كلما هممت بالكتابة فى هذا المقام توقفت لحظات أمام ذلك المثل وتلك المقولة المتداولة التى تقول : ” كأنك بتنفخ فى قربة مخروقة ” فيعلن قلمى التردد حد القهقرة لكننى سرعان ما أجد امام ناظرى يضىء لى جنبات قلبى وفكرى قول رسولنا الأكرم – صلوات ربى عليه وتسليماته –
: ” من سئل علما علمه فكتمه جاء يوم القيامة ملجما بلجام من نار ” أو كما قال
وهنا أجد أركان جسدى وقد زلزلها ذلك الوعيد من رسولنا – صلى الله عليه وسلم – فكان قرارى الاستمرار فى الكتابة علها ترد بعض من أولئك المتجاهلين والمتعالمين منهم
عجيب عجيب أمر ذلك المنصب وما يفعله بصاحبه من طغيان على الفكر وتملك للارادة وإزاحة لمن يبتلى به عن جادة الطريق – إلا من رحم ربى –
وهذى شواهدى سمعت من إحدى تلك القيادات يقول لمرؤسيه :
” ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد ” فوقع قوله موقع الزلزلة لقلبى ، فقلت له مازحا : ” فكانت نهايته الغرق ” فصمت ولم يرد .
ومن بين الغواية التى يضربها المنصب على صاحبه ذلك الكبر والصلف فى التعامل مع الغير دونما مبرر أو وازع من صواب فهذا آخر يحب عند تواجده بمكان أن يقف له الجميع وألا يشغلهم شاغل إلا الانبهاروالخشوع فى حضرته ونسى قول لقمان الحكيم ناصحا ابنه :
” ولا تصعر خدك للناس ولا تمش فى الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور “
وغيرذلك من مشاهد ” الزندقة القيادية ” مما يضيق عنه المقام
ختاما انصح نفسى وإياكم /
فأيها القيادى اعلم علم اليقين ” أنك مفارق مفارق لاثنين :” منصبك ثم دنياك ” :
– فمنصبك مهما طال أنت تاركه – لانه لو دام لغيرك ما وصل إليك -.
– أما دنياك فأنت لامحاله مفارقها فالموت حق والخلود محال .
ولنضع نص أعيننا ما جاء عن أبى هريرة :
” ما من أحد بؤمرعلى عشرة فصاعدا إلاجاء يوم القيامة فى الأصفاد والأغلال “