مصطفى السبع
فى قديم الزمان كانت هناك مؤسسة كبيرة تهتم بالهواه فى جميع المجالات (صناعة-رياضة -تجارة- ثقافة) وفى يوم من الايام أحس رئيس هذه المؤسسة بالتأرجح فى إقتصاد البلد وشاهد تكاسل من خلال العناصر البشرية التى تعمل بالمؤسسة والمؤسسات الاخرى حتى وصل بهم الامر الى الاستسلام لهذا التأرجح وباتوا واقفين فى مكانهم محلك سر بل اصابتهم عقدة التفكير فى ابتكاراتهم لممارسة أعمالهم ثم جلس رئيس هذه المؤسسة مع نفسه وبات يفكر حتى وصل الى حل لانقاذ الموقف .
ثم خطر بباله سؤالا لماذ لا يتم الاستفادة بالهواه واصحاب الفكرة فبدأ فى الاعلان عن مسابقة كبرى سوف يتم تجهيزها للكشف عن اصحاب الفكره والهواه فى جميع المجالات وتوزيع جائزة كبرى للفائزين المتميزين أصحاب الابتكارات والفكر الجديد الذى يفيد المؤسسة.
فقد تنافس اعدادا كثيره بتلك هذه المسابقة فظهر الحرفى الذى يمتلك حرفة ولا يستغلها فبدأ يبتكر فيها حتى ابتكر عملا جيدا يفيد زيادة عجلة الانتاج بالمؤسسة .
وظهر الرياضى الذى بذل كل جهده للفوز بالمسابقة الرياضية حيث كان يسكن بداخله الجهد المتوفر الذى كان يتكاسل عن الاستفادة به وبعدما فاز بالمسابقة بثت فيه روح النشاط وتطلع للصعود الى مسابقات كبرى للمنافسة عليها بأسم مؤسسته حتى تمكن بالظهور بالمظهر اللائق لمؤسسته بسبب نجاحه فى الرياضة.
وفى التجارة كانت هناك مسابقة أخرى تنافس فيها اكثر من شخص يمتاز بالاعمال التجارية التى تحتاج الى حسابات كثيرة وكبيرة فبدأو فى الابتكار اولا ثم فى تداول تجارتهم وايضا فى ترتيب الحسابات المالية حتى وصل بهم الأمر الى اكتشاف الصندوق الذى يمطر عليهم ذهبا بعدما استغلوا كفائتهم وخبرتهم فى التجارة والتعاملات الحسابية ثم بدات المؤسسة أيضا فى تزايد وتطوير .
وفى الثقافة تنافس أيضا البعض الذى يجيد التعامل مع الآخريين باللغه وترتيب الكلمات وتنسيقها فقدم اكثر من شخص بحث يحث فيه الجميع بروح المعاونة والحب المتبادل للعمل تحت راية واحده للنهوض بها الى اعلى الدرجات فقد ظهر على البعض علامات التفوق الذهنى والفكرى وكيفية التعامل مع الازمات والقيام بحلها فى نفس التوقيت فكان علمهم وثقافتهم لهما فضلا كبيرا فى توصيل المعلومات للآخريين من خلال خريطة مبسطة ومرتبة لتحديد مسارهم نحو طريق النجاح والتفوق فكان من شروط الفوز بهذه المسابقة الثقافية هو البحث الجيد و الاكثر قناعة للآخريين ومدى تأثيره عليهم من ناحية التغيير من الأفضل للأفضل وفى هذه اللحظة وبفضل هذه المسابقة ظهرت كل هوايات الانسان المدفونة داخله والذى يتكاسل عنها ويأبى ان يستخدمها لكى تعود عليه بالايجاب اولا ثم الاخريين من حوله ثم المؤسسة التى يعمل بها ثم الوطن الذى يعيش فيه .
فنجحت تجربة رئيس المؤسسة الذى اكتشف عناصر كانت مدفونه ومغمورة وتم ظهورها الى النور وكانت مفيدة للجميع من الناحية الشخصية والعامة…
وعندما انتهت المسابقة لن يعلن رئيس المؤسسة عن الفائزين بل وجه لجميع المشتركيين الحضور للحفل وتوزيع الجوائز على المتسابقين الذين تم اعتمادهم من خلال لجنة كانت تتابع المسابقة وقد تسائل الجميع قبل بداية الحفل عن الاسماء التى تم اختيارها للفوز بالمسابقة ولكن رئيس المؤسسة كان له راى آخر وهو الاعلان عن الفائزين وقت الحفل والجميع راقب مراثون هذا الحفل بصمت وانتظار النتيجة والجميع عنده أمل بالفوز و فقد قام رئيس المؤسسة بالقاء كلمة الافتتاح وشكر الجميع على الجهد المبذول منهم الذى افاد المؤسسة من جميع الجهات ثم بدأ الاعلان عن النتيجة وقد قام بإهداء درع المسابقة للفائز وتوزيع شهادات تقديرية لكل من شارك بهذه المسابقة وقام بتحويل مبلغ مالى رمزى للجميع فكان من وجهة نظر رئيس المؤسسة ان الجميع اجتهد وعمل واخرج هوايته فى مساعدة المؤسسة حتى ظهرت المؤسسة بهذه النتيجة الايجابية فلابد من مكافئة الجميع على هذا المجهود المشرف فكان فكر رئيس المؤسسة ان التكريم لشخص ليس فى صالح العامه فالتراضى لكل من اجتهد وعبر عن هوايته له تقدير أيضا حتى يبث فيهم روح العمل والمواصلة نحو المزيد من الابتكارات فى الاعمال الناجحه والحث على تعميق العلاقات بين الجميع ووصولهم الى ثقافة محترمه معقمه تعقيما سليما ضد اى أضرار تضر الجميع وتضر المؤسسات.
فانتهت هذه التجربة بالنجاح من خلال مؤسسة وصل رئيسها الى هدفه الذى كان يخطط له فأصبحت المؤسسة فى تطوير ونجاح وازدهار فما بالك لو تمت هذه التجربة من رئيس دولة فماذا تكون الدولة وماذا يكون شعبها؟