كتبت زينب عبده
ما يحدث للصوفية في حال اللقاء والحضرة والإلهام لا يمكن وصفه بجميع اللغات، وإن كان للصوفية دور في تطور اللغات بأن خلقوا لسان غير الألسنة المعروفة يسميه البعض بلسان المحبة والجمال، إلا أن هذا اللسان يعجز عن التعبير كما تعجز الأرض عن احتمال مياه الطوفان والسيول فتغرق.. ويمكن تسمية هذا الغرق بالغرق اللذيذ الذي يستمتع به الصوفي أيّما استمتاع ويشعر بنشوة لا يمكن أن يشترك معه فيها سوى أهله وأمثاله .. يخبرك الفنان برسمه وألحانه عن بعض هذه النشوة وهذا الشعور.. لكنك لا تعي ما يقول دون أن تحيا مثل هذه الحياة ! الصوفي لا يكون صوفيّا بالمرقع و لا بالسجادة، و لا بإجراء الرسوم و العادة، بل الصوفي من كان فانيا عن وجوده في عالم الشهادة.
ومن حكايات الصوفية أن أحدهما كان بصحبة شيخ صوفي، ومرّ الشيخ على حيوان يُشوى، فظنّ من معه أنه اشتهاه حين نظر إليه، فطلب قطعة من اللحم لأجله فقال يا بني إنني لا أشتهي اللحم، ولكن كنتُ أفكّر أن الحيوان لا يدخل النار إلاّ بعد الموت، أما نحن فندخلها ليل نهار ونحن أحياء!