يظن البعض أن العور آفة تصيب العين فى حادث ما فيقال فلان أعور ، لكن زماننا ظهر فيه عور من نوع جديد ألا وهو ” عورالعقل ” أى — والله . فكثيرا ما نلتقى برجل أعور العقل !
نعم عزيزى القارىء الحبيب – أعاذكم الله – قيل :
فمن يا ترى صاحب العقل الأعور ! ؟
– إنه ذلك الذى تقابله فى عملك بين زملائك فى لقاء عابر فى ندوة من الندوات أو عند تعاملاتك مع الآخرين أو تسوقه الأقدارلطريقك — من يا ترى هو ! ؟
إنه من يرى عقله من جهة واحدة فقط فيفكر بها وقد غاب عنه متعمدا أو غير متعمد نصف الوجود بسوء طبعه وخلقه ، ولو أن عقله أبصر من الناحيتين لما بث شروره وسمومه فى غيره ولتسمح لى أيها القارىء بأن أجرى معه هذى المناقشة والحوار —
* ماذا أنت قائل يا أعور العقل لو أن ما ترمى به غيرك رُمِيت به ؟ وهل زين لك جانب عقلك المريض ان ماتفعله هو من قبيل النصر؟
” لا- أيها الواهم فماهو إلا هزيمتك الانسانية والأخلاقية التى أهلتك بجدارة لتتربع على عرش السقوط والانحطاط “
” أعلم علم اليقين أن أساس الدين والكرامة ألا يخرج إنسان عن قاعدة الفضيلة الاجتماعية فى تعاملاته مع غيره “
ألا تدرى أن قبيح الطبع لو أمتلك ذرة من الفطرة السوية لجاهد نفسه ليعيدها إلى جادة الطريق بدلا من أن يكون منبوذا كمن أبتلى بآفة معدية
* نصيحتى لك يا أعور العقل أسلم من شرورك وآثامك تسلم ، فإن كل ما تنظر إليه بجانب عقلك معطلا لجانبه الآخر على أنه الصواب والذكاء فى النيل من الآخرين ، أدرك جيدا أن نصف عقلك الآخر يناديك بل يجاهدك ويؤنبك ليلا لتعود لرشدك وتضىء جانب عقلك الآخر
أعلم أن ما يمليه عليك جانب عقلك الشيطانى هو دين فى عنقك وحق لابد بإرداة الله العدل أن تقضيه ليقتص منك إما – وهذا سهل يسير – فى الدنيا إما فى الآخرة حينما تلتهم آثامك وقصاص الآخرين منك حسناتك كلها لتقدمها مرغما إلى من نالتهم آثامك وشرورك فى دنياك ودنياهم –لتعد يا أعور العقل إلى صوابك ولتجعل لجانب فكرك المعطل نصيبا فى التفكيرلتعود للفطرة السليمة التى فطر الله الناس عليها .