بقلم... نسرين يسري
من هنا وهناك وما بين كتابة كلمات حزينة على ورق ابيض، وما ذات اليد التي تكتب، ما بين بدء عمل عداد الالم ثم الى نشوء علاقة متينة بين الشخص بين الحزن والالم قد يكون اتخاذ ذلك القرار الصعب امر لا مفر منه
هل الانفصال هو الذى يعطى لنا السعادة اما التعاسة ؟ وما هي اقسى الظروف التي قد يعايشها الانسان ذكرا كان او انثى هناك من سيقول انها الضائقة المالية، والبعض الاخر سيقول بل انها الشعور بالوحدة، الا ان الاغلب سيناقض المقولتين ليذهب الى القول وبتناقض جديد اما انه الالتقاء بالشريك وايجاده اصلا، او الانفصال عن ذاك الشريك وفراقه، وفعليا تعتبر قدسية العلاقة بالشريك عند الانسان امر جالب للسعادة او التعاسة له وللمتاعب، فهو امر ليس باليسير و ليس بالسهل، امر قد يزيل المعوقات والعقد ويزرع الورد في في حياة الانسان أو على العكس قد يعمل على زرع الشوك في حديقة منزله، أما الامر الطريف والمبكي المضحك في ذات الوقت، انه احيانا نشوء العلاقة تجلب السعادة، وفي احيانا اخرى الانفصال هو ما يجلب هذه السعادة فيقال احيانا اخر العلاج البتر وفعليا قد يكون هذا البتر هو بداية لجذور جديدة قد تنشأ عنها اطراف وعلاقات اكثر نجاحا، فالالم لا يزول ، ولكن كيف سنعالج امر هذا الفراق هل سيكون صعبا، او سهلا، هذا الامر يعود في النهاية الى الشخص نفسه، وطريقة تعامله مع الامر وعلاجه لمستويات الالم، فهناك من يستطيع الحفاظ على مستويات الالم حتى المستوى الاول، وهناك من قد ترتفع هذه النسبة حتى تصل الى مرحلة الاكتئاب والوحدة، والحاجة الى العلاج النفسي حتى يكون الانفصال اقل ايلاما بعض الشيء ولا يحتوي على علامات كسر بين الطرفين، وحتى تتم المحافظة على خيط بسيط من العلاقة على الرغم لا شيء قد يعمل على جعل الخلاف والانفصال بين الشريكين ذو قسوة وشوكة ويؤدي الى الالم الشديد بينهما مثل ان يقوم كل الطرفين بتوجيه اللوم ناحية الطرف الاخر، مبررا ذلك بإنه ليس الشخص المخطئ، وعلى العكس من ذلك فالافضل ان يتقبل الشخص ان يوجه لنفسه اللوم او يتقبل الملامة من الطرف الاخر، حتى لا يصل الى النقطة التي قد تتحول اللقاءات بين الطرفين الى مواجهة وساحة لتوجيه قذائف اللوم، فحتى لو كان هذا الشخص يعلم انه ليس الملام وانه ليس خطاءه، ليس هناك ما يمنع ان يقول نعم انا المخطئ او انت تستحق شخص افضل مني مع الحديث بصيغة الشعور بالذنب وليس الذنب نفسه لم يكن الامر سهل عندما يقرر الطرفين الانفصال، وانه اجراء لا بد منه بعد ان وصلت العلاقة الى نقطة لا يمكن الاستمرار فيها، عليك ان تتجنب التساؤل بـ لماذا ؟ او كيف حدث هذا؟، فهذه التساؤلات قد لا تصل الى اي طريق، ولن تعطى العلاج الى المشكلة اصلا، بل انها ستكون كمن سيذهب في طريق اوله النقطة اي ضمن دائرة مغلقة، والافضل ان يتوجه التساؤل الى كيف امضي قدما في الحياة، فحتى العلاقات التي كانت في الاصل متينة معرضة الى الانهيار، وهذا لا يعيبها، بل كل ما في الامر ان الوصول الى نقطة النهاية كان امر محتم، فبعض العلاقات تصل الى النهاية بعد عشرين عاما من بدايتها، ولهذا يجب ان يثور التساؤل، كيف ستكون الحياة اي دون رؤيته يوميا، او دون تناول الطعام معه، او دون سماع صوته، هي امور يجب البحث في كيفية معالجتها، وهذا الامر قد يكون افضل في استثمار الوقت بدلا من استخدامه لعصر الدموع من العين
الان وبعد ان انفصل الطرفان وكل منهم يعيش في مركب جديد، وحياة اخرى، فعلى كل منهما البحث في الوسائل التي تجعل من امر سير هذا المركب في النهر سليما وخال من المعوقات، حتى يصل الى بر الامان ، والى الشاطئ الذي يمكنه من بناء بيت جديد هناك وهنا لابد من البحث في طبيعة العلاقات التي كانت في حياتك، فإذا كان هذا الانفصال هو الاول في حياة هذا الشخص لربما كان عليه عدم التوقف طويلا امام اسباب التفكك الذي حصل، لكن وفي حال كان هذا الانفصال ليس الاول، بل له سوابق، فقد يكون من الواجب البحث في اسباب تكرار هذا الانفصال؟ فهل الخلل يكمن فيه شخصيا او في اسلوب انتقاءه الى الشريك، وهي امور قد تعمل على علاج العلاقة اللاحقة وهذا الامر قد يتطلب الجلوس منفردا والبحث في الامر، وقد يتطلب مراجعة الاطراف السابقين في العلاقة للوصول الى نتائج حول الخلل في علاقاته السابقة، والبحث في العوامل المشتركة، من ثم محاولة تغييرها. للوصول الى علاقة مستقبلية ناجحة، وتجنب الاخطاء
حتى يتدارك الانسان الام الفراق والابتعاد عليه ان يعلم ان هناك كثيرا من الاشياء او الامور قد تنتهي وتزول فلكل شيء بداية ونهاية ، مع الاستثناء لبعض العلاقات والتي قد تدوم حتى وتتجدد مع كل ربيع ومع كل تفتح للزهور والورود وهذا الامر سيغذي في داخل كل منا الكثير من الامل الى نهار يوم اخر ، مشرق اكثر ووردي وعلى الانسان ان يتقبل الى ان الامور في الحياة ليست بسيطة وان بعضها يحتاج للصبر وان لكل نهاية بداية جديدة وان العلاقة التي تنتهي الان هي فرصة للبدء في امر جديد، فلا شيء قد يعمل على تحطيم الانسان كان يبقى يزيح بنظره الى الى الخلف، فعلى الانسان ان يذهب ببصره الى الامام فقط و يستقر بجبينه في حضن الشمس .