عندما نتحدث اليوم عن السمنة المفرطة أو شبه المفرطة أو بداية مرض السمنة .
فإننا نتحدث عن ظاهرة مرضية شديدة الخطورة وأبعادها تكاد تصل لأشد الأمراض النفسية خطورة على الإطلاق والتى تصل بصاحب هذا المرض القاسى إلى .
( الكبت الشديد – الإنطواء – الإكتئاب السلمى – الإكتئاب العدوانى ) .
مما يؤدى بصاحب هذا المرض ووصوله لمرحلة الإكتئاب العدوانى وهو من أخطر الدرجات والتى بدورها تؤدى هذه المرحلة الخطيرة إما أن يصبح مريض السمنة عدوانى مع الأخرين ويهاجم بدون أى سبب أو مبرر لمجرد إخراج الكبت الشديد الناجم من داخله .
أو يهاجم نفسه وهى مرحلة النهاية التدميرية للخلاص من الحياة التى يشعر بعدم وجوده وأنه لافائدة من تواجده فيها .
أنواع مرض السمنة الشائعة
^^^^^^^^^^^^^^^^^^
* :- السمنة النفسية التقليدية ( وهذه الحالة لا تهتم بمظهرها بل تكون سعيدة بذلك وهذه من الحالات النادرة والقليلة جدا ) .
* :- السمنة النفسية المرضية ( وهذه الحالة من الحالات الشديدة جدا والصعبة والتى حينما تكون غاضبة تأكل بشراهة وأيضا عندما تكون سعيدة كذلك ) .
* :- السمنة المرضية ( وهذه الحالة نتيجة إفراز الغدة بمعدل غير طبيعى مما يؤثر بالسلب على الحالة النفسية . ولكن هنا وجب تدخل العلاج بالأدوية أو الأعشاب أو التدخل الجراحى إذا إستدعى الأمر بالفعل لذلك إذا كانت تؤثر على القلب وعظام الجسد وأعراض أخرى شديدة ) .
وقد ظهرت هذه الظاهرة منذ مايقرب من نصف قرن تقريبا . ولكنها إنتشرت بصورة ملفتة للنظر وملموسة منذ ربع قرن تقريبا بل وزادت وانتشرت بشكل قاسى جدا وفظيع مما أثر بالسلب على الشخص المصاب بهذا المرض بل على كل من حوله من أفراد أسرته أو أصدقائه لشعورهم مما يعانيه من ألام وأوجاع نفسية وبدنية بل ذهنية من كثرة التفكير مما يعانيه ومن مظهره الغير لائق والذى يراه فى أعين من ينظر إليه .
والأسباب التى أدت لهذه الظاهرة وإنتشارها :-
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
1 – فقدان الثقة بالنفس مما يؤدى لجعل الشخص غير إجتماعى ومنعزل عن المجتمع وأغلب المحيطين به من العائلة والأصدقاء وأقرب الناس لقلبه .
2 – التوتر والقلق الزائد عن المعدل الطبيعى ولأتفه الأسباب التى لا تذكر ولا تستدعى لهذا .
3 – عدم الرضا عن الذات مما يؤدى لفقدان السيطرة والتحكم فى أغلب الأمور المهمة .
4 – زيادة المعدل الطبيعى للإهتمام بالوزن مما يؤدى بنتائج عكسية مما يسبب الإرهاق النفسى
5 – كثرة الإنفعالات والعصبية والتى تؤدى بدورها لخلل فى مراكز التحكم الحسى والنفسى والذى يؤدى لشراهة فى تناول الطعام ( ونادرا ما يحدث العكس ولا يتناول المريض الطعام )
6 – توتر العلاقات العاطفية للأنسات وخصوصا وتحديدا المراهقات والتى تسبب إنعكاس سلبى يؤدى بدوره للعزلة وقلة الحركة والإنطوائية مما يؤدى لزيادة الوزن بصورة ملفتة للنظر نتيجة خلل نفسى وخلل فى منظومة الدورة الدموية وخلايا المخ المسئولة عن تنظيم وتنسيق حرق الدهون وتنظيم الأمور الحياتية الداخلية للمريض .
7 – التوتر الزائد من إنهيار العلاقة الزوجية وفتور العاطفة وعدم إنتظام العلاقات الحميمية بل إنقطاعها تماما وإن حدثت تكون بشكل روتينى بحت جدا لمجرد إرضاء النفس فقط أو الطرف الأخر دون الوصول به للغرض من هذه العلاقة .
