تجولنا في العناية الصحية كما طلبت منا الممرضة سعاد . لا بد أن لا تتخلفوا عن الركب ويجب أن تعلموا كم هي هائلة قدرات عيادتنا . هذا ما جاء في رسالتها التي أشارت أيضاً إلى ضرورة إلتقاط صور إلكترونياً يخزنها الحاسوب الطبيب في ذاكرته أولاً . قبل أن يسمح لنا المدير بزيارة مكتبه .
السكوت أولاً ثم الشروع في الكلام مع حميمي . نحن لم نضحك قليلاً عندما علمنا أن المدير يُدعى حميمي . ونتمنى أن لا نكشف أمامه وننفجر من الضحك . سيما إذا إتضح لنا فيما بعد أن شكله أيضاً مضحك. سعاد قالت لنا هو رجل سمين .شعره كان أسود فطلاه بالأبيض . تشبهاً بأخر موضة في إنكلترا. وهو من الذين جاهزين لدفع الكثير من النقود مقابل تخفيف وزنه. وهناك قصص شائعة تجنبت سعاد ذكرها عنه ،نحن نعرفها من البداية .وإذا صََحتْ من المؤكد أننا سنضحك كثيراً أمامه ونـُكشف . يقول مرافقي ورفيق عمري ضياء . لا عليك يا علي فسوف نخبره أننا كنا في المهرجان النسوي للمدينة الذي نـُضم يوم أمس . وهناك كما يعلم الجميع تعرض الزوار للرش بغاز الضحك من مجهولين . ولأننا كنا من الزوار نحن ما زلنا تحت تأثير الغاز المضحك . وأنت يا سيدي المدير لست مضك . لا شعرك الأبيض المرشوش حديثا بأحدث طلاء شعر قد أضحكنا ..،،هاها ها ، ها . ولا حجم جسمك النحيل من الأسفل والسمين من الأعلى كالسيدات قد أضحكنا ، ها ها ها ،، ولا عيادتكم التي تجبر المرضى على بداية قصتهم معها بالعناية المركزة ..
يا حميمي ما رأيك في قولنا .. ولآن الفكرة التي إخترعها علي أعجبتني أنا هنا يا سيدي فأنا أود أن أكون من مساعديك حتى تتمكن من التخلص من السمنة. هذه القصة التي سأقرأها فيما بعد إذا كنت لا توافق على رفضي من البداية . فأنت موافق على عدم رفضي من البداية. هل ستكون فعلاً حميمي . وإستمر ضياء ينصحني حتى أشفقت عليه وترحمت عليه مسبقا ً .لآني ظننت أن غاز الضحك قد أفسد مخ صديقي العزيز . وأمسكت أعصابي بأسلوب عادل وطرقت باب المدير الذي فتح بسرعة شديدة . وقلت يا سيدي حميمي السمين من فضلك ساعد ساعدي علي فهو يضحك منذ الأمس . ومن الوهلة الأولى إستعد حميمي ليكون الطبيب الذي لا يضحك في حضرته مريض ، إلا وكان قد تماثل للشفاء. وأراح علي بنومة فوق سرير يبدو أنه فاخر . وسأل علي بهدوء لا يشبه الطب في شيء ،إلا تصنع الأطباء الصغار . طمعا ًفي نجاح كبار العقال . فقال علي يا تاج فوق روؤس المرضى . لما تطلي أنفك بالأسود قبحتك الألهة . وشرع في ضحكات نام على أثرها من شدتها . ورأى حميمي أن علي سيموت قريباً. وقال لي هذا النبأ ليس لآني غبي أو جاهل فصدقني . وتأكد أن صديقك دخل في غيبوبة وسيموت . فلا تصدق أنه قد نام . وأنا كنت منذ الأمس إلى غاية اليوم قد تعودت على نومة علي المفاجئة بعد الضحك الشديد . وقد نام 19 مرة في كل مرة 5 دقائق. وهذا الكلام أعجب حميمي . وقال لي أنا مخترع غاز الضحك يا كلاب ، وبدأ يعوي خوفاً مني . وظن أني شرطي والضحية علي مخبر نام من أجل التمويه . وإرتفع صراخ حميمي وجلس إلى جانب أقدامي يروي قصته … وبعد لحظات الرواية التي سمعتها كلها بإنتباه ، لآنه كان يتحدث كالمجرم الحقيقي . أمسكته من رقبته وطرحته فوق السرير بجوار علي . وقلت له الأن سيكون جزائك هو السجن . فأكمل جميلك وأطلب مركز الشرطة وأطلب بعض المدد لي كي نصحبك إلى السجن . ففعل المجرم ما طلبه منه الشرطي . وكنت أثناء تخابره مع البوليس قد حملت صديقي علي على الكتف الأيمن ، وخرجت من باب العيادة الأخير. وحمدت الله على كل ضحكة يقين ساعدتني في تنفس الصداء . وبعد أيام كانت الأخبار قد تأكدت . وإعترف حميمي إلى الشرطة بالفعل بصناعته لغاز الضحك . ولم يتمكن من إخفاء السر لآنه إنهار عصبياً فجأة.