من بين ما ستبنى عليه أسس وسياسات الماكرونية في حالة ما أصبح الوزير الصغير رئيساً صغيراً. هو هذا الحل الذي سيلجأ إليه إيمانوال ماكرون .في حالة فوزه في الإنتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة و( “سيرغم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على إحترامه، وسوف يخاطبه بصوت مسموع”.)
و( “شريطة تنفيذ الأخيرة إلتزاماتها”.) سيكون هناك مقابل .وهو الرفع التدريجي للعقوبات الأوربية المفروضة على روسيا . الأخيرة التي يقودها بوتن. والذي لم يرد على الغرب وأمركا بردود قوية جداً بإستثناء تطبيق الحصار الروسي على الغرب وأمركا . قد تكون بالنسبة لماكرون دولة من الغباء حصارها إقتصادياً. وقد يساعدها على رفع الحصار عنها كما أشار في أخر كلام له.
ومن بين أخر كلام له توجد إجابة عن سؤوال موجه له من قبل الصحافة . حول السبب من وراء ثقته بإحترام بوتين له . وكان الرد عن السوؤال هوأن ماكرون (“ليس مديناً لبوتين بأي شيء”) ولهذا سوف تكون روسيا مجبرة على إحترام ماكرون .
وكأن روسيا ليست الدولة الكبيرة التي تنقذ نفسها وحلفائها بالفيتو . وكأنها تلك الشرقية المستباحة .التي لا تستطيع أن تهز أركان الماكرونية .كانت روسيا في نظر رئيس دولة فرنسا المحتمل. إيمانوال الذي لا يرى أن روسيا نفخت فيه من روحها ( “لا أرى أي مسوّغ يجعلني تابعاً لروسيا وواقعاً في حبها، كما لا أرى مبرراً للسماح لها بالتصرف بما يتناقض مع القانون الدولي”.)
ولآن ماكرون خدم في حكومة هولاند .ويعرف أن فرنسا حالياً لا تريد تكريس دعمها لآنظمة غير دمقراطية. أو ديمقراطيتها ليست غربية. وتريد الإبتعاد عن الظلم في القضايا التي يلزمها الإنصياع إلى قرارات أقرها القانون الدولي . ومن بينها المعنية بالإستيطان الإسرائيلي في فلسطين ووجود بشار الأسد في السلطة وأوكرانيا وملفها بأكمله . قال ماكرون أنه لا يريد أن يكون في عالم الغد فرنسياً بدون صوت تسمعه روسيا وكما يلي:( “إذا ما انتخبت رئيسا لفرنسا، فإنني سأفصح لبوتين بحزم ووضوح عن نيتي تبني خطاب مسموع، بما يخدم فض الأزمتين الأوكرانية والسورية المنغمسة فيهما روسيا”.)
ولا يجوز أن تكون الولايات المتحدة قد إذاعت أنباء عن تضررها من التدخل الروسي في الإنتخابات الرئاسية الماضية . ثم يسكت ماكرون عن ما يراه من تدخل روسي في الإنتخابات الرئاسية . وهذا يعني أن ماكرون يلعب بطريقة الكبار في الإنتخابات . وليس أمامه إلا أن يطبق خطوات الأمركين في الرد على الأعداء الذين قال لهم أنه سيكون ضدهم بعيداً عن العدوانية و( “سوف أؤكد لبوتين أنني سأعنى بحماية مبادئنا بمعزل عن العدوانية ولكن بلا تنازلات. أنا الوحيد القادر على دفع الرئيس الروسي لاحترامي، وذلك نظرا لأنني لست مدينا لروسيا بحملتي الانتخابية المشوبة بالتدخل الأجنبي”.)
وفي روسيا بقية من أمل في ولاء الرئيس الفرنسي القادم لها. لآنهم أوفياء لها وهم مارين لوبان، وفرانسوا فيون، وجان لوك ميلانشون الذين قال عنهم موقع capital الفرنسي. أنهم على عكس ماكرون يفاخرون بكون بوتن صديقهم .