مما يؤدى بالتدريج لإنهيار ذاتى ورفض الحياة وعدم تقبل الأخر بأى شكل من الأشكال وبأى صورة من الصور وتظهر أعراض الإكتئاب الذاتى الغير ظاهر حتى يظهر بصورة مخيفة جدا تؤثر بالتدريج لزيادة الوزن نتيجة قلة الحركة وعدم الإختلاط مع المجتمع أو الزيارات العائلية
8 – معايرة الرجال لزوجاتهم وذويهم بقوام النساء عند مشاهدة الأفلام الأجنبية أو التركية أو الهندية أو حتى المصرية مما يؤثر على العلاقات الأسرية وينعكس بالسلب على كل شئ ويؤدى لإضطرابات فى الجسد ووظائفه وتوتر العلاقات .
ونسوا بأن كل هذه اليلاد تعانى من مرض السمنة ولكن يظهرون لنا فى أفلامهم ومسلسلاتهم القوام المتناسق الممشوق .
9 – التقليد الأعمى لإتباع أساليب الرجيم القاسى من أى وسيلة تواصل إجتماعى أو من على الدكتور الشهير ( جـــوجـــل ) صاحب الشعبية الجارفة . أو الإستماع لنصائح غير مجربة ومنقولة بالسمع أيضا من إحدى الأهل أو الأصدقاء أو الأقارب أصحاب الفتاوى الغير عقلانية ودون الرجوع لطبيب أو أخصائى تغذية أو أخصائى تخسيس .
وأكتفى بهذه الأسباب والتى هى الأكثر شيوعا فى مجتمعنا العربى والمصرى تحديدا .
وهذه الأسباب من خلال الحالات التى أتعامل معها وتأتينى بكثرة شديدة نظرا لأن العامل النفسى هو من أهم العوامل الأساسية فى العلاج من هذا المرض القاسى الشديد .
ويبدأ العلاج النفسى أولا بتحليل نفسى لمريض السمنة . ثم العلاج المعرفى السلوكى . ثم العلاج الجماعى .
فيجب أولا عند بدء العلاج معرفة السبب الحقيقى لزيادة الوزن والبدء فى علاجه فورا من قبل أن نبدأ فى إتباع أى نوع من أنواع الرجيم .
وأيضا لابد من تغيير النمط المعتاد للمريض وخروجه من العزلة والإنطوائية والعمل على إخراج الكبت والطاقة السلبية الكامنة بداخله لتعود له ثقته بنفسه وذلك من خلال .
1 – الخروج من العزلة وزيارة الأقارب والأصدقاء .
2 – ممارسة أى نوع من أنواع الرياضة إن أمكن أو ممارسة رياضة المشى لما لها من تأثير إيجابى لحرق الدهون وليونة الجسم وشد العضلات .
3 – قراءة كتاب من الكتب المفضلة . أو ممارسة الرياضة والتمارين فى المنزل .
4 – إتباع نوع من الرجيم المناسب للحالة الصحية تحت إشراف أخصائى تخسيس .
5 – ومن العوامل الهامة تنظيم مواعيد الطعام والنوم والإستيقاظ .
وللأسف حقا والمخجل بأنه مازالت هناك فئة ممن ينظرون للسمنة على أنها دليل من دلائل الصحة والقوة بل والعافية .
وفئة أخرى للأسف أيضا يحاولون التخلص من السمنة حتى يكون قوامهم ممشوقا ومتناسقا ويواكب العصر الحديث . وليس من أجل الأمراض الخطيرة المصاحبة لهذا المرض الخطير .
والفئة الأكثر خطورة بالفعل هى التى تقوم بالتقليد الأعمى لإتباع وسيلة من وسائل الرجيم القاسى قد تكون بالفعل أخطر وأشد ضررا من مرض السمنة نفسه وكما ذكرنا من قبل من ( الدكتور جـــوجـــل ) دون الرجوع للطبيب أو الأخصائى إو تحت إشراف أخصائى تخسيس أو متخصص فى برامج الرجيم الفعال وحسب الحالة وما يلزمها من برنامج مناسب للمريض .
ولذلك أنصح أهل مريض السمنة تحسين أسلوبهم وخصوصا من الناحية النفسية وعدم معايرتهم لما وصلوا إليه . بل مساعدتهم للتخلص من هذا الوزن الزائد بإتباع ما ذكرته من قبل فى هذا المقال .
وأسأل الله تبارك وتعالى الشفاء للجميع وأن يكفينا الأمراض وشرها .
وأسأله التخفيف من ألام وأوجاع المرضى وذويهم وكل من يحمل همهم .
وأترككم فى رعاية الله تعالى وأمنه
الدكتور / حسام الشرقاوى
إستشارى نفسى وأسرى وعلاقات زوجية
وخبير فى فنون العلاقات وتحليل الشخصية