كتب لزهر دخان
بعدما أصبحت أعرف إسمه الجميل ” مرقص اقلاديوس ” أعجبني إسمه .. الشاعر العجوز كما يطلق على نفسه لم يكتب حكمة لنرى نحن بحكمة أخرى لغيره . وكتب حكمة لنكون حكماء على مزاجه العادي ؟ ولآننا كلنا نحتار في نوايا الأشعار التي يقولها الشعراء . ظهر ماركوس وألح على طرح السؤال .. بل الأسئلة الثلاثة ..فقال :
ثلاثة أسئلة تحيرنى منذ مدة.
هل الشعر ضرورى أم غير ضرورى.
و أن كان ضروريا فلمن هو ضرورى.
و إن وجدنا هذا المن
فلماذا هو له ضرورى.
بالنسبة لي كشاعر لا بد أن يكون الشعر ضرورياً. وينطلق من أجل الضرورة ليصبح كلمات تنوي أن تكون فعال وفعالاً ذات قيمة وضرورية . ولا نقول إلا كي نفعل فنقول فَعَلّنَا فِعاََلٌ ِفعَالُ فَعَلّنَا …فِعَاَلُ فَعَلّناّ فّعّلّنا ّفِعَال.ُ
وفي رأيهم الذي إلتقطه وفهمه وفَهَمَهُ لنا شاعر الأسبوع .. مرقص اقلاديوس هم يقولون أن زمن الشعر قد ولى . أي عاد إلى الوراء وعاش هناك ونحن أف لنا …ويقول مرقص اقلاديوس
البعض يقولون ان ااوان الشعر قد ولى.
و أن الااوان ااوان النثر.
ماذا يفعل الشعراء
يغنون لليل
نحن نحتاج بالأكثر للفجر.
يرتبون كلمات بجانب كلمات.
ثم يمضى بهم العمر.
وهذا صواب فعلاً فهناك من الشعراء من لا يرى الفجر . ونجده دائماً منتصرا ًللهزيمة متشحاً بالسواد كأنه قد أمن بأن المتنبي يقتل في كل عصر … لهذا الحزن مستمر وفي كل عصر . وهاؤلائي المحزونون عندما فارقهم مرقص اقلاديوس أ قرر أن يسألنا فنحن نرى أن للشعر ضرورة. فقال شاعر الأسبوع:
قلت فلنسأل من لهم الشعر ضرورى.
قال واحد من القراء.
أنا من محبى الموسيقى
و الشعر موسيقى الكلمات.
أنا أفهم النثر و أقدره
لكن معانيه تلاعب عقلى
و لا تهامس قلبى
فتجعله يصدر الأهات.
و قال أخر..الأصل هو الشعر.
فقد ظهر قبل النثر
أن الشعر هو الفجر
و النثر هو العصر .
و أنا أحب الأصل.
و قال ثالث…
كل إنسان يمكنه أن يكتب
و أن يعبر بالنثر.
لكن قليلون من يكتبون
و يعبرون بالشعر.
و أنا أحب التفرد
ألم تسمع أن للبيان لسحر.
وعلى ذكر سحر البيان أود أن أقول أن سحر البيان فعلاً لا بد أن يكون متوفراً ليكون هناك للشعر أو للنثر أثر مؤثر ومستقبل باهر . وكثيراً ما إستدل النقاد والأدباء بما قاله أثنوس عندما قتل يوليس قيصر للجمهور الروماني .. حيث بعدما قتله أطل من شرفة القصر وقال : أيها الرومانيون أنتم تعلمون أني أحب روما أكثر من حبي لنفسي وليوليس قيصر . ولآني أخاف على روما منه وهبته في لحظة واحدة حبي ودمي وخنجري.. فصاح الرومانيون معجبون بما قام به محررهم الجديد ضد محررهم القديم وهم لا يعلمون أنهم قد تحرروا من سحر السلطان وسطوته إلى سحر البيان ونفوذه . وهذا مأخوذ من مقال لمصطفى لطفي المنفلوطي إسمه ” سحر البيان”
أما سحر البيان الذي يتمتع به شاعر الأسبوع فهو هنا يكمل به باقي شرحه لأثر الشعر في نفوس هاؤلائي وأولائك:
يقول شاعر الأسبوع
إجتمع الثلاثة معاً و سألونى
أنت الذى سألت ،فلماذا لا تجيب.
فقد بحثت طويلاً
لعلك باجابتك تصيب..
قلت إن الشعر و النثر توأمان.
أمهما الكلمة.
و فى البدء كانت الكلمة.
كانت كلمة فاعلة مؤثرة.
كانت كلمة كن فكان ما كان.
و قد قالها خالق الأكوان.
شعراً كان نثراً كان.
المهم من يقول الكلمة التى تكون.
و الأهم أن تكون الكلمة مؤثرة فاعلة.
تبشر بما يكون.
تنهى ظلما،
تحييى أملا،
تبذر حبا،
تزرع خيرا،
تنشر صدقا،
توزع فرحا….
تكون كلمة
تجعل من سامعها عاملا بالكلمة.
و تجعل من قائلها مبشرا بالكلمة.
الشاعر العجوز
مرقص أقلاديوس