التوك توك” وسيلة المواصلات الأكثر انتشارًا في محافظة المنوفية، حيث ينتشر في جميع مراكز ومدن المنوفية وأصبح وسيلة نقل المواطنين في الأماكن التي يصعب الوصول إليها في القرى.
نافس التوك توك وسائل المواصلات الداخلية بالمراكز ليصبح الوسيلة الأولي داخل مدن ومراكز المحافظة حيث يجد فيه البعض مصدر رزق مضمون دون إجراءات أو أوراق بعيدا عن أعين الدولة دون تأمينات أو ضرائب أو حصول قائدها على تراخيص سواء للقيادة أو لتسيير المركبة.
لكن في الوقت ذاته، يشكل التوك توك بعض الخطورة نظرا لأن قائديه غالبا لا يحملون رخصة قيادة وقد يستغلونه في القيام بعمليات إجرامية، مثل حوادث الخطف والاغتصاب والسرقة التي تقع أحيانا نتيجة عدم مراقبة أو ترخيص المركبة، بالإضافة إلى أنه لا يمكن مسائلة قائده أو اتهامه حال ارتكاب حادث سير، في ظل القيادة المتهورة المعروفة عن قائدي التوك توك، والتي لا تضر المشاة فحسب وإنما تمتد أيضا إلى السيارات في الشوارع.
وينتشر «التوك توك» في الأحياء الشعبية والمناطق العشوائية ذات الكثافة السكانية العالية بالمنوفية ، بينما تندر رؤيته في الأحياء الراقية ووسط المدينة، ويتجنب سائقوه التحرك في الشوارع الرئيسية للبقاء بعيدا عن أعين شرطة المرور.
بين أمل فى الأمان ورجاء فى القضاء على الأزمات خاصة من مركبة التوك توك التى تواجدت بقرى ومراكز محافظة المنوفية، وفرضت وجودها كوسيلة انتقال رسمية للمواطنين خاصة بالقرى، لكن غطاء الجريمة الذى غلف العشرات من المركبات وصم عدد كبير منها بوصمة عار وخوف كثيرا من الأسر على أبنائهم بعد انتشار جرائم الاختطاف والاغتصاب والتحرش، وغيرها من الجرائم التى لعب فيها التوك توك دور البطل.
وللقضاء على هذه الأزمات أطلقت مجموعة شبابية بقرية البتانون التابعة لمركز شبين الكوم، بمحافظة المنوفية، تحت اسم “المجالس الشعبية المحلية بالمنوفية”، حملة لتأمين المواطنين من المشكلات التى يخلفها التوك توك، من خلال الترقيم له والتواصل مع الوحدات المحلية للقضاء على الأزمات .
وأضاف عادل أبو عيطة، أحد المنسقين، بالحملة، أنهم قاموا بالتنسيق مع الوحدة المحلية بالقرية على أن يتم ترقيم جميع مركبات التوك توك بالقرية، حتى يتم محاسبة أى متورط فى أى مشكلة، وحتى يكون هناك حالة من الأمان فى انتقال المواطنين، مشيرا إلى أنهم بدأوا بعدد من السائقين المستجيبين لهم، والذين يرغبون فى تنظيم النقل بين المواطنين والحصول على أكبر قدر من الأمان لهم وللمواطنين جميعا .
وأضاف هيثم الشرابى، أحد المنسقين للحملة، أن الحملة جاءت بعد انتشار حالة من الخوف بين المواطنين عقب عدد من الحوادث التى شهدتها العديد من القرى من اختطاف للبنات واغتصاب وغيرها من الحوادث التى استغل فاعلوها مركبة التوك توك، فما كان لهم إلا أن يفكروا فى طريقة خارج الصندوق للقضاء على الأزمة وتقنين وضع التوك توك الذى أصبح أمرا واقعا .
وأوضح أحمد شندى عبد الفتاح أحد المنسقين للحملة أنها تأتى فى إطار التأمين الكامل للمواطنين والسيطرة على الحالة الأمنية ومحاسبة المقصرين والمخالفين منهم، مشيرا إلى حالة من الرضا الكبير بين سائقى التوك توك وخاصة أنه أصبح من بينهم مجموعة من الذين يسيئون إليهم وبهذه الطريقة لن يكون هناك أى إساءة لهم وسيكون هناك حفاظ على حقوقهم وحقوق المواطنين .
من جانبه قال حمادة سعيد ، أحد سائقى التوك توك، أنه حصل على الرقم 15 بالتوك توك، وأنه بمجرد ما تم تركيب الرقم على التوك توك إلا وشعر بأن الأمر أضاف من قيمته وحقق له تأمينا كبيرا بين العديد من التكاتك المتواجدة بالقرية، لافتا إلى أن هذا الأمر سيحجم كثيرا من الجريمة وأنتشارها أو وجود أى حوادث كما كان فى الفترة الماضية .
وأضاف محمود كرم، أحد سائقى التوك توك أنهم بمجرد عرض الفكرة عليهم والاتجاه إلى الحملة وشعروا بالأهمية للموضوع وأن الأمر ليس هزليا وإنما سيكون من أجل الحفاظ على المواطنين والسائقين على حد سواء ، وان الاستفادة ستكون للجميع، والتأمين سيكون للجميع .
من جانبها قالت مني احمد ربة منزل بقرية البتانون أنها استشعرت الأمان بشكل كبير عقب عملية الترقيم للتكاتك والتى قننت من وضعها وجعلت قائدها يسعى إلى لقمة العيش بعيدا عن أى محاولات للجريمة، أو الدخول فيها، مشيرة إلى أنها الأن لا تأمن على خروج بناته إلا من خلال التوك توك المعلوم رقمه لديها، حتى يتم محاسبته فى حالة تواجد أى مشكلات .
وأضاف مصطفي كامل ، أحد أهالى القرية، أن العمل يتم بشكل كبير فى هذا الأمر، مطالبا بأن يتم تدعيمه للعديد من المواطنين حتى لا يكون هناك أى خروقات أو أى أزمات من الممكن أن تحدث نتيجة لهذه المركبة والتى حطمت العديد من الأسر بالعديد من القرى والمراكز بالعديد من المحافظات .
وفى نفس السياق انتشرت العديد من الحملات المختلفة بين عدد من القرى بمحافظة المنوفية، والذين يطالبون بأن يتم ترقيم مركبة التوك توك من أجل الوصول إلى أعلى معدلات من التأمين للمواطنين والسائقين على حد سواء، والتى انتشرت بقرى مليج وعدد من قرى شبين الكوم وأشمون، وغيرها من القرى المطالبة بأن يتم وضع ضوابط وقوانين تحمى الطرفين بعد أن أصبحت مركبة التوك توك أمرا واقعا.