لانها دائره متصلة من الاهتمام تبدأ بالمعلم وتنتهى بالطالب وبينهما العلم وهى اهم العناصر فى نهضة المجتمعات وتطورها وتقدمها.
فلاشك ان العلم هو احد اعمدة بناء الامم وتقدمها وهو ضرورة من ضروريات الحياة كالمأكل والمشرب والهواء وغيرها . واهمية العلم لا تتوقف عند تحصيل المعلومات وفقط بل تتعدى الى ابعد من ذلك وهو العمل على تطبيق هذه المعلومات وتفعيلها على ارض الواقع ..فبالعلم والبحث العلمى يتحقق النجاح فى القضاء على كثير من المشكلات العصرية التى تواجه الامم والشعوب مثل الفقر والمرض والجهل والتخلف والادمان والعنف وغيرها من الامراض الاجتماعية ..واذا نظرنا من حولنا الى الدول التى أستطاعت فى غضون سنوات قليلة أحداث نقلة حضارية علمية واقتصادية على كافة المستويات نجدهااعطت التعليم جل اهتمامها وجعلت منه مشروع قومى وأمن وطنى ووضعت له الخطط والاستراتجيات القومية المحدده بتوقيتات زمنية واضحة وباليات تتمشى مع واقع وامكانياتها المادية والبشرية وخصصة له الميزانيات الماليه المناسبة وبالقدر الكافى لاحداث نهضة شامله به.
بعيدا عن الشكلية والمظهرية والاهداف الشخصية والتطوير بلا اهدف محددة اوأراده حقيقية لنجاحه او محاربته من فئات مستفيدة من بقاء الوضع على ما هو عليه والروتين والبيروقراطية البغيضة والاهتمام بصاحب الفكرة دون النظر لمدى جدواها والظهور امام الكاميرات او على الشاشات وصفحات الجرائد والمجلات والصراع على المناصب والكراسى او عمل ندوات واجتماعات فى الفنادق والقاعات الفاخره وتوزيع الشهادات والاوسمة والنياشين والناتج ليس على القدر المطلوب والملموس علي ارض الواقع وهذا ما يجعل المجتمع غير مبالي بكل ما يحدث …
افيقوا يرحمك الله فحب الوطن اسمى من ذلك بكثير….