كتب لزهر دخان
من بين أراء رئيس برلمان إيران السيد علي لارجاني. ما يريد أن يشرح به توقعاته للفوضى في العلاقات العالمية جراء تعامل الولايات المتحدة مع كل من إيران وروسيا بسياسة العقوبات . وفي الوقت الذي ينتظر فيه لارجاني ظهور هذه الفوضى . وصلت العلاقات العالمية إلى غاية قرع طبول الحرب .بين روسيا وأمريكا وإيران وأمريكا وكذلك كوريا الشمالية والصين وأمريكا . ولم تهدأ الأنفس إلا في أخر اللحظات .
وقد شهد هذا الجمعة 14 تشرين الأول أكتوبر 2017م .إجتماع بين رئيس مجلس الشورى الإيراني “علي لارجاني” ونظيره فياتشسلاف فولودين رئيس الدوما الروسي . وكان أهم ما قاله لارجاني ( يبدو أنهم بدأوا ببعض التحركات التي ستؤدي في نهاية المطاف إلى اضطراب في الساحة الدولية. وتدل على ذلك العقوبات التي فرضت على إيران ضد روسيا وكذلك التدابير التي بدأت مؤخرا حول الصفقة النووية مع إيران .)
وهكذا يظهر لنا من كلام لارجاني أنه نسى أن إيران وقفت في طريق البحرية الأمريكية بشكل مكرر ومستمر. في العام 2016 م . وكادت تلك التصرفات تشعل الحرب التي أعادها الإتفاق النووي إلى الوراء .وأصبحت منذ ذلك الحين تسير بخطوات بطيئة .رغم أن ترامب فعلا له رغبة في الإسراع في إلغاء الإتفاق مع طهران. وهو الإتفاق الذي وصفه بالأسوأ في التاريخ.
ويوجد مع لارجاني حق فيما قاله عندما يبرر قوله بإنتهاك أمريكا لبنود الإتفاق النووي الذي قال عنه أنه سيكون لاغاياً في حالة ما إذا توقفت الولايات المتحدة على تنفيذه.
لارجاني أرسل شكره إلى روسيا في الوقت الذي أرسل فيه إنتقاده لآمريكا .وقال أن سارجي لافروف ساعد الإيرانين في إجتماع 5+1. الذي كان في نيويورك ونتج عنه الإتفاق النووي.
ورغم أن وزير خارجية أمريكا ريكس تيلرسون أشار إلى حقيقة يجب فعلاً أن تغفل عنها إيران عندما قال( – كان عليكم أن تدركوا عندما أتفقتم، أن هذه الإتفاقات قد تتغير عندما تتغير الحكومات.)أراد لارجاني أن يستغرب من كلامه غير الغريب . سيما أنه صدر عن نظام دمقراطي وليس شمولي متجذر يعيش بنفس المبدأ ولو مئات السنين.
وعزز لارجاني كلامه المربح ضد أمريكا بالثناء على إيران .التي أثنت عليها الوكالة الدولية للطاقة الذرية .عندما أكدت 7 مرات على تمسكها بإلتزاماتها وتنفيذها في إطار الصفقة النووية.
ويبدو أن لارجاني ونظيره الروسي أرادا إخراج الملف النووي من سياسة مكتب التحقيقات الفدرالي وغريمه الحرس الثوري الإيراني إلى سياسة البرلمانات والأنظمة الدمقراطية الشرعية. وحسب رئيس برلمان إيران كان الإتفاق عمليا باهض الثمن . وإيران دفعت الكثير كي تربح من علاقتها بأمريكا. وتخسر من علاقتها بالتسلح غير الشرعي . ومع هذا ما زالت إيران تشعر بأنها لم تربح كثيرا ..وعبر لارجاني عن هذا بقوله( لقد تكلفنا نفقات ضخمة جدا لتحقيق هذه الاتفاقات. ماذا كانوا ينتظرون. هل اعتقدوا أننا سنتكلف بكل هذه النفقات دون أن نستخدم هذه الاتفاقات )
ورغم أن روسيا محاصرة بدورها ولا يمكنها حل مشاكلها مع الغرب وأمريكا ،وفق شروطها هي . لم يستسلم رئيس البرلمان الإيراني .وأكد على أنه يأمل في أن تكون الحلول الروسية للقضية النووية الإيرانية متوفرة .
أما في الولايات المتحدة فقد كان أهم شيء في القضية هو ما أكدته الواشنطن بوست يوم الخميس الماضي . عندما قالت الصحيقة أن الرئيس ترامب سيعلن في الأسبوع القادم عن الطريقة التي سيتعامل بها مع الإتفاق النووي الإيراني. وقالت أنه ينوي إلغائه في مرحلته وشكله الحالي . وسيتحدث بطريقة تبين وتكشف سلبيات هذا الإتفاق. وأخطاره التي يشكلها على الإقتصاد والسياسة والأمن … قومياً.